كتب / محمد علي رشيد النعماني
على مر السنون الماضية من الحرب واجهت الشرعية إتهامات متزايدة بالفساد والاختراق والتهاون مع شخصيات مشبوهة الأمر الذي يثير تساؤلات عميقة حول نزاهة إدارتها وقراراتها والحالة الأخيرة لترشيح شخصية معروفة بدعمها للحوثيين وتحديداً لمنصب وزاري حساس كوزارة حقوق الإنسان ليست سوى جزءاً بسيطاً من مشهد أكبر يعكس عمق الفساد والتآمر الذي انغمست فيه الشرعية ويهدد أمن ومستقبل الجنوب .
اليوم، تتعاظم مسؤولية المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته شريكاً في الشرعية ليس فقط للتصدي لهذه المهزلة ولكن لفتح ملفات التعيينات والوقوف بوجه الفساد الذي يهدد حاضر ومستقبل الجنوب.
“تفاصيل القضية” :
ترشيح “إيمان عبدالله حميد”، المعروفة بمناصرتها للحوثيين لمنصب وزاري يُعد ضربة لكل الجهود الوطنية في مقاومة مشروع الحوثي هذا الترشيح لا يعكس فقط غياب المعايير السليمة في إدارة الشرعية بل يشير إلى وجود أيادٍ خفية تعمل على تسليم مؤسسات الدولة لأعداء الشعب الجنوبي .
لكن القضية تتجاوز هذا الترشيح الفردي فالجنوب الذي دفع أثماناً باهظة في سبيل كرامته وحريته لا يمكن أن يصبح ساحة يرتع فيها المتآمرون والفاسدون والناهبون ولا حديقة خلفية لمن تآمروا مع الحوثيين أو استغلوا الحرب لإثراء أنفسهم على حساب معاناة الشعب .
“المجلس الانتقالي : مسؤولية تاريخية لتطهير المؤسسات”
لا يجب أن يكون المجلس الانتقالي مراقباً أو منتقداً بل عليه أن يبادر لتكثيف الجهود لتطهير مؤسسات الشرعية من كل أشكال الاختراق والفساد فاستمرار هذه التعيينات الكارثية يضع الانتقالي أمام مسؤولية اتخاذ قرارات تاريخية لضمان عدم إنزلاق الشرعية التي هو شريك فيها في مستنقع التهاون والخيانة .
“فتح ملفات التعيينات” :
إن السكوت عن هذه التجاوزات سيعني تمكين الفاسدين والمندسين لذلك يجب على المجلس الانتقالي أن يطالب بفتح ملفات التعيينات الحكومية بشكل كامل وتطبيق الخطوات التالية :
- تشكيل لجنة تحقيق وطنية : تُعنى بمراجعة كافة التعيينات السابقة والحالية في مؤسسات الشرعية للكشف عن أي شخصيات مرتبطة بالحوثيين أو متورطة في الفساد المالي والإداري .
- تطهير المؤسسات من الفاسدين والمندسين : اتخاذ إجراءات فورية لإقالة أي شخصيات ثبت تورطها في الفساد أو التحالف مع الحوثيين فالجنوب لا يمكن أن يتحمل أعباء هذه العناصر التي تعمل على تقويض مكتسباته .
- وضع معايير صارمة للتعيينات المستقبلية : يجب إعتماد معايير شفافة ونزيهة لأي تعيينات قادمة تعتمد على الكفاءة والنزاهة والوطنية بدلاً من الولاءات الحزبية أو العلاقات الشخصية .
- رفض استخدام الجنوب كساحة للفاسدين : الجنوب الذي قاوم الحوثيين وحلفاؤهم ببسالة لا يمكن أن يتحول إلى ملاذ آمن للفاسدين أو المتآمرين يجب أن يتخذ المجلس الانتقالي موقفاً صارماً ضد أي محاولات لإستغلال أراضي الجنوب أو مؤسساته في تمرير أجندات خبيثة .
اليوم، المجلس الانتقالي الجنوبي أمام منعطف تاريخي فنجاحه في هذه المرحلة يتطلب الحزم والشجاعة لتطهير الشرعية من المندسين والفاسدين وضمان أن الجنوب لن يصبح ساحة للفوضى أو مرتعاً لمن تآمروا على الشعب .
إن فتح ملفات التعيينات ومواجهة الفساد بعزيمة لا تقل عن عزيمة مقاومة الحوثيين هو السبيل الوحيد للحفاظ على مكتسبات الجنوب وضمان مستقبله فالإصلاح الجذري لمؤسسات الشرعية ليس خياراً بل ضرورة وطنية لإنقاذ الجنوب من براثن الفساد والخيانة ..