كتب/ محمد علي رشيد النعماني
تتعرض الساحة السياسية في الجنوب لتحديات جسيمة حيث يتعرض المجلس الانتقالي الجنوبي لحملات إعلامية ممنهجة وشرسة تهدف إلى تضليل الرأي العام وتشويه سمعته تعتمد هذه الحملات على نشر الإشاعات والمعلومات الكاذبة بهدف زعزعة ثقة الجمهور بالمجلس وإضعاف موقفه السياسي ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها الواسع أصبحت هذه الحملات أكثر تأثيراً وخطورة مما يتطلب اتخاذ خطوات فعالة لمواجهتها والحد من تأثيراتها السلبية .
تسعى حملات التضليل إلى تحقيق أهدافها من خلال عدة أساليب أولها تشويه سمعة المجلس الانتقالي الجنوبي حيث تعمل على تقديمه بصورة سلبية أمام الجمهور مما يؤدي إلى خلق حالة من الشك وعدم اليقين لدى المواطنين إن هذا التشويه المتعمد يؤدي بدوره إلى إضعاف مصداقية المجلس في عيون الجمهور مما يجعل من الصعب عليه إيصال رسالته السياسية بفعالية كما أن زرع الشكوك في نفوس المواطنين حول ما يقدمه المجلس من معلومات وسياسات يمثل أحد الأسلحة الرئيسية في هذه الحملات حيث يدفع بالجمهور إلى البحث عن روايات بديلة قد تكون مضللة أو غير دقيقة.
إضافة إلى ذلك تعاني وسائل التواصل الاجتماعي من تحديات خاصة تجعل من الصعب على المجلس الانتقالي الجنوبي مواجهة هذه الحملات بشكل فعال فمع المنافسة الشديدة على جذب انتباه الجمهور تنتشر الأخبار الكاذبة والشائعات بسرعة هائلة مما يصعب عملية التصدي لها كما أن الرقابة التي قد تتعرض لها صفحات المجلس ومؤيديه على هذه المنصات يمكن أن تحد من قدرته على التواصل مع جمهوره حيث يتم حذف المحتويات أو تقييد الوصول إليها مما يضعف من تأثير رسالته أضف إلى ذلك أن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أساسياً في تحديد ما يصل إلى المستخدمين مما قد يؤدي إلى تفضيل المحتوى المضلل الذي يتماشى مع اهتماماتهم السابقة على حساب المعلومات الدقيقة التي يسعى المجلس إلى نشرها .
لمواجهة هذه التحديات ينبغي على المجلس الانتقالي الجنوبي تبني استراتيجيات مدروسة تقوم على أسس علمية وإعلامية واضحة من الضروري أن يحرص المجلس على التحقق من صحة المعلومات التي ينشرها مع تقديم أدلة قوية تدعم مصداقيته إن بناء الثقة مع الجمهور يتطلب التزاماً بالمصداقية والشفافية في جميع جوانب العمل الإعلامي بالإضافة إلى التفاعل المستمر مع المواطنين والاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم .
استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل أدوات التحقق من الحقائق يعد أيضاً جزءاً أساسياً من استراتيجيات المجلس لمكافحة التضليل كما أن التعاون مع منصات التواصل الاجتماعي لمواجهة انتشار الأخبار الكاذبة يمكن أن يسهم في تحسين وصول المجلس إلى جمهوره علاوة على ذلك من المهم أن يعمل المجلس على تنويع قنوات التواصل وعدم الاعتماد على منصة واحدة حيث أن استخدام وسائل الإعلام التقليدية إلى جانب الرقمية يمكن أن يعزز من تأثير رسالته.
وبالنظر إلى خطورة هذه الحملات يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن ينشئ فريقاً متخصصاً لمتابعة ومراقبة حملات التضليل والرد عليها بشكل فوري وفعال كما أن التعاون مع وسائل الإعلام الأخرى في المنطقة يمكن أن يساهم في بناء جبهة موحدة ضد انتشار الأخبار الكاذبة وعلى المدى الطويل يمكن أن يلعب المجلس دوراً إيجابياً مهماً في تعزيز الوعي الإعلامي بين الجمهور من خلال برامج تعليمية تهدف إلى تمكين المواطنين من تمييز الأخبار الحقيقية عن الزائفة .
في الختام تعتبر حملات التضليل والتشويه الإعلامي التي تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي جزءاً من التحديات الكبيرة التي تواجهه في مشواره السياسي ولكن من خلال تبني استراتيجيات واعية وبناء علاقات ثقة قوية مع الجمهور يمكن للمجلس أن يتجاوز هذه التحديات ويواصل دوره الريادي في المشهد السياسي .
بقلم / محمد علي رشيد النعماني .