الرئيسية / أراء وكتاب / نصر نوفمبر وعوامل النجاح… مقال لـ عبدالسلام السييلي

نصر نوفمبر وعوامل النجاح… مقال لـ عبدالسلام السييلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: عبدالسلام السييلي

مثل يوم الخميس 30 نوفمبر 1967 منعطفا تاريخياً في حياة شعب الجنوب . حيث كان تتويجاً لأربع سنوات من الكفاح المسلح الذي انتهجه ثوارنا الأبطال في الـ 14 أكتوبر وما قبلها من حركات الرفض لتواجد الاستعمار البريطاني .

فما هي أسباب النجاح لثورة شعب الجنوب ؟

من المعروف أن الثورات لا تأتي بين عشية وضحاها وإنما هي نتيجة تراكمات وظروف هيأت للثورة الانطلاق ووفرت لها عوامل النجاح .

(لا يمكن لأي ثورة أن تنجح بدون حاضنة شعبية )
في عدن عاصمة الجنوب ودرة التاج البريطاني بدأت هذه العوامل بالتشكل من خلال العمل السياسي والكفاح السلمي.

1 – تشكيل الاتحادات والنقابات العمالية:

حيث بدأ تشكيلها في العام ١٩٤٢ م وضمت 11 نقابة ومع العام 1956 عند انعقاد مؤتمر العمال وصل عدد النقابات والاتحادات إلى 25 نقابة تضم أكثر من 30 ألف عامل .

حيث كانت هذه الاتحادات العمالية هي الأرضية الخصبة التي انطلق منها العمل السياسي والتي دعمت الثورة ضد المستعمر البريطاني من خلال:

  • تشكيل الوعي الثوري لدى المواطنين.
  • الاضرابات كنوع من أنواع الكفاح السياسي السلمي.
  • قيادة المظاهرات والإحتجاجات.
  • التنسيق مع الثوار والعمل على الأرض ودعم خيار الثوار في الكفاح المسلح.

2 – الاتحادات الطلابية:
الطلاب والشباب كانوا يتقدون حماسة ونشاطا وحيوية مشحونين بالفكر الثوري والديني يتقدمون الصفوف في المظاهرات والاحتجاجات وأيضا:

  • توزيع الجرائد والبيانات والمنشورات الثورية
  • رصد ومراقبة حركة جنود الأستعمار .
  • المشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب الثوار.

3- دور المرأة:

لعبت المرأة دورا كبيرا في صناعة ثورة شعب الجنوب حتى الوصول إلى التحرير والاستقلال جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل حيث تحملت عبئ:

  • التوعية الإجتماعية.
  • التحريض ضد الإستعمار .
  • نقل الرسائل الثورية بين أطراف المقاومة.
  • توفير الدعم اللوجستي
  • توزيع المنشورات والبيانات .
  • الرصد والمراقبة أثناء تنفيذ العمليات العسكرية والفدائية.
    دور المرأة في الثورة جعلها هدفا لجنود الاستعمار البريطاني نتذكر من النساء الثوريات في العاصمة عدن:
    نجوى مكاوي وفوزية محمدجعفر التان تم القبض عليهما وهن يوزعن المنشورات وحكم عليهما بالاعدام، وفتحية باسنيد وعائدة علي سعيد وغيرهن من النساء اللائي شاركن حتى في العمل العسكري إلى جانب العمل السياسي واستشهد منهن الكثير برصاص القناصة البريطانيين.

كل ما سبق عمل على إنجاح ثورة أكتوبر من خلال إيجاد أرضية ومنطلق للكفاح السلمي ثم المسلح وتتويجها بالاستقلال الناجز في ال 30 من نوفمبر بخروج آخر جندي بريطاني من العاصمة عدن الحبيبة.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

سوريا …ماقبل وما بعد حلب

بقلم/صالح علي الدويل باراس ما جرى ويجري في سوريا يمكن استحضاره من كتاب “القوقعة” وهو …