المكلا ( حضارم اليوم )عدن تايم _م. محفوظ باعامر
على طريقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية سابقاً، وهي سيئة الصيت والوظيفة، نرى نفراً ممن يدعون الليبرالية وهم من النخبة يسارعون كعامة المفسبكين اليمنيين المساطيل إلى التضامن مع أي خبر فيه امرأة ليتخذوه مدخلاً جاهزاً لإسقاط خيالي على خبر لا يعلمون حيثياته.
أمس عندما احتجز الأمن في مدينة المكلا إحدى النساء (خلود باشراحيل)، على ذمة بلاغ ضدها من قاعة أعراس، استل ذلك النفر كيبوردات جوالاتهم وأسقطوا على الأمن في حضرموت
كل ما في نفوسهم على الدواعش، وهم لا يعلمون عن خلفية البلاغ والاحتجاز شيئاً.
كأنهم ما صدقوا أن يجدوا خبراً مثيراً من حضرموت حتى يعمموا الحالة الحوثية والداعشية على الوضع المختلف في حضرموت التي يسودها استقرار أمني وتعايش واحترام للاختلاف بلياقة سلوكية مميزة.
حبيب سروري: لا فرق بين حضرموت وقندهار !
بسطحية وسذاجة لا يحسد عليهما انبرى البروفيسور الروائي اليمني حبيب سروري للدفاع عمن سماهما الرائعين… ثم صب جام غضبه على الدين والدواعش والسنة والشيعة، وكأن خلود وزوجها نوال السعداوي وزوجها شريف حتاتة!
سروري (من سرورك) لا يعرف أن خلود هي التي انتهكت خصوصية قاعة أعراس بنشر مقاطع لنساء غافلات في حفلة نسائية لا يسمح فيها بالتصوير لغير من يتم تكليفها من عائلة العريس والعروس. فهل انتهاك خلود لهذه الخصوصية يدخل تحت بند قمع الحريات؟ من المؤسف أن ينساق مثقفين المفترض أنهم كبار خلف من أراد أن يموه على حقيقة ما ارتكبته خلود بحرف الموضوع وكأنه متعلق بنشر صورها الشخصية من ألبوم زواجهما قبل أكثر من عام وليس الآن، أو صورها على البحر.
قاسم المحبشي: ثقافة المراقبة والمعاقبة
وبنزق لا يقل عن نزق حبيب سروري يدين البروفيسور قاسم المحبشي أمن المكلا، معتبراً أن خلود وزوجها لم يفعلا شيئاً، فهما نشرا صورة من حفل زفافهما. لكن ما لا يعلمه حضرة البروفيسور الفيلسوف العقلاني المنهجي أن خلفية الاحتجاز ليست على أساس ما صوره خياله، بل لأن خلود نشرت في السوشل ميديا مقاطع فيديو لنساء أخريات بدون علمهن وهن بكامل زينتهن وفرحهن في حفلة زواج بإحدى القاعات في المكلا، وهناك مشكلة قائمة داخل المجتمع الذي يتحاشى الفضائح. إن نزق البروفيسورات يعطي للمفسبكين العاديين مبررات لارتكاب حماقات يومية.
محمد المحفلي: دكتاتورية حضرموت طاجيكستان!
بجهل مدقع وعدم رغبة في فهم ما يحدث وبقناعة مسبقة يزعم د. محمد المحفلي أن أمن المكلا احتجز خلود لأنها قررت خلع الحجاب!! .. فحالة سروري والمحبشي والمحفلي حالة بؤس المثقف الذي لا يختلف في (فزعته) عن القبيلي غير المتعلم. كأن في داخل كل من هؤلاء الثلاثة كمثال قبيلي يصحو بين حين وآخر . لكنه لم يأخذ من القبيلي سوى أسوأ ما فيه، فهم قبيليون يلبسون الكرفتة ويخفون الجنبية والعسيب تحت الجاكت.
البخيتي، سامي غالب، توكل، وشلة الصحافة اليمنية:
هؤلاء صنعوا من واقعة استدعاء أمني على خلفية بلاغ عما فعلته خلود بنشر مقاطع من حفلة زواج – وليس زواجها – تظهر فيها نساء مدعوات بكامل زينتهن وفرحهن، وهو انتهاك مارسته خلود لأسباب تعرفها هي: فانبرى علي البخيتي، سامي غالب توكل كرمان *ناشطات تعز والنسخ المقلدة لهن وشلة الصحافة اليمنية والمراسلين، إلى التشنيع على الأمن في المكلا، ولم يمارس الأمن سوى احتجاز قانوني على ذمة بلاغ، في حين لا نجد حملات هؤلاء على انتهاكات حقيقية يمارسها الحوثيون في مناطقهم ضد النساء والرجال على حد سواء.
حضرموت لا تنتظر أن يعلمها الحرية مستعبدون:
لا تقلقوا، كذباً، على حضرموت، فهي على منهج التدرج لا حرق المراحل، ولا يزايد عليها طارئون كهؤلاء، فانفتاح الأسرة الحضرمية على تعليم الفتاة له السبق في منطقة الجزيرة والخليج، وليس من عادات حضرموت انتهاكات عامة كزواج القاصرات وكثرة التزوج والتعدد لإشباع الغرائز. كفوا عن تمثيل دور المدافعين عن الحريات والحقوق، ففي عقر داركم ينتهك الحوثيون كل شيء. فوفروا بطولاتكم لأنفسكم. أما خلود فحقها الشخصي محفوظ، لكن انتهاكها لخصوصية نساء أخريات أمر لا يمكن تبريره أو تمريره.
يقول خوسيه ساراماغو، في روايته “العمى” إن الضمير الأخلاقي الذي يهاجمه حمقى كثيرون، وينكره آخرون كثيرون، موجود.