كتب/ محمد علي رشيد النعماني
في الوقت الذي يشهد فيه الجنوب أزمات سياسية وإقتصادية خانقة أثقلت كاهل المواطن تبرز قناة المهرية الفضائية وكأنها “نجم” الإعلام ولكن ليس بالطريقة التي قد يتوقعها المشاهد فبدلاً من أن تكون منارة للحقائق تحولت المهرية إلى منصة لنشر الأكاذيب مع تركيز مبالغ فيه على المجلس الانتقالي الجنوبي وكأنهم أبطال فيلم خيالي حيث يلعبون دور الأشرار
تستمر القناة في الترويج لروايات تتحدث عن “فساد” و”نهب” المجلس الانتقالي لكن السؤال هنا “من المسؤول الحقيقي عن تدهور حياة المواطنين”؟ وزراء فاسدين يمثلون أحزاباً يمنية سيطروا على الحكومة الشرعية لفترة طويلة قبل أن يدخل الانتقالي شريكاً فيها وتصرفات هؤلاء الوزراء هي التي ساهمت بشكل كبير في تعقيد المشهد وتفاقم معاناة المواطنين فقد أخفقوا في توفير الخدمات الأساسية ونهبوا الأموال والودائع وأهملوا أوضاع المواطنين وتركوا البلاد تغرق في الفوضى تاركين الفقر والبطالة كرفقاء دائمين للشعب
وبينما يوجه النقاد اللوم نحو المجلس الانتقالي فمن المهم أن نلتمس له العذر في عدم وضع شروط مسبقة لمحاسبة الفاسدين إذ أن دخول الانتقالي في شراكة الحكومة كان في إطار ضغوط سياسية معقدة ولم يكن لديه خيار سوى المشاركة في هذه اللعبة المليئة بالمخاطر لذا فإن ما قد يعتبره البعض خطأً هو في الواقع قرار حتمي فرضته الظروف ورغم كل هذا تسعى قناة المهرية لتصوير قادة المجلس كأنهم محتالون متجاهلة الفوضى التي أسستها الأحزاب السياسية مع غض النظر عن أزمة الخدمات الأساسية وأزمة انقطاع الكهرباء التي يعاني منها المواطن ويبدو أن هذه القضايا الحيوية لا تقع ضمن اهتمامات القناة بل الأجندات السياسية المحددة لها هي ما تتفوق على أي مصلحة عامة وفي نهاية المطاف يظل الخيار الأول والأخير للمشاهد هل سيواصل تصديق ما تعرضه المهرية أم سيبحث عن الحقائق المخبأة خلف هذه الشاشات الزائفة؟ إن الإعلام ليس مجرد شاشات بل هو مسؤولية كبيرة ويتعين على القنوات أن تدرك ذلك قبل أن تتحول إلى أدوات في يد الأجندات الخاصة .
باختصار المهرية ليست فقط قناة بل هي تذكير بأن ليس كل ما يُعرض على الشاشة هو الحقيقة وأن الأكاذيب قد تلبس ثوب الحقائق لكن سرعان ما تتكشف أمام من يسعى خلف المعرفة الحقيقية .