المكلا (حضارم اليوم)صالح علي الدويل باراس
يروي محمد حسنين هيكل في كتابه “حرب الخليج ..اوهام القوة والنصر” عن مسرحية كانت تدور على خشبات مسرح لندن في اعقاب حرب 1973 وخلاصتها ان احد كبراء بريطانيا اراد من زوجته ان تساعد الاثرياء العرب للراااحة!! ، وبالفعل قامت بالمهمة لكنها صادفت احدهم يريد الرااااحة معها فعادت الى زوجها الذي رد عليها بقوله :
“اغمضي عينيك من اجل بريطانيا!!”
والاب الروحي لبريطانيا الحديثة “ونستون تشرشل” في معرض رده دفاعا عن هيئة الاذاعة البريطانية قال:
“انها لاتكذب ، لكنها لا تنقل الحقيقة”
وعدم نقل الحقيقة هو الكذب لا سواه!!!.
من يراهن على صحة ومهنية ومصداقية قناة BBC كمن يعتقد ان الدعارة بكل انواعها اخلاقا وسياسة واعلام فعل مشين في بريطانيا بينما الحقيقة انها “اغمضي عينيك ، من اجل بريطانيا !!” فكله بالثمن ليس المهم المصداقية ولا الاخلاق وما قامت به الBBC هو انها اغمضت عينيها بخلطة لاخلاقية وجدت لا اخلاقيين تبادلوا المتعة معها لتصفية حساباتهم سواء ضد الامارات العربية المتحدة او ضد المجلس الانتقالي ولم يتجراوا ان يعملوا تحقيقا كهذا عند الحوثي ولا في تعز ولا غيرها.
في الجنوب يُقتل الجنوبيون وقتلوا ، ويتوقعون من اعدائهم القتل وليس التلفيق واقتطاع الجمل وتوظيفها خارج سياقها كما فعلت بنت المقحفي في مقابلتها مع عيدروس الزبيدي ، لكن يكفي القيادة الجنوبية فخرا انها اجتثت الارهاب من عدن بينما رعاة الفلم اوجعهم ذلك فقد ارادوا ان يؤكدوا شعار الحوثي انه غزا الجنوب لمحاربة الدواعش!! ولولا الاصرار الجنوبي لكان مصيرها كمصير الموصل او الفلوجة او حلب ..الخ ولن يلتفت لها العالم لانها لم تجد من ابنائها من يجتث تلك المنظمات منها لكن رعاة الفلم اوجعهم ذلك!!.
لماذا لم يتساءل الفلم كيف ان جهة ما اشعرت الاخواني “انصاف مايو” وانقذته من التفجير !! لماذا الجهة الحريصة على عدن التي تملك المعلومات الدقيقة ما اشعرت محافظ عدن
اللواء جعفر محمد سعد!!؟
ام انها هي التي فجرته و”بساطها احمدي” مع تنظيم الدولة!!!
*هذه هي بريطانيا سياسةً واعلاماً بين.
“اغمضي عينيك ، من اجل بريطانيا”
و”انها لاتكذب لكنها لا تنقل الحقيقة”.
هي تجربة مؤلمة مهما كان الاقتطاع والتجزئة وعدم المصداقية فيها تجربة توجب ان نتعلم من اخطائنا