الرئيسية / أراء وكتاب / الرئيس الزُبيدي.. حارس القضية الجنوبية وداعية السلام في اليمن

الرئيس الزُبيدي.. حارس القضية الجنوبية وداعية السلام في اليمن

كتب/ محمد علي رشيد النعماني

في خطابه الذي ألقاه الاربعاء أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة المناقشة المفتوحة رفيعة المستوى تحت شعار “متحدون في احترام ميثاق الأمم المتحدة سعياً لمستقبل آمن” برز الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي كرجل قيادة يؤمن بالسلام ويضع تطلعات شعبه في مقدمة أولوياته هذه الكلمة ألقت الضوء على التزام الزبيدي الثابت نحو القضية الجنوبية ودوره الفاعل في الدفاع عن حقوق شعبه وتحقيق الاستقرار في اليمن .
أظهر الرئيس الزبيدي منذ توليه رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إيماناً راسخاً بعدالة القضية الجنوبية ففي خطابه أمام مجلس الأمن أكد أن الحل الدائم للصراع في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون معالجة قضية الجنوب مشيراً إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مشاورات مجلس التعاون الخليجي عام 2022 بشأن إنشاء إطار تفاوضي خاص لهذه القضية حيث أظهر بهذا الاهتمام الواضح بالقضية الجنوبية وفاءً والتزاماً من قبله نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب وقضيته التي طالما تم تهميشها في الماضي وهو يسعى اليوم إلى ضمان تمثيلها على أعلى المستويات الدولية .
لم يكن حديث الزبيدي عن الجنوب فقط بل شمل أبناء اليمن الذين يعانون من ويلات الحرب فقد قدم صورة مؤلمة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد مبرزاً معاناة النساء والأطفال واستمرار العنف والاعتداءات من قبل الحوثيين . وقد شدد الزبيدي على ضرورة إنهاء الصراع ليس فقط من أجل استقرار الجنوب واليمن بل من أجل الاقليم والعالم وقد ركز على أهمية معالجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي تفاقمت نتيجة الفوضى والنزاع .
كان واضحاً من خطاب الزبيدي أن رؤيته للسلام ليست سطحية أو مؤقتة بل رؤية شاملة تستند إلى حلول مستدامة فدعا إلى نهج دولي جديد للتعامل مع الأزمة اليمنية يتمثل في احتواء التهديدات الحوثية والتصدي لها بشكل حازم كما طالب الزبيدي بضرورة وجود جهد جماعي على مستوى مجلس القيادة الرئاسي والمجتمع الدولي من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد .

ومن خلال كلماته يتبين أن الزبيدي يريد تحقيق سلام دائم يمكن أن يضع حداً لمعاناة الشعب اليمني عامة والجنوبي خاصة وقد أكد على أهمية إدماج كافة الأطراف المعنية بما في ذلك الشباب والنساء والأقليات لضمان شمولية الحل السياسي واستدامته .
لقد أثبت الرئيس عيدروس الزبيدي من خلال حضوره أمام مجلس الأمن أنه لا يسعى فقط لتحقيق أهداف داخلية بل يدرك أهمية التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار فقد دعا إلى العمل بشكل جماعي على المستوى الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات التي تواجه اليمن والمنطقة .
هذا الموقف يعكس رؤية الزبيدي القيادية التي تتجاوز الحدود الداخلية للجنوب لتشمل شراكات دولية فعالة فهو يسعى إلى أن يكون الجنوب جزءاً من مجتمع دولي ملتزم بالقيم الإنسانية والأمن الجماعي ويرى أن استقرار الجنوب واليمن هو مسؤولية مشتركة بين القوى السياسية الفاعلة في الداخل وحلفائهم الإقليميين والدوليين .
لقد جسد خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي أمام مجلس الأمن الدولي رؤيته القيادية والوفاء التام لقضيته الوطنية الجنوبية مع التزام عميق بتحقيق السلام والاستقرار في اليمن وأثبت من خلال كلمته أنه قائد يعمل من أجل شعبه ويسعى إلى تحقيق مستقبل عادل للجميع من خلال رؤية شاملة تعترف بكل الأطراف وتضمن حقوقهم هذا الوفاء والتفاني هو ما يجعله شخصية محورية في مستقبل المنطقة وركيزة أساسية في أي حل سياسي قادم .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

٣٠ نوفمير يوم الحرية

كتب/ ا. د. عبدالناصر الوالي منذ ٥٧ عاماً وشعب الجنوب يحتفل بيوم النصر يوم الاستقلال …