كشفت الأحداث الإرهابية التي ضربت العاصمة عدن، الخميس الماضي، عن مخطط إخواني لنشر الفوضى وإعادة تنظيم القاعدة الإرهابي إلى الواجهة، وذلك بتمويل من نظام الحمدين في الدوحة، الساعي لإدخال المحافظات المحررة في مستنقع جديد من الأزمات.
وخلافا لاتضاح الصورة في تكامل أضلاع الإرهاب (الداعشي ـ الإخواني ـ الحوثي) عقب هجمات عدن الدامية، تبدو صورة المستقبل ضبابية، مع إصرار تحالف الشر على تفجير الأوضاع داخل العاصمة عدن.
وأظهرت التحقيقات التي أجراها المجلس الانتقالي الجنوبي حول تفجير معسكر الجلاء، والذي أودى بحياة 39 على رأسهم الشهيد منير اليافعي (أبو اليمامة)، ضلوع إخوان اليمن في الهجوم الإرهابي، وذلك بالشراكة مع مليشيا الحوثي الإرهابية.
وقالت مصادر لـ”العين الإخبارية”، إن خلايا الإخوان الممولة قطريا، عملت خلال اليومين الماضيين على زرع بذور الضغينة داخل مدينة عدن بهدف تفجير الوضع، بالتزامن مع تحركات مشبوهة.
مؤامرة إخوانية
حسب المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن الهجوم الإرهابي الذي تعرض له معسكر الجلاء مجرد حادث عابر، بل جاء ضمن عملية واسعة خطط لها تنظيم الإخوان لإسقاط عدن، وتزامن ذلك مع نشر عدد من الدوريات العسكرية في شوارع العاصمة المؤقتة.
وعشية الكشف عن نتائج التحقيقات كان القيادي الحوثي حسين العزي، المعين نائبا لوزير الخارجية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، قد تحدث عما وصفها بـ”إجراءات مهمة” لحزب الإصلاح في عدن، ستتم خلال الساعات المقبلة، وقال إنها “ستغير المعادلة”، في موقف واضح عن تكامل الأدوار بين الجانبين.
وأكدت مصادر أمنية أن حزب الإصلاح يخطط للتخلص من كافة قيادات المقاومة الجنوبية، كما حصل مع القائد ” أبواليمامة”، الذي كان له دور بارز في ردع الجماعات الإرهابية بعدن وعدد من مدن جنوب اليمن.
ويسعى حزب الإصلاح إلى خلق صدام مسلح بين الحكومة الشرعية وقوات الأمن، وذلك بالحديث عن ترتيبات عسكرية لحماية قصر معاشيق الرئاسي من أي هجوم.
وباعتبارها بوق الإخوان الأول في دق طبول الحرب، شرعت قناة “الجزيرة” القطرية، مساء الثلاثاء، في نقل أخبار عن مصدر حكومي مجهول، يتحدث فيها عن ترتيبات عسكرية للتصدي لأي زحف نحو القصر الرئاسي، كعادتها في دق طبول الحرب ونشر الخراب بالمدن اليمنية.
هبّة شعبية لتشييع الشهداء
من المقرر أن يتم، الأربعاء، تشييع كوكبة من شهداء الهجوم الإرهابي على معسكر الجلاء وعلى رأسهم الشهيد “منير اليافعي”، إلى مقبرة القطيع في “كريتر”.
وأعلنت اللجنة أن جماهير غفيرة من محافظات شبوة والضالع ولحج ستتوافد إلى عدن صباح الأربعاء، للمشاركة في تشييع شعبي واسع للبطل “أبو اليمامة”، حيث ستنطلق الجموع من ساحة الشهيد خالد الجنيدي في كريتر، إلى مقبرة القطيع.
ويخشى مراقبون من أي أعمال إرهابية قد تنفذها خلايا الإخوان، لاستهداف جموع المشيعين، بهدف تفجير الوضع عسكريا في عدن، خصوصا وأن قيادات جنوبية رفيعة من المقرر أن تشارك في عملية تشييع الشهداء.
وتتزامن مخططات الإخوان لنشر الفوضى في عدن من هجمات الخميس الماضي، مع إعادة خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي إلى الواجهة في محافظة أبين، والدفع بها للسيطرة على معسكرات تابعة لقوات الحزام الأمني.
وقالت مصادر لـ”العين الإخبارية”، إن نظام الحمدين قام خلال الفترة الماضية بضخ كميات كبيرة من الأموال لعناصر القاعدة في أبين بهدف شراء الأسلحة وخلط الأوراق في أبين وكافة مدن الجنوب.
وتشهد العاصمة عدن إجراءات أمنية مشددة بعد أنباء عن تجهيز الخلايا الإخوانية عددا من السيارات المخففة لاستهداف مقرات أمنية، كما حصل في العملية الإرهابية التي استهدفت شرطة “الشيخ عثمان”، الخميس الماضي، وأسفرت عن استشهاد 13 شرطيا.