نشر موقع “اكسيوس” الأمريكي، تقريراً للباحثة في “برنامج برنستاين” في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلينا ديلوجر، يلخص مخاطر الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في معظم أنحاء اليمن.
وقال التقرير، إن الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي المتمردة بشكل لا يمكن تصورها في في معظم أراضي اليمن، تشكل تهديداً يفوق أي سلام ممكن.
ولفتت الباحثة ديلوجر -وهي متخصصة في الأسلحة النووية والسياسة الخليجية، لا سيما في اليمن والسعودية- في تقريرها أن مخاطر الألغام الأرضية من المحتمل أن تستمر لفترة طويلة، على الرغم من التزام الأطراف المتحاربة في اليمن بعملية السلام التابعة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي.
وأوضح التقرير أن الحوثيين زرعوا الألغام على طول الساحل الغربي لليمن، وعلى الحدود مع السعودية، وحول المدن الرئيسة وعلى طول طرق النقل، تسببت بقتل وجرح وتشريد اليمنيين من منازلهم وأعاقت الوصول إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية.
وقال التقرير، إن مليشيا الحوثي تعمدت زرع الألغام بشكل عشوائي وبدون خريطة واضحة يسهل نزعها فيما بعد، كما يمكن للأعاصير والفيضانات أن تجرف الألغام بعيداً من مواقعها الأصلية، مما يعقد مسألة التحقق من الأراضي التي تم تطهيرها من هذه الألغام.
ويشير التقرير إلى أن جهود إزالة الألغام ما زالت تعمل بشكل مستمر، بدعم من المشروع السعودي لإزالة الألغام الأرضية (مسام) ومركز اليمن لإزالة الألغام الذي تدعمه الأمم المتحدة.
ورغم أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مولت جهود إزالة الألغام في اليمن لعقود، فيما تواصل القيام بذلك بشكل مباشر ومن خلال منظمات الأمم المتحدة، بيد أن التمويل والتدريب لإزالة الألغام غير كافيين.
يوضح التقرير أن إزالة الألغام يجعل من الأرض أكثر قيمة، ولذلك يمكن أن يؤدي إلى إشعال النزاعات حول ملكية الأراضي، وهي معضلة سيصعب حلها في غياب نظام تقييد الأراضي في اليمن.
وخلصت الباحثة الدولية إلينا ديلوجر في تقريرها إلى أن الألغام الحوثية ستظل تشكل تحدياً هائلاً في اليمن، ومع ذلك يظل بإمكان جهود إزالة الألغام إحداث تأثير كبير، خاصة إذا كانت مدعومة بتطورات في الحكومات المحلية.