الرئيسية / تقارير واخبار / يوم الشهيد.. ملحمة فخر ووفاء تخلد بطولات أبناء الإمارات

يوم الشهيد.. ملحمة فخر ووفاء تخلد بطولات أبناء الإمارات

المكلا (حضارم اليوم) خاص

تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات شهدائها، الذين وهبوا أرواحهم الطاهرة لتظل راية البلاد خفاقة عالية، تُحيي دولة الإمارات، السبت، ذكرى يوم الشهيد.

مناسبة مهمة يستذكر فيها أهل دولة الإمارات والعالم شهداء دولة الإمارات البررة الذين سطروا بدمائهم الزكية ملحمة تضحية وفداء في سبيل رفعة بلادهم وكرامة الأمة والدفاع عن الحق والشرعية ودعم الأمن والاستقرار والسلام في شتى بقاع المعمورة، ليخلدوا اسم بلادهم بأحرف من نور في تاريخ الإنسانية كدولة رائدة في نشر السلام ودعم الاستقرار في العالم.

وفي “يوم الشهيد” تقف دولة الإمارات حكومة وشعبا وقفة فخر وامتنان لتضحيات أبطالها، الذين تخرجوا من مدرسة “زايد الخير” التي ظلت وستظل ناصرة للضعيف، ومغيثة لكل ملهوف، لتؤكد للعالم أجمع أن دولة الإمارات “كانت ولا تزال وستظل داعية سلامٍ وتعاونٍ” وفاء للقيم والمعاني التي يجسدها شهداؤها.
شهداء 2024

تحل تلك الذكرى التي تحييها دولة الإمارات في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، بعد أن ودعت الدولة خلال العام الجاري 9 من شهدائها الأبرار، صعدت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها، خلال أدائهم واجبهم داخل الدولة وخارجها.

دولة الإمارات تحيي «يوم الشهيد»

ونعت وزارة الدفاع الإماراتية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، شهيد الواجب رقيب/١، تعرض لإصابة حرجة خلال مشاركته بعملية عاصفة الحزم عام 2015 في اليمن، وكان تحت العناية المركزة وارتقى شهيدا.

كما أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في 24 سبتمبر/أيلول الماضي، استشهاد 4 من منتسبي القوات المسلحة، إثر تعرضهم لحادث أثناء أداء الواجب في الدولة.

أيضا ودعت دولةالإمارات ومعها العالم الحر خلال العام الجاري 4 من شهدائها من منتسبي القوات المسلحة صعدت أرواحهم إلى بارئها إثر تعرضهم لعمل إرهابي في الصومال 10 فبراير/شباط الماضي، أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية، التي تندرج ضمن الاتفاقية الثنائية بين دولة الإمارات والصومال في إطار التعاون العسكري بين البلدين.

نشر السلام
أيضا تحل تلك المناسبة في وقت تتواصل فيه جهود الإمارات لدعم الأمن والاستقرار ونشر السلام في العالم.

وتُوجت تلك الجهود، بنجاح وساطة إماراتية لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هي التاسعة خلال العام الجاري.

وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 9 وساطات خلال العام الجاري إلى 2184، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.

وتقوم دولة الإمارات بجهود بارزة للبحث عن حل للأزمة الأوكرانية، فيما تواصل جهودها للبحث عن حلول سلمية لأزمات منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية.

وتبذل دولة الإمارات جهودا على مدار الساعة لإغاثة غزة ودعم لبنان والسودان، ودعم جهود وقف دائم لإطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.

جهود إماراتية تتواصل ضمن دبلوماسيتها الحكيمة الساعية لنشر السلام وتعزيز الأمن والسلم في مختلف أرجاء العالم.

مسارٌ تؤكد عبره دولة الإمارات أن تضحيات شهدائها لم تذهب سدى، بل أضحت منارة تستلهم منها الأجيال على مر الزمان معنى الفداء والولاء للوطن وقيادته الرشيدة والعمل دائما لرفعة الوطن في مختلف الميادين.

أسر الشهداء
وتحيي دولة الإمارات «يوم الشهيد»، في ذكرى تشكل ملحمة فخر واعتزاز وامتنان لتضحيات الشهداء الأبطال.

ملحمة ترسل عبرها دولة الإمارات رسائل لأسر الشهداء وذويهم مفادها بأن “رعايتهم ستظل أولوية على الدوام”، وهو أمر يلمسونه دوما، وتعززه القيادة الإماراتية الحريصة على تكريم أسرهم بمبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي أفرد مكتباً خاصاً لرعايتهم وتوفير احتياجاتهم والعناية بأبنائهم، إضافة إلى مبادرات أعضاء المجلس الأعلى حُكّام الإمارات.

ويحظى دعم ورعاية أسر الشهداء وتلبية احتياجاتهم باهتمام ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

وعملت دولة الإمارات على تنفيذ استراتيجية متكاملة لدعم وتلبية متطلبات توفير الحياة الكريمة لأسر الشهداء تضمنت محاور أساسية، منها دعم الاستقرار الأسري عبر برامج الإسكان وتوفير المنازل، وتعزيز الخدمات المقدمة لأبناء الشهداء في قطاع التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، إضافة إلى توفير الرعاية الصحية الشاملة، ومنظومة متكاملة من مبادرات الدعم الاجتماعي، ومبادرات تنمية المهارات العلمية، والثقافية، والرياضية، وغيرها من المهارات.

ويشكل ضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي لأبناء الشهداء وذويهم أحد أبرز الأولويات في دولة الإمارات، التي تحرص على التواصل المباشر معهم والوقوف على احتياجاتهم بالنسبة للسكن والعمل على توفيرها في أسرع وقت ممكن.

وتولي دولة الإمارات عناية فائقة لمستقبل أبناء الشهداء، وتوفير البيئة الدراسية المناسبة التي تتيح لهم التفوق في تحصيلهم، وتوفير الفرص المناسبة لهم ليكونوا قادة متميزين في المستقبل، عبر المتابعة وزيارة مدارس الدولة لتفقد الطلبة أبناء الشهداء ومتابعة شؤون دراستهم، والاطمئنان على سير تحصيلهم العلمي وتفوقهم، والعمل على متابعة وتأمين كل أوجه الدعم والرعاية والاهتمام بهم.

وفي السياق ذاته، تعد صحة وسلامة أسر الشهداء وذويهم أولوية خاصة لدى الجهات المعنية، التي تحرص على متابعة كل ما يتعلق بشؤونهم الصحية، لاسيما فئات كبار السن وأصحاب الهمم.
أول شهيد

ويتزامن “يوم الشهيد” مع ذكرى صعود روح الشهيد سالم بن سهيل بن خميس إلى بارئها، ليسجل اسمه في التاريخ كأول شهيد إماراتي، في مثل هذا اليوم من عام 1971 قبل أيام من إعلان تأسيس دولة الإمارات.

واسُتشهد سالم على يد القوات الإيرانية عندما هاجمت جزيرة طنب الكبرى بينما كان يؤدي واجب الحراسة في مركز شرطة الجزيرة التي تتبع إمارة رأس الخيمة.

بطولات مستدامة

ومع احتفائها بتلك المناسبة المهمة، تحتفي الإمارات أيضا بقواتها المسلحة الباسلة التي اكتسب فيها الشهداء قيم التضحية والولاء والانتماء والوفاء والشجاعة والعطاء.

وتحل تلك المناسبة فيما تواصل القوات المسلحة الإماراتية القيام بدور إنساني بارز عبر عملية “الفارس الشهم 3” لإغاثة غزة .

تعد تلك العملية أحدث الأمثلة على الأدوار الإنسانية التي تقوم بها القوات المسلحة الإماراتية، إلى جانب دورها البارز في عمليات حفظ السلام الدولية، تجسيدا للدور الفاعل لسياسة الدولة الخارجية في نشر السلام وتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات.

ومنذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كرست دولة الإمارات نفسها لاعبا أساسيا وشريكا هاما في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي، وهو دور لا تزال دولة الإمارات ماضية فيه تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وخلال العقود الماضية، شاركت دولة الإمارات بعمليات حفظ السلام في عدة مبادرات دولية، حيث شاركت في 1976 بقوة ضمن قوات الردع العربية في لبنان في محاولة لدرء مخاطر تفجر الحرب الأهلية وحفظ السلام.

كما سطر الإماراتيون قيادة وحكومة وجيشا وشعبا أروع معاني الوفاء والدعم والحب للكويت وشعبها، حيث شاركت دولة الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي عام 1991 ضمن التحالف الدولي، وقدّمت 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.

وترجمة لالتزامها بمد يد العون لإعادة بناء ما دمرته الصراعات في الصومال واستقراره، أرسلت دولة الإمارات عام 1993 كتيبة من القوات المسلحة إلى هذا البلد الأفريقي، للمشاركة في “عملية إعادة الأمل” ضمن نطاق الأمم المتحدة بناء على قرار مجلس الأمن الدولي.

كما ساهمت دولة الإمارات في العديد من المشروعات الإنسانية بهدف المساعدة في إعادة الإعمار في البوسنة، وأعطت الأولوية لمساعدة الطلاب وفتح المدارس وإعادة بناء المساجد.

أيضا أقامت القوات المسلحة الإماراتية عام 1999 معسكرا لإيواء آلاف اللاجئين الكوسوفيين الذين شردتهم الحروب في مخيم “كوكس” بألبانيا، إضافة إلى مشاركتها في عمليات حفظ السلام هناك.

وكانت الإمارات الدولة المسلمة الوحيدة التي قامت بإرسال قوات لتنضم إلى القوات الدولية لحفظ السلام في كوسوفو بموافقة قيادة حلف شمال الأطلسي.

وفي عام 2001، كان للقوات الإماراتية الدور الأهم في تطهير الأرض في الجنوب اللبناني من الألغام.

وبعد ذلك بعامين، شاركت دولة الإمارات ضمن قوات حفظ السلام في أفغانستان “إيساف”، وبلغ عدد أفراد قواتها المسلحة المشاركة في القوة أكثر من 1200 فرد، حيث لعبت هذه القوات دورا حيويا في تأمين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، فضلا عن قيامها بدور مواز في خطط إعادة الإعمار والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد الآسيوي.

وإثر الأحداث التخريبية التي شهدتها البحرين ومحاولات التدخلات الخارجية في شؤونها عام 2011، شاركت دولة الإمارات بفاعلية ضمن قوات درع الجزيرة التي حافظت على أمن واستقرار ووحدة الشعب البحريني ودرأت عنه مخاطر الفتن المذهبية.

وفي عام 2014، استشهد الملازم أول طارق الشحي في حادث التفجير الإرهابي بمنطقة الدية في البحرين، حيث كان يعمل ضمن قوة “أمواج الخليج” في مملكة البحرين، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك، مسجلا بدمائه ملحمة بطولة جديدة.

وانضمت دولة الإمارات إلى التحالف الدولي ضد “داعش” الإرهابي في عام 2014، وشاركت بفاعلية في العمليات العسكرية الموجهة ضد عناصر هذا التنظيم في سوريا إيمانا منها بأهمية التعاون الدولي لحفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

وفي مارس/آذار 2015، شاركت دولة الإمارات في عملية “عاصفة الحزم” التي نفذها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث سطّر الجنود الإماراتيون ملاحم بطولية دفاعا عن عروبة اليمن وحماية لأمنه واستقراره.

وفي يوليو/تموز 2015، استُشهد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي (24 عاما)، ابن منطقة الفوعة في مدينة العين، كأول شهيد إماراتي في عملية “إعادة الأمل” للتحالف العربي، لدعم الحكومة الشرعية.

شهداء الدبلوماسية
ومن جبهات القتال إلى ميادين الدبلوماسية والإنسانية، حيث قدمت الإمارات عام 1977 الشهيد الثاني في تاريخها، وأول شهدائها في المجال الدبلوماسي، وهو سيف سعيد بن غباش المري، الذي كان أول وزير دولة للشؤون الخارجية، واغتالته رصاصات غاشمة خلال محاولة لاغتيال وزير الخارجية السوري آنذاك، عبدالحليم خدام، في مطار أبوظبي.

وفي يناير/كانون الثاني 2017، قدمت الإمارات مجموعة جديدة من الشهداء في المجال الإنساني والدبلوماسي، إذ طالت يد الإرهاب الغاشمة 5 دبلوماسيين أثناء تنفيذهم مجموعة من المهام الإنسانية والخيرية والتنموية في إقليم قندهار جنوب أفغانستان.

ولحق بهم في فبراير/شباط من العام ذاته جمعة عبدالله الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى أفغانستان، سفير شهداء الإنسانية، متأثرا بجراح أصيب بها في التفجير الإرهابي.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

مقتل 30 فلسطينيا بغارة إسرائيلية على مكتب بريد يؤوي نازحين بقطاع غزة

المكلا (حضارم اليوم) متابعات قال مسعفون إن غارة إسرائيلية على مكتب بريد يؤوي سكانا من …