لكي ننصف الحقيقة ونعرف ماهو الدافع من حماية وإنعقاد مجلس النواب وإصرار من قبل السعودية بالرغم من إنتها فترة الصلاحية لمجلس النواب وعدم وجود البديل المنتخب يجعل المجلس القديم يحتفظ بشرعيته …
ليس هذا المقصد والمرام هنا نقف لحظة لمعرفة دوافع الإصرار من قبل السعودية مع تفاهمات مع الجانب الإماراتي …
هل السعودية ضد تطلعات الشعب الجنوبي وهي تدرك أن النصر الوحيد الذي تحقق لها هو في الحنوب ؟
هل ستفرط بهذا النصر الوحيد الذي قطع لها أذرع إيران المجوسية؟
بالتأكيد لا …
فالسعودية والإمارات أصبحتا على قناعة تامة أنه لن يتحقق لها أي نصر في الشمال كالذي تحقق في الجنوب…
إذن لاضير لديهما من الاحتفاظ بالقشة التي رمتها الحمامة للنملة الغريقة…
فإذا كانت السعودية ضد تطلعات الجنوبيين لواجهتهم بالقوة وأصرت على عقد مجلس النواب في عدن ولألزمت هادي بالعودة إلى العاصمة المؤقته ..
هذا من المسلمات التي نراها عيانا من خلال تقلب المواقف عند رجال السياسة والإعلام الخليجين بعد أن كانوا مؤيدين للوحدة أصبحوا مؤيدين لحق تقرير المصير للجنوبيين ….
لنعد إلى مجلس النواب وكيف تتحاشى السعودية بالذات من عقده في منطقة يسيطر عليها المجلس الانتقالي وأيضا تتحاشى من عقده في منطقة شمالية حتى لايأخذ طابع الشطرية فسيئون مازالت محتلة وإن كانت قوات الأحمر والإصلاح مؤيدة للشرعية ظاهرا فالسعودية ستعزف على هذا الوتر لحين من الوقت ، مع الضرورة الحتمية برحيل قوات الاحتلال من الوادي…
السلطة التشريعية ومايتمخض عنها من إقرار لإتفاقيات تكون ملزمة التنفيذ للطرف الآخر الذي سيتولى إدارة باقي المناطق المحتلة عن قريب ، وأعني بهذا المجلس الانتقالي والتفاهمات الخفية التي لانعلمها ، حتى نتسائل لماذا السعودية تسابق الزمن من أجل انعقاد جلسات مجلس النواب وماهي الاتفاقيات التي لانعلمها وتريد السعودية إضفاء طابع الشرعية عليها كالإتفاقيات التي أبرمتها مع الإمام يحي والإمام أحمد وصارت ملزمة بعد ثورة 26 سبتمبر حتى جددها التجديد النهائي علي عبد الله صالح …
يوجد أمر مخفي تريد السعودية إضفاء الصفة الشرعية قبل الرحيل الأخير من الوادي والجنوب لإن الدولة مازالت تسمى الجمهورية اليمنية … أي أنها إتفاقيات على مستوى الجمهورية اليمنية ستلتزم بها الدولتين القادمتين بعد الانفصال ….
التحالف بشقيه الرئيسيين يعلم أن دولة الوحدة قد أفل نجمها ولم يتبقى منها إلا زوال الشرعية …
إذن لابد أن يصادق مجلس النواب على جملة من الاتفاقيات المبرمة مع السعودية علمناها أو لم نعلمها ربما لقادم الأيام كالمناطق المحايدة بين السعودية والعراق التي اتفق عليها في زمن الملك العراقي قبل الانقلاب الجمهوري وصارت ملزمة إلى الوقت الحالي …
تريثوا قليلا فوراء الأكمة ماورائها فمياه النهر تسابق النضوب ولابد أن تحبس السعودية جزءا من المياه الجارية لإرضاء عطشها الذي لم يرتوي بعد ..
فإذا صارت دولة الجنوب أمرا واقع ستلتزم بكل الاتفاقيات التي أبرمت في دولة الوحدة وتكون اتفاقيات شرعية وإن تغيرت الأنظمة والدول….