المكلا (حضارم اليوم) متابعات
قمة ولقاء جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال 10 سنوات.
رقم قياسي من القمم
واللقاءات خلال فترة قصيرة يبرز عمق العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة اليوم السبت في زيارة أخوية إلى مصر، تعد الثانية له منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان في مقدمة مستقبليه ــ لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار القاهرة الدولي ــ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبلقاء اليوم، يرتفع عدد القمم واللقاءات التي جمعت الزعيمين خلال 10 سنوات إلى 50 قمة ولقاء، بحسب إحصاء لـ”العين الإخبارية”، بينها 15 لقاء وقمة جمعتهما منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار 2022، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
وتتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الأخوية التاريخية المتنامية بين البلدين على مختلف الأصعدة.
دعم غزة
زيارة تحمل أهمية خاصة لأكثر من سبب، أولها أنها تتزامن مع إعلان قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتي عن تنفيذ عملية الإسقاط الجوي الثاني عشر للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة ضمن عملية طيور الخير”، بواسطة أطقم مشتركة تابعة للقوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة والقوات الجوية لجمهورية مصر العربية.
وتجسد “طيور الخير ” التي ستستمر لعدة أسابيع المستوى العالي من التنسيق الإماراتي المصري المشترك المتواصل لدعم سكان قطاع غزة، وتقديم المساعدات العاجلة لهم في مختلف مناطق القطاع.
ويأتي التعاون المتنام بين البلدين لدعم غزة ضمن ملفات عديدة لدعم الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وقبل يومين شاركت وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، في اجتماع سداسي على مستوى وزراء الخارجية والتعاون الدولي في عدة دول عربية، إضافة إلى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، لبحث جهود وقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة، وحتمية تحقيق وقف إطلاق النار، والنفاذ الكامل للمساعدات.
واستبق هذا الاجتماع، لقاء للمجموعة السباعية مع وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن خلال زيارته للقاهرة، في إطار جولة شرق أوسطية.
ويرتقب أن تتصدر الأوضاع بشأن غزة وسبل زياردة الدعم الإنساني ودعم جهود وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع مباحثات رئيس دولة الإمارات والرئيس المصري.
وكانت أحدث زيارة للرئيس الإماراتي إلى مصر 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لمشاركة في قمة القاهرة للسلام التي افتتحها الرئيس السيسي بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها لبحث جهود خفض التصعيد في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
دعم متواصل لمصر
والسبب الثاني الذي يجعل لتلك الزيارة أهمية خاصة أنها تأتي بعد نحو شهر من توقيع الحكومة المصرية يوم 23 فبراير/ شباط الماضي عقود أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية (شرق القاهرة)، مع الجانب الإماراتي، لتنمية منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي الغربي.
وجاء التوقيع تحت عنوان مصر والإمارات “شراكة من أجل التنمية -رأس الحكمة” لتطوير شبه الجزيرة المطلة على البحر المتوسط في شمال مصر وتنفيذ مشروعات أخرى.
وذكر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الاتفاق سيجلب لمصر استثمارات بقيمة 35 مليار دولار خلال الشهرين المقبلين.
وتحصل مصر على إيرادات بنسبة 35% من المشروع بشكل كامل، وفقًا لتصريحات رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي.
وبعد أيام من الإعلان عن توقيع الاتفاق وجه الرئيس المصري الشكر للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على دعمهم لبلاده.
وقال السيسي خلال حضوره فعاليات النسخة الخامسة من حفل “قادرون باختلاف” يوم 28 فبراير/ شباط الماضي :”أهل الإمارات حبايبنا.. والشيخ محمد بن زايد آل نهيان أخويا وحبيبي”.
وتحدث الرئيس السيسي، عن مشروع تطوير رأس الحكمة، خلال كلمته في الحفل ، قائلا: “لازم أوجه الشكر لأشقائنا في الإمارات، وعلى رأسهم أخويا رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”.
وأضاف: “عايز أقول لكم مش سهل أبدا إن حد (أحدًا) يحط (يضع) 35 مليار دولار في شهرين، مفيش (لا يوجد) في العالم كده (هذا).. وده (هذا) شكل من أشكال المساندة والوقوف والدعم بشكل واضح، والقرار اتاخد (تم) في ثانية ومن غير إحراج ولا أي حاجة (شيء).. أنا بسجل هنا موقف خاص بالإمارات في الموضوع ده (هذا)”.
موقف إماراتي تاريخي جديد يأتي من بين مواقف إماراتية عديدة مساندة لمصر وشعبها على مدار السنين يسجلها تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين بحروف من نور.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السيسي
القمة الـ 50
السبب الثالث أن القمة التي تجمع زعيمي البلدين تعد القمة الـ50 التي تجمع بينهما، وهو رقم قياسي يتوج علاقات الأخوة والمحبة بين البلدين.
ويرتقب أن تتصدر مباحثات الزعيمين سبل تعزيز العلاقات الثنائية وأبرز القضايا الإقليمية والدولية.
ولا تكد تمر فترة قصيرة إلا ويعقد قائدا البلدين قمما واجتماعات ومباحثات لتعزيز التعاون وبحث المستجدات وسبل مواجهة التحديات، وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم قضايا الأمة، حتى باتت شعوب المنطقة والعالم تترقب تلك القمم والاجتماعات وما سيسفر عنها من نتائج تسهم في الخير والازدهار والاستقرار للمنطقة.
وبلغ عدد القمم واللقاءات التي جمعت الزعيمين منذ وصول الرئيس السيسي للحكم في يونيو/حزيران 2014 نحو 50 قمة ولقاء، كان أحدثها مشاركته في الاحتفال بعيد الاتحاد الـ 52 الذي أقيم في مدينة إكسبو دبي 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك إلى جانب مشاركته في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”.
جاءت تلك المشاركة بعد نحو شهر، من مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس في أعمال “قمة القاهرة للسلام” التي افتتحها الرئيس السيسي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة.