الرئيسية / أراء وكتاب / هل بلغت شبوة رسالتها مقال محمد صالح عكاشة

هل بلغت شبوة رسالتها مقال محمد صالح عكاشة

منذو أكثر من ستين عام ورسالة شبوة طي النسيان ، بدأت صياغتها لمرحلة بالغة الحساسية للوصول إلى اللحظة الراهنة.. لم يفهم أحدا من الثورجيين القدامى هدف شبوة وأن معاناتها من معانات الجنوب أرضا وإنسان فظلت رسالتها طي النسيان ، لكنها تجاري الزمن لعل الظرف الزمني يهيئ لها الوقت لإيصال مضروف الرسالة…
وهاهي قد وصلت في حينها وكانت الوحدة المشئومة قد عجلت بوصولها ، فشكرا لحمام شبوة الزاجل الذي أوصل الرسالة في حينها…

شبوة كانت السباقة لهوية الجنوب العربي منذو أكثر من ثلاثة الف عام في عهد مملكة اوسان العظيمة، والرافضة لمشروع اليمنية ، لكن مشروع اليمننة جاء متدثرا تحت لحاف الهجرة اليمنية إلى عدن ثم الاستيطان ثم العمل النقابي الذي اشاع القومية ، وعلى اعتبار اليمننة من مشروع القومية العربية كانت الخديعة التي انطلت على ثوار الأمس ولم يتعظوا من الوحدة الفاشلة بين مصر وسوريا وأخذت تدغدغ مشاعر الجماهير ، وظللت أعين الجماهير غشاوة الانصياع الكامل للمهاجرين تحت لواء الإمام يحيى حميد الدين إذ لم تكن تعز تعزية فقد أصبحت متوكلية تجري في عروقهم الأمامية الزيدية ..
هذه الخديعة لم تنطلي على شبوة وانطلت على غيرها ، فهل نعتذر لشبوة أننا كنا خاطئين ؟ نعم كنا خاطئين ، بمنتهى الغباء أخرنا رسالتها السامية…

فالمعذرة ياشبوة العز والامجاد أخرنا رسالتك لكنها لم تتلاشى في فضاء اليمننة ولم تذوب في بحار القومية وظلت تقاوم الموج والاعاصير حتى وصلت ولم تصل حتى فهمناها…
كان الوقت متأخر لفهمها لكنها وصلت في وقتها وصارت طريقنا نحو المستقبل..
شبوة التي برز منها دعاة الهوية الأصلية الجنوب العربي وخاضت كفاح شديد لاثباتها ، لم تكن قد نامت تحت ظل اليمننة بل كانت نار تحت الرماد تدرك جيدا انه سيأتي يوما ماء لتخرج النار وتحرق الهوية الفاشلة التي أوصلتنا اليوم إلى الدرك السفلي من التخلف الإنساني حيث غفت الهوية فترة من الزمن واستيقضت أشد عنفوانا..

من لايدرك يسأل رابطة أبناء الجنوب العربي وقادتها الميامين هل عارضت تفويض المجلس الانتقالي الذي كشرت في وجهه كل القوى اليمنية وبعض القوى الجنوبية عن سذاجة وحمق ، لكن شبوة أدركت أن المجلس الانتقالي حامل شعلة الهوية الجنوبية فأيدت دون تردد ..

اليوم شبوة ونخبتها العظيمة تحيي الهوية الجنوبية من تحت الرماد في كل شبر من أرض شبوة وفي كل تصريح من قادة النخبة يؤكد أن شبوة جنوبية عربية ليس لها في اليمننة إلا السراب أغشا عيوننا فترة من الزمن ثم صحونا لنجعل الأجيال في وقت تتزود بقيم الحضارة الجنوبية العربية الأصيلة حيث هجر الناب عاصمة أوسان الجنوبية ومنبع الحضارات العربية المهاجرة…

لنا الفخر أن نستشف من عبق التاريخ أن شبوة عاصمة حضرموت التي بسطت ردائها لتغطي الرقعة الجغرافي الكبيرة المترامية الأطراف من خليج عمان وحتى باب المندب ومن ينكر شبوة كمركز لدولة عظيمة اسمها حضرموت فعليه أن يقرأ تاريخ العربية الجنوبية للمورخ محمد عباس ناجي والمؤرخ محمد علي لقمان وكتابات الهرم الشبواني علي الجفري والد الاستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس رابطة أبناء الجنوب العربي ..

عذرا شبوة دغدغت مشاعرنا سيل القومية المزيف حتى تهنا في خضم الصراعات ولم تتوهي وعدت إلينا بثوبنا العربي الأصيل الجنوب العربي ….

عدن ملك اوسان العربية الجنوبية وليست ملك سبأ إنما جاء السبئيون غزاة ازالوا دولة اوسان وعادت أشد قوة في عصر حمير من يافع ولحج وأبين ورثة اوسان ..
كلما ظهرت اليمننة بظلامها عادت لتموت تحت حوافر الهوية الجنوبية العربية وعمقها اوسان وشبوة وحضرموت…

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر

كتب / د. صدام عبدالله في كل عام في الثلاثين من نوفمبر، يحتفل شعبنا الجنوبي، …