المكلا (حضارم اليوم) فاطمة اليزيدي
يقع على عاتق المعلم مسؤولية عظيمة في بناء أجيال واعية وقادرة. إنه مهندس الأرواح وصانع المستقبل. ولكن في مجتمعنا، يتعرض هذا العمود الفقري للمجتمع للإهمال والتهميش. يعاني المعلمون من أوضاع مأساوية تتمثل في انقطاع الرواتب المتكرر، وتدني الأجور، وعدم حصولهم على أبسط حقوقهم. هذه الأوضاع تؤثر سلبًا على أدائهم المهني، وتزيد من معاناتهم وأسرهم.”
وبحسب تربوي أن بعض المعلمين لم يتحصلوا على طبيعة عمل او علاوة طبشور للان”.
نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بالعاصمة عدن أعلنت العودة لبرنامج الاضراب الشامل ابتداء من يوم أمس الاثنين حتى الاستجابة لمطالبهم.
ودعت النقابة في بيان صادر عنها مدارس ورياض الأطفال ومكاتب التربية بالعاصمة عدن الى بدء الاضراب عن العملية التعليمية حتى الاستجابة لمطالبهم والتي يأتي في مقدمتها المُطالبة بصرف مرتبات شهرين دفعة واحدة وبصورة عاجلة.
وشددت النقابة على جميع المنتسبين الالتزام بما جاء في بيانها واستمرار الاضراب حتى الاستجابة لكافة المطالب مؤكدة بأنها لن تتهاون قيد انملة في الدفاع عن مطالب المعلمين وحقوقهم.
موقع “عدن24″ حرص على التواصل مع وكيل قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم في عدن الأستاذ محمد علي لملس والاستاذة نوال وارس شمو علي مدير أنشطة الطالبات في وزارة التربية والتعليم في العاصمة عدن مقدمة لهم مجموعة من الأسئلة حول الاضراب وتأثيره على مستقبل الطلاب”
ظروف معيشية ومهنية:
“البداية كانت مع الأستاذ محمد لملس والذي سألناه عن السبب الرئيسي للإضراب والذي استطرد بالقول” إن السبب الرئيسي لإضراب المعلمين هو تراكم العديد من المشاكل والتي بدورها تؤثر على ظروفهم المعيشية والمهنية وسرد المشاكل بأن أبرزها هو تأخر الرواتب وذلك نتيجة للأوضاع الراهنة التي تمر البلاد فأن المعلمين يعانون من تأخر صرف رواتبهم بشكل مستمر مما يضعهم في وضع مادي صعب ويعيق قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية”
“وأضاف: السبب الاخر يتمثل في انخفاض قيمة الرواتب وذلك بسبب الأوضاع وتدهور قيمة الرواتب الحالية حيث لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة منوهاً بأنه يقلل من دافعيتهم ويشجعهم للبحث عن فرص عمل أخرى”.
اختلافات تطبيق الاضراب بين المُحافظات:
وتابع لملس في حديثة لعدن 24 ” حول تطبيق الاضراب في بعض المحافظات : اتفهم تماماً ان هناك اختلاف في تطبيق الاضراب والذي يعود هذا الامر الى عدة عوامل منها درجة استجابة السلطات المحلية لمطالب المعلمين بالإضافة الى حجم المشاكل التي يعاني منها المعلمون في كل محافظة وبالإضافة الى التزام المعلمين بقرارات النقابات.
وقال: ادعو جميع المعلمين الى التحلي بالصبر والمسؤولية والعمل معاً للوصول الى حلول عادلة وشاملة لمشاكلهم كما ادعو السلطات المحلية الى التعامل بجدية مع مطالب المعلمين والعمل على توفير الظروف المناسبة لسير العملية التعليمية”.
تأثير الاضراب على مستقبل الطلاب:
وأكمل لملس حديثة لعدن 24 “: إن اضراب المعلمين له تأثير سلبي كبير على مستقبل الطلاب خاصة في هذه الفترة الحساسة من العام الدراسي منوهاً ان الإضرابات تؤدي الى تعطيل العملية التعليمية وفقدان الطلاب للكثير من الدروس والمعلومات مما يؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي وفرصهم المستقبلية والتأثير على التقويم المدرسي”
واكد لملس في حديثة لعدن 24 ” انه على ثقة بأن الحكومة ستأخذ مطالب المعلمين على مجمل الجد وستعمل على تلبية احتياجاتهم رغم الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد مشيراً بأن المعلمون هم العمود الفقري للمجتمع ودورهم حيوي في بناء الأجيال القادمة”.
رسالة عاجلة
اختتم لملس حديثه لعدن 24 ” قائلا: أوًجهً رسالة عاجلة إلى الحكومة والجهات المعنية مطالباً إياهم بالعمل على حل مشاكل المعلمين بشكل عاجل والمتمثلة في صرف الرواتب بشكل منتظم وفي مواعيدها بالإضافة الى زيادة قيمة الرواتب بما يتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة وفتح حوار جاد مع نقابات المعلمين للوصول الى حلول توافقية”.
عدم تمكين المعلم من أداء دورة الأساسي:
كما كان لعدن 24لقاءً مع مدير إدارة أنشطة الطالبات الأستاذة نوال وارس شمو علي والتي قالت: إن الاضراب جاء نتيجة تراكم طويل للمشكلات التي يعاني منها قطاع التعليم والمعلمون في عدن حيث برهنت الأسباب بأنها تتعلق بتدني الرواتب بشكل كبير في ظل تزايد تكاليف المعيشة وغياب الخطط الحكومية الواضحة لتحسين وضع المعلمين.
وأضافت نوال ” ان تأخير صرف المستحقات المالية مثل الحوافز والعلاوات لا تضمن للمعلم حياة كريمة ولا تمكنه من أداء دورة الأساسي في بناء أجيال المستقبل”.
وأشارت نوال إلى أن هناك مطالب تتعلق بتحسين البنية التحتية للمدارس وتوفير المواد التعليمية اللازمة مما يبرز الحاجة لإصلاح شامل في النظام التعليمي وليس مجرد استجابة مؤقتة للمطالب”.
فقدان الطلاب للدافع الدراسي:
وتابعت نوال حديثها لعدن” 24 “: إن الاضراب في فتره الامتحانات له انعكاسات خطيرة على الطلاب خاصة انهم في مرحلة تتطلب تركيزاً واستقراراً نفسياً مشيرة بأن تعليق الدراسة او الامتحانات تؤدي الى فقدان الطلاب للدافع الدراسي بسبب عدم وضوح الرؤية بالإضافة الى تأخر في استكمال المناهج مما يضعف قدرتهم على تحقيق نتائج جيدة بالإضافة الى زيادة معدلات القلق والتوتر بين الطلاب واولياء الأمور خاصة مع ضبابية الوضع التعليمي”
واكملت نوال بالقول: إن استمرار مثل هذه الأوضاع قد يؤدي الى فقدان الثقة في النظام التعليمي وزيادة معدلات التسرب الدراسي مما يهدد مستقبل جيل كامل”.
الاستجابة مرهونة بمدى تصعيد المعلمين:
وأوضحت نوال في حديثها لعدن 24″ بأن النظر الى تجارب سابقة يبدو ان استجابة الحكومة مرهونة بمدى تصعيد المعلمين وضغطهم لتحقيق المطالب مضيفة على الرغم من ان هناك املاً في تجاوب الحكومة الا ان التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد تجعل استجابة سريعة وشاملة امراً غير مضمون”
وقالت: المعلمون بحاجة الى بناء تحالفات قوية مع المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني لتقوية موقفهم كما أن توثيق التأثير السلبي للإضراب على التعليم يمكن ان يضغط على الحكومة ويجعلها تعيد ترتيب أولوياتها”
واختتمت حديثها: في النهاية يعتبر تحسين أوضاع المعلمين ليسُ مجرد مطلب فئوي بل هو استثمار في بناء مستقبل البلد من خلال التعليم”.