الرئيسية / حوارات واستطلاعات / المرأة الجنوبية.. صانعة الثورة ورائدة النصر

المرأة الجنوبية.. صانعة الثورة ورائدة النصر

(حضارم اليوم) 4مايو

تخوض المرأة الجنوبية أدوارا مهمة في درب النضال الثوري الجنوبي منذ الاستعمار البريطاني رغم الصعاب والعوائق التي كانت تجدها في طريقها إلا أنها صنعت تاريخا حافلا بالانتصارات إلى جانب أخيها الرجل في مختلف الساحات الجنوبية.

وتمكنت المرأة الجنوبية إلى جانب أخيها الثائر الجنوبي من كسر قيود الظلام التي كبلت شعب الجنوب ردحا من الزمن.
لم تتراجع المرأة في التضحية في سبيل الوطن والحرية والكرامة؛ بل شاركت الرجل في التنظيمات السياسية وتصدرت المظاهرات وتوزيع المنشورات والبيانات كما أنها نقلت الرسائل والذخائر والغذاء للفدائيين المناضلين.

ورصدت المرأة تحركات العدو وقامت بتزويد المناضلين بالمعلومات الحربية وساهمت في قيادة المظاهرات وصنع الإضرابات العمالية كمنهج وسلوك ثوري سلمي، وكان لها دور في دعم المقاتلين من خلال إخفاء الفدائيين وتوعية النساء وتعبئتهن ضد منظومة الاحتلال، وساهمت أيضا في جمع التبرعات لمساعدة المناضلين وعلاج الجرحى.

وأسهمت المرأة الجنوبية في رسم أشكال النضال السياسي والوطني ضد الاحتلال الشمالي طيلة فترة الوحدة الظالمة التي كانت شماعة لغزو الجنوب من قبل نظام صنعاء البائد؛ حيث هبت في شتى ساحات النضال تنادي بصوتها جهاراً بخروج المحتل من أرض الجنوب.. كما عانت جراء إقدامها الثوري الجنوبي ويلات العذاب وأصناف القمع والإهانات من أدوات الاحتلال التابعة للشمال.

وتوالت أدوار المرأة في صيف حرب 2015 م التي ظهرت فيها المرأة الجنوبية ظهورا قويا وبارزا في الكفاح المسلح ضد الاحتلال الحوثي عفاشي، بل حملت السلاح من جديد في وجه العدو وقدمت أبناءها في المعارك في سبيل الوطن الجنوبي والحرية والكرامة.

قاتلت وناضلت وواجهت الحياة بمراحلها الصعبة دون أن تستلم و قدمت أدوارا بطولية بارزة وظلت متمسكة بخيارها الوطني، وبرزت المرأة الجنوبية بشكل كبير في الساحات من خلال المليونيات التي خلدها شعب الجنوب طيلة سنوات الوحدة وساهمت على إرساء كيان جنوبي (المجلس الانتقالي الجنوبي) الذي جاء من رحم الشعب ليمثل الشعب في الداخل والخارج في طريق استعادة الدولة الجنوبية وبناء ما دمره الفساد والنظام المحتل.

وظهر دور المرأة الجنوبية بشدة من خلال المجلس الانتقالي الذي أعطى المرأة الجنوبية حيزا كبيرا من المكانة والاهتمام سياسيا واجتماعيا، كونها العامل الأساسي في صناعة التغيير القادم.

وفي هذا الاستطلاع سنتطرق إلى دور المرأة الجنوبية وقراءتها للوضع الراهن الذي يشهد مراحل التغير نحو دولة جديدة رغم الفتن الكثيرة التي تحيط به من قوى الشر التابعة للعربية اليمنية.

كما نسلط الأضواء في الاستطلاع على أدوار المجلس الانتقالي تجاه المرأة الجنوبية، ودعمها بعد معاناتها الطويلة بفعل أنظمة الاستعمار البائدة التي دمرت حقوق المرأة وطمست تاريخها الزاخر بالمنجزات الوطنية.. التفاصيل في سياق الاستطلاع التالي:

*يتصدر المشهد

قالت الأستاذة/ اشتياق محمد سعد، رئيس دائرة المرأة والطفل بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي: “إن المجلس الانتقالي الجنوبي يولي اهتماما ورعاية كبيرة للمرأة الجنوبية في جميع المجالات نراه دائما يقيم لها الورش والدورات ويوليها المناصب أسوة بأخيها الرجل”.

وأضافت: “كما أنه عازم وبصورة أساسية أن يكون دور المرأة القادم متصدرا للمشهد الثقافي والحقوقي والتربوي والسياسي لما لمسه من أهمية لدور المرأة في البناء وتطوير المجتمع”.

*بدون المرأة ينهار الوطن

واستطردت: “وخير شاهد نساء عظيمات هن ينتمين إلى عضوية المجلس الانتقالي الجنوبي ويعملن فيه، وإذا لم تقف المرأة بجانب أخيها الرجل لصناعة الحاضر والمستقبل سينهار أي عمل ومشروع وطني ولذلك المجلس الانتقالي الجنوبي يعي هذا تماما ويدرك أهمية دور المرأة في البناء والتنمية لدولة الجنوب”.

*الانتقالي هو الداعم الوحيد للمرأة

من جانبها الأستاذة ندى عوبلي رئيس اتحاد المرأة الجنوبية أكدت أن الانتقالي هو الداعم الوحيد للمرأة الجنوبية وهذا ما نراه خلال اهتمامه وإبرازه لدورها الوطني والثقافي والسياسي والاجتماعي وقد جعل لها مقاعد في هيئة الرئاسة، وهي موجودة في الأمانة العامة وتتبوأ مراكز قيادية ببعض دوائرها.

وقالت: ” نجد المرأة الجنوبية في كل دوائر المجلس وعلى طول الساحة الجنوبية وعرضها.. كما لا ننسى دعم المجلس الانتقالي للمرأة في المجتمع المدني عن طريق دائرة الشؤون الاجتماعية والدائرة الجماهيرية وهما أكثر الدوائر التصاقا بالمجتمع المدني والجماهير ومن خلالهما تم فتح جسور متصلة بين سياسة المجلس الانتقالي المفوض عن شعب الجنوب والمجتمع الجنوبي المدني”.

*فتح المجال للمرأة الجنوبية

وواصلت قائلة: ” ومن هذه الجسور يتقرب المجلس من احتياجات المرأة الجنوبية في المجتمع وآلية دعمها والدفع بها لتحقيق أهدافها وتطلعاتها بتذليل الصعاب أمامها لتحقيق مستقبلها وإبراز قدراتها في سبيل خدمة الجنوب، وفتح اتحادات تضم المرأة الجنوبية تشمل المجالات العلمية والثقافية والدورات التدريبية وتعزيز دور المرأة لتكون شريكا أساسيا وفاعلا في صناعة القرار ونهضة الدولة الجنوبية القادمة”.

*ستعود المرأة الجنوبية إلى مكانتها

أما الأستاذة زهرة مبروك، تربوية متقاعدة، قالت: “رؤيتي في دعم الانتقالي للمرأة الجنوبية رؤية تفاؤل وستعود المرأة الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل 1990م من خلال وصولها إلى مراتب صنع القرار وإعطائها دورا بارزا ومتميزا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنهوض بمستواها بما يحفظ حقوقها وحضورها في شتى المجالات”.

*نهوض دور المرأة

وأضافت مبروك: “اليوم نرى نهوضا غير عادي لدور المرأة الجنوبية ومشاركتها الفاعلة في الأنشطة والفعاليات التي يقدمها الانتقالي والمرأة لها وجود كبير في أكثر من موقع في الحياة اليومية”.

*تمكين النساء الجنوبيات وإدماجهن في المجتمع

كما أكدت رئيسة التكتل النسوي الجنوبي بألمانيا الأستاذة فاطمة البيتي على أهمية تمكين النساء الجنوبيات وإدماجهن في المجتمع وإشراكهن كفاعلات أساسيات في جميع المجالات، ونشر الثقافات والعادات والتقاليد التراثية الجنوبية.

وأشارت البيتي إلى المعاناة والإقصاء والتهميش والتمييز الذي عانت منه المرأة الجنوبية خلال الفترة المنصرمة والذي مورس عليها بسبق وإصرار ممنهج من قبل قوى النفوذ التي اعتمدت بث ثقافات وعادات وسلوك بعيدة عن مجتمعنا الجنوبي.
كما تطرقت إلى فقدان كل المكتسبات التي حصلت عليها المرأة الجنوبية أثناء دولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وضرب نطاقا من العزلة والتشدد والتطرف على الجنوب وكانت النساء أول أهداف سهام هذه العزلة التمييزية العنصرية.

وأكدت على أنه ليس لأي مجتمع أن يتطور في ظل إقصاء النساء وإبعادهن من مواقع الفاعلية والقرار وفقدهن التعبير عن وجودهن وقدرتهن ومواهبهن.

وأشارت إلى أنه بإنشاء هذا التكتل النسوي الجنوبي بألمانيا يأتي من أجل العمل على إعادة دور المرأة الجنوبية إلى الصدارة والمشاركة الفاعلة وتكليفها بواجب دورها نحو وطنها وشعبها ونيلها حقوقها التي تكفل لها كرامتها وإنسانيتها وتجعل منها فردا فاعلا مشاركا في بناء المجتمع الجنوبي على أسس مدنية حديثة.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هل يتم استنزاف القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب؟ وهل أصبح الجنوب جاهزًا لكل الخيارات؟

المكلا (حضارم اليوم) متابعات هل يتعرض الجنوب لمؤامرة؟ ما سبب انزعاج الدوحة من التقارب العماني …