تقرير: فاطمة اليزيدي
في إطار التحركات الجنوبية الدولية لتمكين العاصمة الجنوبية عدن، شهدت الفترة الماضية تحركات جادة للقيادة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي. تأتي هذه التحركات في سياق توجيه الزبيدي للمنظمات الدولية للإسراع بنقل مقراتها إلى العاصمة عدن.
وجه الرئيس عيدروس الزُبيدي وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالإسراع في استكمال نقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة عدن وفتح حساباتها المصرفية في البنوك المعتمدة بالعاصمة. جاء ذلك خلال لقاء جمعه بوزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب ونائبه نزار باصهيب ووكيلي الوزارة منصور زيد ووزيرة الشرماني، حيث أكد الزبيدي على ضرورة متابعة الوزارة للمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعتمدة لدى بلادنا والتي لازالت تمارس مهامها من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، لإجراءات نقل مقراتها الرسمية إلى عدن.
انعكاسات إيجابية على العاصمة عدن
أكد اقتصاديون أن الإسراع في نقل المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية إلى العاصمة عدن سيوفر الأمن والاستقرار، وسينعكس على الاقتصاد الداخلي، لا سيما في الملف الخارجي.
وذكروا أن أكبر دليل على توفير الاستقرار هو تمتع المنظمات بحرية الحركة.
وأشاروا في تصريحاتهم لـ”عدن 24″ إلى أن نقل المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية إلى العاصمة عدن سيسهم في توفير المساعدات للمواطنين، خاصة وأنها كانت تحت قبضة ميليشيا الحوثي الإرهابية، وشهدت تلك المساعدات الإنسانية الكثير من التلاعب وبيع المساعدات والمواد الغذائية التي تمنحها المنظمات الدولية للمواطنين.
توقيت شديد الأهمية
في سياق متصل، أكدت مصادر خاصة أن خطوة نقل المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية إلى العاصمة عدن يعد ضرورة كبيرة في إطار العمل على تحسين منظومة العمل في هذه المنظومات الخدمية. وأشارت إلى أن هذه الخطوات لها دور كبير في تفويت الفرصة على ميليشيا الحوثي الإرهابية، وعرقلة مخططاتها الساعية لاستغلال هذه القطاعات في تمرير أجنداتها الفوضوية ضد الجنوب.
إصدار تراخيص للمنظمات
كشف وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب مؤخرًا عن إصدار تراخيص لـ107 منظمات بينها عدد من المنظمات الدولية غير الحكومية. وأكد الوزير باذيب أن 70 منظمة دولية فتحت مقارها الرئيسية في العاصمة عدن وأصدرت تراخيص لمزاولة النشاط، مشددًا على استمرار جهود الوزارة لتشجيع المنظمات على نقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة عدن.
وأكد باذيب حرص الوزارة على تذليل كافة الصعوبات التي تواجه المنظمات الدولية في نقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة عدن. وعلق سياسيون على تصريحات الدكتور واعد بالقول إن هذه الخطوات من شأنها توجيه ضربات قاصمة لميليشيا الحوثي الإرهابية التي استهدفت تهميش العاصمة الجنوبية عدن، والتقليل من شأنها بعدما باتت تمثل عاصمة القرار السياسي.
حضور جديد للعاصمة ضد مخططات التهميش
من وزارة التخطيط إلى وزارة الاتصالات، أكد سياسيون على أن توجيه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في العاصمة عدن رسالة عاجلة لشركات الهاتف النقال العاملة في العاصمة اليمنية صنعاء، تحثها على نقل مقراتها الفنية والإدارية والمالية إلى العاصمة الجنوبية عدن، يحمل أهمية بالغة. خاطبت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الشركات بضرورة مراجعة الوزارة في عدن لاستكمال الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاعها والالتزام بنقل مقراتها بالكامل إلى العاصمة عدن. وحذرت الوزارة من اتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القانون وحسب قرارات الحكومة وتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة حال عدم الالتزام من قبل الشركات.
موقف قيادات جنوبية
في سياق متصل، قال رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، سالم ثابت العولقي، عن قرار نقل مقرات المنظمات الدولية لعدن: “استثمرت المنظمات الدولية لسنوات طويلة جداً في المجتمع المدني في صنعاء وأنفقت مليارات الدولارات في هذا الاتجاه، والنتيجة كانت صنعاء طائفية سلالية ظلامية ومخزون بشري يهتف ويساند هذا الجنون”. وأضاف: “ما حدث جدير بالدراسة والمراجعة”.
من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ فضل الجعدي، أن الخطوات التي اتخذتها وزارة النقل ووزارة الاتصالات بالإضافة إلى قرار البنك المركزي تعد خطوات هامة في مسار محاربة ميليشيا الحوثي بالطريقة الموجعة التي بدأت بها الميليشيات بمنع تصدير النفط وقصف موانئ التصدير. وأشار إلى ضرورة تنفيذ تلك الخطوات لردع الحوثي وإجباره على المضي في طريق السلام.
نقلة نوعية
أكد سياسيون جنوبيون أن تجديد دعوة الهيئة لكافة المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة لنقل مكاتبها إلى العاصمة عدن يعكس التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بتوفير البيئة المواتية والمناسبة لتقديم المساعدة الإنسانية والتنمية والدعم اللازم لجميع المواطنين وتيسير وصولها لمختلف المناطق. وأوضحوا أن هذه الخطوات تأتي في سياق تمكين العاصمة الجنوبية عدن، وهو بمثابة استجابة لتطلعات شعب الجنوب، والتأكيد على حضور العاصمة عدن فيما يخص نقل المؤسسات التي ستباشر مهامها من داخل العاصمة عدن، مما سيحدث نقلة نوعية في أدوارها الإنسانية.
واختتموا بأن هذه القرارات تعتبر تتويجاً لجهود المجلس الانتقالي الجنوبي الجبارة التي حققت نجاحات كبيرة في الفترة الماضية، ومن أبرزها التصدي لمؤامرات تهميش الجنوب وعرقلة حضوره على الساحة.