كتب / صالح علي الدويل باراس
بادئ ذي بدء لابد من التاكيد انه ليس مهما اللقاء بل المهم ما دار فيه من حيث تحديد المسائل الحساسة لكل طرف والموقف منها والتي على ضوءها تتاسس رؤية مشتركة تعيد بناء الثقة ، فالثقة الجنوبية تعرّضت منذ عام 90 لهزات زلزالية قوية جدا حتى نعدمت فتحتاج الى تجسير الثقة ووضع المسائل والقضايا في سياقها الصحيح الواضح والاتفاق عليها بوضوح في ظل هكذا وضوح فان الانتقالي قادرا ان يلتزم وقادر ان ينفذ ما يلتزم به ففي السياسة لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة والمصالح متعددة منها وطنية وسياسية ..الخ
هذه مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن والجنوب العربي فطبيعة الصراع الاقليمي والدولي في المنطقة اليوم تفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي الدخول في تحالفات مرحلية مع بعض القوى اليمنية او حتى كلها شريطة ان تكون هذه التحالفات واضحة تحترم فيها اهداف وتطلعات شعب الجنوب وخياراته الوطنية فالحوثي عدو وجودي بمعنى انه ليس عدو سياسي على امتيازات الحكم بل عدو يهدد تقويض المجتمع وتغيير مناهجه وغرس ثقافة حكم عدوانية لن يسلم منها لا اليمن ولا الجنوب بل ولا حتى الزيدية ذاتها التي سينهي تميّزها التاريخي عن بقية مدارس الشيعة وتياراتها وفرقها ، ثم الاقليم تقافة ولاية الفقية التي سفكت دماء الملايين في العراق وسوريا بحجة محاربة الارهاب وداعش وهي في حقيقتها موجهة ضد الحواضن السنية لابادتها وتهجيرها وإحلال شيعي في مناطقها
اللقاء بحد ذاته رسالة لاكثر من جهة محليا واقليميا لكنه لن يكون ذا جدوى ان لم تتم فيه التزامات باحترام ثوابت كل طرف والبدء بتناول صادق وعدم ممارسة الخداع تجاه القضية الجنوبية خاصة فليس مهما اللقاء وتصوير اللقاء بل المهم ماتم تناوله بمصداقية وموضوعية وتحديد القضايا والموقف منها ، فاللقاء بهذا المعنى يجمع الطرفين ويوحد جهودهما ضد الحوثي فهو العدو المشترك للقوى اليمنية وقوى الجنوب على اساس هذه الثنائية المتوافق عليها سيكون اللقاء جاد ومثمر لكن لو كان لاستغلال الجنوب ثم الانقلاب عليه فيكفي الجنوبيين تجربة طيلة العقود الماضية اخرها تجربة 2019م ماتزال ماثلة اذ انهزم الاخوان في نهم ومن تخوم صنعاء واتجهوا لفتح عدن في غزوة خيبر الشهيرة وهذه الخديعة جعلت الحوثي يتعملق فصار قوة اقليمية تهدد الملاحة الدولية ولم تحدث في جبهته اي اختراقات منذ تلك الغزوة لفتح عدن التي شنها الإخوان
الحوثي وغير الحوثي خاصة الاقليم ومساعية ينجح حين يجد القوى المقابلة له مفككة او لايثق بعضها ببعض لكنه سيفشل اذا تكاشفت القوى المناهضة واعترفت ان الجنوب لم يعد جنوب 2015م وانه يجب الانطلاق لصنعاء
اجزم انه اذا كان اللقاء بمصداقية وثقة ووضوح فانه سيغير معادلات الحرب بل ومعادلات التفاوض
16 سبتمبر 2024م