المكلا (حضارم اليوم)تقرير: الصوت الجنوبي
في الـ 5 من نوفمبر 2019، احتضنت العاصمة السعودية الرياض توقيع اتفاق مصالحة بوساطة دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، ما بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، سميت بـ ”اتفاق الرياض“.
ونصت بنود ”اتفاق الرياض“ على تشكيل حكومة مناصفة ما بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وحصول المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل والحامل لقضية شعب الجنوب، على عدد من الحقائب الوزارية والمناصب العسكرية وغيرها من الاستحقاقات بهدف الشراكة.
رفض للواقع
مطلع الشهر الماضي يونيو 2024، عقدت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، بمدينة المكلا، اجتماعها الفصلي الأول من العام الجاري 2024م، برئاسة العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، رئيس الهيئة، وحضور نائبه الأستاذ علي أحمد الجفري.
وثمنت القيادة المحلية في حضرموت، خطوات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الرافضة للوضع القائم في الجنوب، والتي تؤكد على أن شراكة المجلس في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، جاء لتوحيد القوى والجهود لمواجهة العدو المشترك المتمثل في ميليشيا الحوثي الإرهابية، ورفع المعاناة عن شعب الجنوب وتوفير الخدمات.
وأكد المحمدي، على أن ما يتعرض له شعب الجنوب من حرب اقتصادية وتجويعية وتعذيب في انهيار الخدمات، هي مؤامرات سياسية هدفها تركيع المجلس، بعد الفشل في هزيمته عسكرياً، مشيراً إلى الاستعداد للجوء إلى خيارات مفتوحة إذا لزم الأمر، للدفاع عن الشعب وحقوقه المشروعة في العيش الكريم.
قلب الموازين
وكغيرها من المحافظات الجنوبية، تعيش محافظة حضرموت أوضاع اقتصادية وخدمية ومعيشية غاية في الصعوبة، ويعاني الأهالي في مختلف مديرياتها من تردي الخدمات الأساسية وعلى رأسها ”الكهرباء“، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وغيرها من الأشياء والمتطلبات الهامة التي باتت تقلق حياتهم وتؤرق منامهم.
رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، أكد أن: “التحديات أصبحت كبيرة في ظل عجز الأهالي عن توفير الغذاء والدواء، مما يحتم علينا التحرك وعدم السكوت عن هذا الواقع المرير“.
وطالب المحمدي، في تصريح خـاص لـ ”الصوت الجنوبي“: ”الجميع بتكثيف العمل من أجل إيجاد حلول جذرية للأزمة الاقتصادية، والضغط على الحكومة والسلطة المحلية في حضرموت لاتخاذ اجراءات عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين“.
وأشار المحمدي، إلى أن ”المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة تمكنه من المضي قدماً في تحقيق مطالب أبناء حضرموت، كما أن لديه القدرة على قلب الموازين والضغط من أجل خدمة أهالي المحافظة“. محذراً السلطة المحلية في حضرموت بعدم اختبار صبرهم الذي قد ينفذ في أي لحظة والقيام بواجباتها الخدمية، وتنفيذ الشراكة المطلوبة مع الانتقالي.
تحركات مكثفة
مطلع الأسبوع الماضي، شهد تحركات مكثفة من قبل عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ فادي حسن باعوم، ورئيس تنفيذية انتقالي حضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، من خلال عقد اللقاءات المكثفة مع عدد من مدراء عموم المكاتب الخدمية ورؤساء الأجهزة الرقابية بمحافظة حضرموت.
حيثُ ناقشا مع مدير عام مؤسسة الكهرباء بساحل حضرموت المهندس مازن بن مخاشن، آلية معالجة ملف الكهرباء، والحد من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، والاستماع إلى أبرز المشاكل والاحتياجات المطلوبة لتحسين هذا الملف الخدمي الهام جداً.
كما اطلعا باعوم والمحمدي، من نائب رئيس هيئة مستشفى ابن سيناء الأستاذ عوض باحنحن، على وضع المستشفى التي تخدم ثلاث محافظات جنوبية وهي حضرموت وشبوة والمهرة، ووضع الخدمات المقدمة فيها للمرضى وللطواقم العاملة، والأشياء المطلوب تقديمها لتحسين وضع المستشفى وتقديم خدمات جيدة لمرتاديها الذين جلهم من ذوي الدخل المحدود.
أما في الجانب الرقابي ومكافحة الفساد والحفاظ على أموال الدولة لتقديم خدمات ملموسة للأهالي، فقد التقيا باعوم والمحمدي، رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بساحل حضرموت الأستاذ محمد بن بريك، لمناقشة ملفات مكافحة الفساد، وبحثا مع رئيس اتحاد الحقوقيين الجنوبيين في حضرموت القاضي شاكر بُنش، آلية التعاون للقضاء على منابع الفساد.
”وفي ظل ما تشهده جل محافظات الجنوب من تردي في الخدمات، وما يعيشه أهلها من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، يتساءل الأهالي في حضرموت هل ستحقق تحركات الانتقالي المركزية والمحلية أي تغيير ملموس في واقعهم؟“.