المكلا (حضارم اليوم) عبدالسلام محمد
خطاب زعيم الحوثيين اليوم متشنج، ولأول مرة يظهر بهذه الصورة المنعدم فيها الطمأنينة والسكينة، وحتى الوقار الزائف.
حالته النفسية انعكاس طبيعي للاضطراب الذي يعيشه، هو وحركته المسلحة في اليمن، خاصة وهم يرون محور إيران يتهاوى ونفوذ حليفهم ينهار.
على ماذا سيلعب الحوثي البقاء في وضع يعتقد معه البعض أنه لازال قويا؟
يلعب الحوثي مع خصومه السياسيين والعسكريين اليمنيين على عامل الوقت، بينما يقدم للاقليم والمجتمع الدولي تنازلات كبيرة، لكنه يستمر في حملته الدعائية الدفاع عن القدس، ليبقي شعبيته متماسكة.
هل هذا مجدي لبقاء جماعته عاما آخر في حكم صنعاء؟
الظروف أولا في الواقع مهيأة لسقوط حكمه، مع هزيمة المحور الإيراني وتراجعه في المنطقة.
يبحث الحوثيون عن حلفاء جدد غير الإيرانيين، وكانوا قد تقربوا من الروس، ويرون أن خدمات مكافحة الإرهاب، هي المدخل للاتصال بالأمريكيين، ويتمنون التصالح مع السعودية للبقاء كحارس للحدود أمناء، وفتحوا اتصالات مع المصريين والإماراتيين إلى جانب القطريين والعمانيين، لكن كل ذلك لا يمنع أن يتكرر سيناريو انهيار حزب الله أو سقوط حكم بشار الأسد.
يواجه الحوثي إلى جانب الظروف الاقليمية التي نضجت سقوط حزب الله ونظام الأسد، تحديات داخلية كبيرة، منها الانهيار الاقتصادي وانعكاس انتهاكه للحقوق والحريات، واختطاف المدنيين وتعذيب السجناء، إلى جانب شعور اليمنيين أن حكمه غير قانوني جاء من خلال الانقلاب، وزيادة قدرات خصومه في الحكومة الشرعية الذين ينتظرون الفرصة لاستعادة العاصمة.
على المستوى الاقليمي والدولي يواجه الحوثي تحديا مهما كونه جزء من محور إيران في المنطقة، إلى جانب أنه أصبح مهدد حدي لممرات الملاحة الدولية، ومناطق النفط في دول الخليج.