كتب – د. صدام عبدالله
في الرابع عشر من أكتوبر من كل عام تتجدد الذكريات وتتجدد العهود، إذ نحتفل بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي أضاءت شرارتها سماء الجنوب وألهبت قلوب الأحرار فكانت الانطلاقة نحو الحرية والاستقلال، لقد سطر أبطال هذه الثورة ملاحم بطولية خالدة فداء للوطن، وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير أرضهم من براثن الاستعمار البريطاني.
لقد كان نضال الأجداد في هذه الثورة نضالا أسطوريا، فقد واجهوا أعتى الالات الحربية بروح قتالية عالية وعزيمة لا تلين فكانت تضحياتهم وسيلة لتحقيق النصر، ورسالة للعالم أجمع بأن شعب الجنوب لن يستسلم أبدا، ولن يقبل الذل والهوان.
واليوم وبعد مرور ستة عقود على هذه الثورة الخالدة، نجد أن الأبناء قد ورثوا عن ابائهم وأجدادهم روح الثورة وعهد النضال فهم يواصلون السير على دربهم ويحملون راية الحرية والاستقلال، فلم ينسوا التضحيات التي قدمها الأجداد، ولم يتخلوا عن حلمهم باستعادة دولتهم، وبناء مستقبل مشرق لأجيالهم القادمة.
إن صمود أبناء الجنوب في وجه التحديات والصعاب التي يواجهونها، هو دليل على عمق الانتماء لهذا الوطن، وعلى قوة الارادة والعزيمة التي يتمتعون بها، فهم يواجهون كل المؤامرات التي تستهدف تماسكهم ويصرون على حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم.
إن ذكرى ثورة 14 أكتوبر هي مناسبة لتجديد العهد على المبادئ والقيم وعلى الهوية الجنوبية التي قامت عليها هذه الثورة، وهي مناسبة أيضا لتقييم مسيرتنا نحو المستقبل، والعمل على تحقيق طموحات شعب الجنوب في العيش بسلام وكرامة، إننا على يقين بأن شعب الجنوب قادر على تجاوز كل الصعاب والتحديات، وبناء دولة قوية ومزدهرة، دولة تحترم حقوق الإنسان وتضمن العدل والمساواة لجميع المواطنين.
وختاما نؤكد أن ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي رمز للفخر والاعتزاز، وهي مصدر إلهام للأجيال القادمة، وهي دليل على أن شعب الجنوب لن يستسلم أبداً، وسوف يظل يقاوم من أجل تحقيق أهدافه النبيلة واستعادة دولته مهما كانت الصعاب.
#اكتوبرمجيدهويتنا_جنوبيه