وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد العام للقوات الجنوبية، مساء اليوم الأحد، خطاباً هاماً للشعب الجنوبي، فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي اشرف الانبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
الاخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدء يطيب لنا تهنئتكم بعيد الأضحى المبارك الذي حل علينا هذا العام حاملاً معه بشائر تأمين العاصمة من معسكرات كانت تأوي العناصر الإرهابية ومعامل صناعة المتفجرات والمفخخات غير متناسين مهام تحرير ما تبقى من أراضي الجنوب في وادي حضرموت وبيحان ومكيراس، التي لا تزال تعاني من الإرهاب.
كما نهنئ الأمتين العربية والإسلامية بهذه المناسبة، سائلين المولى أن يعيده علينا وقد تحقق لشعوبنا كل ما تصبو إليه.
وننتهزُها مناسبة لنُحيي بِإكبار قوات التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وزعامة -ملك الحزم والعزم- الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله ورعاه).
كما نحيي شجاعة وبسالة وصمود أبطال قواتنا الجنوبية في جبهات القتال ضد التمدد الحوثي الإيراني ومكافحة الإرهاب، ونترحم على أرواح الشهداء الميامين الذين افتدوا بدمائهم الزكية أرض وطنهم في مختلف المراحل، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
الأخوة والأخوات:
لقد فرضت علينا احداث اغسطس المؤسفة وكان دورنا فيها اولاً رد الفعل ثم كان دورنا بعد ذلك هو الدفاع عن النفس، بينما كان دور الطرف الاخر هو تنفيذ خطة مبيته مبنية علي اغتيال قياداتنا ثم استفزاز جماهيرنا ثم بعد ذلك تصفية وجودنا.
ففي الاول من شهر اغسطس الجاري تم تنفيذ ثلاث عمليات ارهابية متزامنة تم التخطيط والاعداد لها بدقة متناهية في كل من شرطة الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء بعدن ومديرية المحفد بأبين ذهب ضحيتها 60 شهيد على رأسهم قائد اللواء الاول دعم واسناد الشهيد العميد منير محمود ابو اليمامة و100 جريح وتدمير عدد من مرافق المؤسسات العامة والمنازل والبني التحتية وفي السابع من اغسطس واثناء تشييع الشهداء في مقبرة القطيع تم اطلاق النار علي المشيعين وهم في لحظات الحزن والأسى دون مراعاة لقدسية المكان والمناسبة، ونحمد الله أنه تم تصوير هذه الحادثة لإثبات صدق دعوانا. فتحقق هنا القصد من هذه العمل الغادر والذي خلف ثلاثة قتلي وعدد من الجرحى وهو الاستفزاز، وهو ما حدث بالضبط حيث انطلقت عدة
مظاهرات سلمية تندد بكل ما يجري وتم قمعها بالنار والحديد مما زاد من عدد الخسائر.
وفي الثامن من اغسطس انكشف كل شيء عندما خرجت الأسلحة الثقيلة من معسكرات الوية الحماية الرئاسية بما فيها الدبابات والمدفعية وتحديداً من معسكر بدر وقامت بمهاجمة معسكر اللواء الأول مشاة (جبل حديد) بلوائين اثنين هما اللواء 39 مدرع واللواء الثالث حماية رئاسية وسبق ذلك الهجوم قصف مكثف مما نتج عنه خسائر كبيرة في صفوف معسكر اللواء الأول مشاة في جبل حديد بالإضافة إلى تدمير مرفق ضخ المياه للمواطنين في عدن.
وعلى إثر اتضاح هذه الصورة والموقف لم يكن أمامنا الا خيارين هما أما الدفاع عن النفس أو الاستسلام والقبول بتصفية قضيتنا العادلة قبل تصفية اروحنا، فكان قرارانا الذي كفلته لنا الشرائع السماوية والدولية بالدفاع عن أنفسنا.
ومما أثار دهشتنا ودهشة المنظمات الدولية والاقليمية الموجودة في عدن هو ظهور الخلايا النائمة من المهمشين والمهاجرين الأفارقة حيث تبين تجنيدهم من قبل الوية الحماية الرئاسية من خلال ترقيمهم على مرتباتهم وتسليحهم واشتراكهم في المعارك بناءً على أوامرهم مما يدل على تخطيطهم المسبق لهذا العمل الفاشل الذي ارتد عليهم.
ولا يفوتني هنا ذكر كمية الاسلحة والذخائر التي تم العثور عليها مخزنة في معسكرات الوية الحماية الرئاسية والتي تكفي لقتال العدو الحوثي الايراني في كل جبهات القتال دون دعم من التحالف لمدة لا تقل عن 12 شهر كاملة.
الاخوة والاخوات
بعد ان بينا لكم حقيقة ما حدث، ويمكن أن تكون المنظمات الدولية والاقليمية في عدن شاهد عيان على حقيقة ما جري نؤد أن نؤكد علي النقاط التالية:
1. استعدادنا للعمل بشكل مسؤول مع قيادة التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في إدارة هذه الازمة وتبعاتها بما يعزز من تماسك النسيج الاجتماعي.
2. نجدد موقفنا الثابت بالوقوف الكامل مع التحالف العربي لمحاربة التمدد الايراني في المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية.
3. نجدد ثقتنا في المملكة العربية السعودية التي نأمل منها ونعلق عليها آمال شعبنا وتطلعاته ونعلن استعدادنا للعمل معهم ومن خلالهم وبواسطتهم كحليف وفي وقوي أثبت بالفعل والعمل على الأرض وطوال خمس سنوات ما لم يثبته الآخرين الا بالكلام الزائف.
4. استعدادنا لحضور الاجتماع الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بانفتاح كامل إيماناً منّا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ((حفظه الله))
5. نجدد التزامنا بالاستمرار وقف اطلاق النار الذي دعت له قيادة التحالف العربي واعلنا التزامنا به ليلة البارحة.
وفي الختام نبارك لكم جميعاً عيد الأضحى المبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدروس قاسم الزبيدي
رئيس المجلس الانتقالي
11 اغسطس 2019