المكلا (حضارم اليوم) العربية
في خطوة شبيهة بتلك التي سبقت غزو أوكرانيا، بدأت روسيا فحص حدودها مع فنلندا وإستونيا بحثاً عن نقاط ضعف في الوقت الذي تضع فيه خطة طويلة المدى للاستيلاء على أجزاء من منطقة البلطيق بعد الحرب في أوكرانيا، وفق ما يشتبه به قادة الأمن الغربيون.
فقد أشعلت موسكو، في غضون أسبوع واحد فقط، نزاعات حدودية مع كل من الدولتين الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأصدرت مسودة اقتراح لمراجعة حدودها البحرية مع فنلندا وإزالة سلسلة من العوامات في المياه الإستونية المستخدمة لتحديد الحدود النهرية مع روسيا.
السيطرة على منطقة البلطيق:
جاءت هذه التحركات في أعقاب تحذير أطلقه وزير الدفاع السويدي ميكائيل بايدن الأسبوع الماضي، من أن فلاديمير بوتين يهدف في نهاية المطاف إلى السيطرة على منطقة البلطيق واستخدامها “كملعب” لـ”إرهاب” أعضاء الناتو.
السيطرة على البلطيق:
وقال إن بوتين لديه عينان على جزيرة غوتلاند في البلطيق، مشيراً إلى أنه في حال سيطرت روسيا على البحر وأغلقته، فسيكون لذلك تأثير هائل على السويد وجميع البلدان الأخرى المطلة على المنطقة.
فيما أفاد دبلوماسيون من دول البلطيق وخبراء أمنيون بأن الاستفزازات كانت جزءاً من استراتيجية أوسع من جانب موسكو لاختبار عزم الغرب وربما البحث عن نقاط ضعف لتوغل مستقبلي، وفق صحيفة “التلغراف”.
وفي 23 مايو/أيار المنصرم، أزال حرس الحدود الروسي العوامات العائمة في نهر نارفا بين إستونيا وروسيا، فيما وصفه جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بأنه جزء “غير مقبول” من “نمط أوسع من السلوك الاستفزازي”.
كذلك في الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة الدفاع الروسية مرسوماً ثم حذفته بسرعة بدا وكأنه يعدل الحدود البحرية حول خليج فنلندا وجيب كالينينغراد الروسي.
وقالت ليتوانيا إن هذه الخطوة كانت “استفزازا تصعيديا متعمدا ومستهدفا”.
بدوره أوضح كاي سوير، السفير الفنلندي في ألمانيا، أن انضمام فنلندا مؤخراً إلى الناتو كان عاملاً واضحاً في المناورات التي قامت بها روسيا.
وأضاف أنه “من الناحية العسكرية، لم يتغير تصورنا للتهديد، ولكن يبدو من الواضح تماماً أننا نواجه بعض الأنشطة الهجينة”.
كذلك قال إنه “من الواضح أنه مع انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، تغير الوضع الجيوسياسي في بحر البلطيق. أعتقد أيضاً أنه من المتوقع تماماً أن تتكيف روسيا مع هذا التغيير، لكن كيف سيظهر ذلك أقل وضوحا”.
“الأكثر هشاشة”
من جانبها بيّنت أليونا هليفكو، النائبة الأوكرانية السابقة والمديرة الإدارية لجمعية هنري جاكسون، وهي مؤسسة فكرية أمنية، أنها رأت أوجه تشابه مثيرة للقلق بين النزاع الأخير في منطقة البلطيق ومقدمة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت: “إنها كلها وسيلة للتحقيق لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تذهب (روسيا)، على الرغم من أنها لا تملك حالياً القدرة العسكرية اللازمة لخوض حرب فعلية مع دول البلطيق”.
كذلك أوضحت أن منطقة البلطيق كانت “الحدود الأكثر هشاشة لحلف شمال الأطلسي” ليس فقط لأنها كانت سهلة الاختراق، ولكن بسبب وجود “الشتات الروسي الذي يمكنهم تعبئته من خلال الدعاية الروسية والتلفزيون.. كان لدينا كل هذه العوامل في أوكرانيا”.
يشار إلى أن روسيا تقوم حالياً بإعادة تسليح قواتها في الوقت الذي تواصل فيه هجومها الأخير في شمال شرق أوكرانيا.
لكن الزعماء الغربيين، مثل بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، حذروا من أن إعادة تسليح موسكو قد تجعلها أيضًا مستعدة لمهاجمة إحدى دول الناتو في غضون السنوات الخمس إلى السبع المقبلة.