الرئيسية / أخبار محلية / رسالة الى المخلصين في وطني .( 2 ) مقال سالم عبدالمنعم باعثمان .

رسالة الى المخلصين في وطني .( 2 ) مقال سالم عبدالمنعم باعثمان .

إننا حين ننظر إلى الواقع ومعايشتنا له نرى بأن القوى المتنفذة التي كانت تهيمن بالأمس على مقدرات شعبنا قد تصارعت وانقسمت على نفسها بسبب اختلاف مصالحها؛ والمعارضة بالأمس قد. اصبحت حليفة اليوم وشريكة في الحكم؛ وفي نفس الوقت من كان يوصف بالطاغية والسفاح ومجرم الحرب قد تحصل على وسام الحصانة؛ أما من كان يوصف بالفسدة والمفسدين من أزلام حكمه قد اصبحوا شركاء في تقاسم السلطة في جميع مفاصلها؛ وهذا ماكان يطلقون عليه التغيير والاصلاح .
أن اليمين الدستورية الذي يقسم عليه الرؤساء وكبار المسؤولين في اليمن يتضمن : ( أقسم بالله العظيم أن أحافظ على النظام الجمهوري؛ وأن أحترم الدستور والقانون؛ وان ارعى مصالح الشعب والوطن رعاية كاملة؛ وان أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه) من الملاحظ أن مفردات هذا القسم يحتوي على كلمات: مسالح؛ رعاية؛ احافظ؛ استقلال؛ والحق يقال : أن رؤساءنا ووزراءنا والكبراء؛ قد أقسموا وحلفوا بأغلظ الايمان بالحفاظ على مصالح الشعب أمام المايكروفون؛ ولكنهم بعد ذلك نهبوا؛ سرقوا وامتلأت بطونهم من المال العام حتى انتفخت وعلت وتضخمت: أقسموا بالله العظيم؛ ولو كانوا يدركون خطورة هذا القسم ماحنثوا به ومانبذوه وراء ظهورهم ليعبثوا في ارض الجنوب العربي فسادا؛ ويسرقون أموالهم ويذبحون أبناءهم وفي آخر المطاف تحت ذريعة(مخرجات الحوار يقسمون شعبه الواحد الخالي من صراعات الطوائف الى فرق وأقاليم؛ لقد حولوا القانون والدستور الى مايشبه شبكة الصياد تمسك بتلابيب الأسماك الصغيرة فقط من خياشيمها وتهديها الى الصياد لقطفها ويفعل بها مايشاء؛ أما أسماك القرش المفترسة فلا صلة لتلك الشبكة بها لأنها تخترقها بأنيابها وأسنانها حتى وإن وقعت فيها.
ان تعدد الممارسات الديمقراطية السلمية بهامشها المحدود يشكل في ذهنية السلطة خطرا محدقا يهدد مصالحها وبقاءها؛ فأصبحت امعاؤه غير قادرة على هضمها أو التعاطي معها؛ لذا لم يبق أمامها إلا أن تنتزع افتعال السباب والحجج الواهية في محاولة منها لإجهاض سلمية الحراك في الجنوب المحتل؛ وتمييع قضيته العادلة وقمع الاحتجاجات السلمية وكل وسائله النضالية بما في ذلك جرائم القتل والأعتقالات والتعذيب الوحشي الجسدي والنفسي ضد المعتقلين؛ ناهيك عن الملاحقات والتضييق على حرية الرأي والصحافة.
أن سلمية الاحتجاج والتظاهر يمثل حضارة هذا الشعب وتقدمه؛ واستمرارية نشاطه على هذا المنحى ليس ضعفا أو جبنا؛ ولم يكن في يوم ما نوع من انواع المحرمات تدعونا إلى التوبة أو ذنبا نسأل الله أن يغفره لنا وليس بتأمر يقودنا مكبلين الى ساحة القضاء وخلف قضبان سجون النظام؛ وفيه الجانب الآخر فالحرية والديمقراطية لايمثلان نظاما عسكريا وقبليا وتجاريا ولا بقوانين وإجراءات استثنائية تغتصب الحقوق وتقيد الحريات أو تعتقل الأفكار وتحاكم الضمائر وتزهق الأرواح وتدوس الكرامة أن شعبنا في الجنوب بمجتمعه له حضارة وتراث وارث ثقافي يعبر عن ماضيه؛ فالماضي سيرورة للحاضر من أجل البقاء؛ من لاماضي له لاحضارة له ولاحياة له ولاوجود له فلم نسمع في يوم ما أن التاريخ ينفي نفسه؛ بل هو موجود يعود إلى خبرة شعب عاش ونقل هذه الخبرة إلى غيره بوسائله المختلفة شفهيا أو كتابة؛ على اعتبار أن حتمية وجود التاريخ هو وجود اشياء مكتوبة تثبت أصالة عيش شعوب على هذه الأرض ضمن تاريخ وحقبات معينة؛ فمن هذا المنطلق أيمكننا إنكار هذا التاريخ وتهميشه ؟ أيمكننا أن نمحو هذا التاريخ العريق الذي حمل معه العديد والعديد من الأشياء المهمة ؟ أيمكننا هدمه ؟ أن الحقبة التي نعيش فيها هي الحاضر؛ ومن هنا لايمكننا الرجوع الى الوراء ولا التقدم بالزمن إلى الأمام ؛ لذلك فالماضي قد مضى ؛ والمستقبل مع المستقبل الحاضر هو الحاكم والإنسان يعيش فيه وليس لديه الإمكانية لا العيش في الماضي ولا في المستقبل .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

“البيشي والجاوي” يشيدان بجهود مكتب الصحة بمديرية المعلا للحد من انتشار الكوليرا

عدن(حضارم اليوم) محمد المحمدي التقى الدكتور أحمد مثنى البيشي مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان …