(حضارم اليوم) متابعات
قال تقرير نشره موقع “عين أوروبية على التطرف”، إن قطر حاولت تعزيزَ دورها الإقليمي عقب اندلاع الربيع العربي، عبر دعم أفرع الإخوان المسلمين في دول عدة من تلك التي شهدت ثورات، وهناك دلائل كثيرة تشير إلى أن هذا النهج القطري يمتد إلى اليمن”.
ورجح التقرير الذي أعده الدكتور شادي عبدالوهاب، أن قطر تحاول استغلالَ حزب الإصلاح لتحقيق مآربها في اليمن، مضيفا “ولن يكون مستغربًا الاعتقادُ بأن الدوحة تنخرط حتى مع قوى أكثر تطرفًا في محاولةٍ لتعزيز نفوذها في المجتمع والدولة في اليمن”.
وذكر أن الدوحة تقدم الدعم لحزب الإصلاح في اليمن، الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الدولة، مشيرا أن هذا التدخل يهدف إلى إنشاءِ جناحٍ عسكري للجماعة؛ من شأنه أن يعزز قدرة حزب الإصلاح على توسيع نفوذه للهيمنة على الدولة؛ سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا.
وعن الأهداف السياسية التي تضمرها الدوحة من وراء تقديم الدعم لحزب الإصلاح، شدد التقرير انه من المهم: “فهم أن أي علاقة تربط بين قطر وحزب الإصلاح يجب أن تتم رؤيتها ضمن سياسات الدعم القطري طويل الأمد للإخوان المسلمين، وغيرهم من الإسلاميين، في مناطق الصراع المختلفة في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح قال في كلمة له في أبريل 2011: “نستمد شرعيتنا من قوة الشعب اليمني العظيم، وليس من قطر، التي نرفض مبادرتها”(3).
واعتبر التقرير أن الأمر “الذي بعث على هذا الرفض العلني القاسي للمساعي القطرية هو دعم قطر لحزب الإصلاح، الذي كان يلعب دورًا قياديًا في الجهود التي كانت جاريةً، وقتئذٍ، للإطاحة بصالح”.
وقال التقرير: “تعني سياساتُ الدوحة المتهورة؛ المتمثلة في إغداق الأموال على المتمردين الإسلاميين، أن المنظمات الإرهابية قد استفادت، في نهاية المطاف، من سخائها”.
وتُعد سوريا حالة بارزة في هذا الصدد، إضافة إلى ليبيا ومالي. بل إن هناك تلميحًا من دائرة الاستخبارات العسكرية الفرنسية في عام 2013، بأن قطر قد ذهبت إلى أبعد من ذلك وأن قواتها الخاصة تقوم بتدريب مقاتلين على صلةٍ بجماعة “أنصار الدين”، فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل.
وتابع: “وليس من المستغرب أن نجد جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة يعملان معًا ويضغطان في نفس الاتجاه. ذلك أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قد دافع علنًا عن الاتحاد مع جماعة الإخوان المسلمين للعمل معًا ضد الغرب. وكما هو الحال مع العديد من الجهاديين المصريين، انضم الظواهري إلى التطرف الإسلامي من خلال سيد قطب، مُنظّر جماعة الإخوان المسلمين، الذي كتب عنه بشكل إيجابي في كتابه «فرسان تحت راية النبي».
ورجح أن “تتسرب أموال قطر وأسلحتها بسهولة من جماعة الإخوان المسلمين إلى القوات المرتبطة بالقاعدة”.
وقال التقرير: “إضافة إلى استخدام الإسلاميين لتوسيع نفوذها، استخدمت قطر الإسلاميين لتقويض منافسيها. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن رجل أعمال مقربًا من أميرٍ قطر يُدعى خليفة كايد المهندي، قد نسّق مع السفير القطري في الصومال لترتيب عملية لتفجير سيارة مفخخة يقوم بها مسلحون في بوصاصو، بهدف تعزيز مصالح قطر عبر طرد منافسها، الإمارات العربية المتحدة”.
واعتبر أن هذا التسجيل يضفي مصداقيةً على الاتهام الذي وجهه سفيرُ دولة الإمارات العربية المتحدة لدى روسيا، عمر سيف غباش وقتها، الذي يفيد بأن قطر تعاونت مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن.
وهنا، تجدر الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب أصبحا أكثر تشابكًا منذ عام 2011 على الأقل، وبالتالي فإن دعم أحدهما يمكن أن يفيد الآخر بسهولة.