(حضارم اليوم) 4مايو / تقرير : علاء عادل حنش
برهنت الأيام القليلة الفائتة للجميع مَن الطرف الذي يمتلك زمام المبادرة، ولديه الحاضنة الشعبية، ويهمه أحوال المواطنين في الجنوب عامة وعدن خاصة، وتبيّن من هو الطرف الصادق مع شعبه، ويعمل بإخلاص وتفانٍ، فيما فُضح من هو الطرف الذي يسعى لتأجيج الصراع وإطالة أمده.
فها هو المجلس الانتقالي الجنوبي يخوض أشرس الحروب على صعد مختلفة ومن قبل عدة أعداء، ورغم تكالب الأعداء وتحالف الجميع (الحوثيون، الإصلاح، الشرعية) ضد الجنوب إلا أنهُ يحقق انتصارات عسكرية وسياسية وميدانية واجتماعية عظيمة.
تلك الانتصارات أعطت للشعب الجنوبي وللعالمين (العربي والدولي) تأكيدات على من هو الطرف الذي يسعى لإرساء الأمن في المنطقة من خلال كسر شوكة الحوثيين، والقضاء على الإرهاب.
مراقبون سياسيون اعتبروا أن “المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح الطرف الأفضل والأقوى على كافة الأصعدة، والرقم الأصعب الذي لا يستطيع أحد تجاوزه”.
وأشاروا، في أحاديث متفرقة مع “الأمناء”، إلى أن “المجلس الانتقالي أصبح في مواجهة أعداء كثر، فهو يواجه الحوثيين والأطراف التي تساندهم على الحدود الجنوبية الشمالية، ويلقنهم هزائم مُذلة، بالإضافة إلى أنهُ يخوض حربا سياسية كبيرة ضد حكومة الشرعية وحزب الإصلاح والحوثيين أيضًا”.
وقالوا إنه “بالإضافة إلى حرب الجبهات والحرب السياسية فالمجلس الانتقالي يسعى، بقدر الإمكان، إلى توفير الاحتياجات اللازمة للمواطنين، رغم أن ذلك من مهام حكومة الشرعية التي لم تقدم أي شيء يذكر”.
واختتم المراقبون السياسيون أحاديثهم بالتأكيد على أن كل تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى كافة الأصعدة تؤسس لدولة جنوبية متينة.
“الانتقالي” وتأمين حدود “الجنوب”
المعارك التي تدور رحاها في الحدود (الجنوبية – الشمالية)، وتحديدًا في محافظة الضالع، كشفت القوة العسكرية الجنوبية الهائلة، وأظهرت ملامح جيش جنوبي متكامل، بالإضافة إلى أنها كشفت الإصرار والعزيمة الجنوبية الكبيرة في إنهاء المعركة لصالح الجنوب، وتأمين الحدود.
وما يثبت نيه قوات المقاومة الجنوبية في تأمين الحدود إعلان القائد الأعلى لقوات المقاومة الجنوبية، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد/ عيدروس الزُبيدي عن الدفع بأربعة ألوية عسكرية جنوبية جديدة إلى مسرح العمليات العسكرية بالضالع لحسم المعركة في أقرب وقت.
مراقبون عسكريون أكدوا أنه “رغم التعداد السكاني الكبير للشمال إلا أن قوات المقاومة الجنوبية حققت انتصارات عظيمة، وأثبتت أن القوة ليست محصورة بعدد المقاتلين، بل بالقضية التي يؤمن بها المقاتل”.
وقالوا- في أحاديث متفرقة مع “الأمناء” – إن “المقاتل الجنوبي أثبت قوته وعنفوانه وشموخه، ولقن الحوثيين دروسًا رهيبة في فن القتال، وأن الانتصار يأتي بقوة إيمان المقاتل بقضيته وليس بالكم”.
وأضافوا “بعد أن فُجع الحوثيون بالشراسة التي يتحلى بها المقاتل الجنوبي لجؤوا إلى الزج بمرتزقة ومهاجرين أفارقة وأطفال، كي يحافظوا على ما تبقى من قواتهم”.
وأشاروا إلى أن “قيام المجلس الانتقالي الجنوبي بتزويد الألوية المنخرطة في مسرح العمليات العسكرية بالضالع بأحدث أنواع الأسلحة، إلى جانب دعم التحالف العربي اللوجستي، إعطاء دافع كبير للمقاتلين الجنوبيين، الأمر الذي يعجّل بحسم المعركة، وهزيمة الحوثيين”.
وأكدوا أنه “رغم انشغال الانتقالي الجنوبي بجبهات القتال، وبتأمين الحدود إلا أنهُ يخوض حربا سياسية شرسة من قبل أطراف لا تضمر للجنوب خيرًا”.
وتابعوا “رغم كل ذلك إلا أن الانتقالي الجنوبي يسير في المسار الصحيح، ويحقق نجاحات عسكرية وسياسية”.
الحوثيون ومُرّ الهزائم
الهزائم الكبيرة التي تلقاها الحوثيون من قبل قوات المقاومة الجنوبية في الحدود (الجنوبية – الشمالية) أجبرت قيادات الحوثي إلى الاعتراف بالهزيمة، وعدم قدرتهم على مواصلة مواجهة مقاتلين يتسابقون إلى الشهادة في سبيل الدفاع عن أراضيهم.
واعترف رئيس اللجان الشعبية للحوثيين محمد علي الحوثي بخسارة قواتهم في جبهات الضالع.
وألمح الحوثي، في منشور على صفحته في (الفيسبوك)، إلى أن قواته تكبدت خسائر فادحة في الضالع على يد قوات القوات الجنوبية.
وقال “إن قائد قوات التحالف العربي العميد راشد الغفلي هو من وقف عائقا أمام تقدمنا صوب عدن من خلال دعم القوات الجنوبية وتنظيم صفوفها وقدرته على القيادة وتحقيق النصر”.
تلك الهزائم المُرة التي تلقاها الحوثيون في الضالع جعلتهم يلجؤون إلى قصف مطار “أبها الدولي” السعودي، في محاولة لتناسب هزائم الضالع، ولفت أنظار أنصارهم عن الهزائم الشنيعة بالضالع.
وكان الحوثيون استهدفوا مطار “أبها الدولي” جنوبي السعودية بمقذوف أسفر عن سقوط إصابة 26 مدنيًا من المسافرين من جنسيات مختلفة بينهم 3 نساء (يمنية، هندية، سعودية) وطفلان سعوديان.
قوة “الانتقالي” واضْمِحْلال “الشرعية”
كل المؤشرات الراهنة تؤكد القوة الكبيرة التي أصبح يتمتع بها الانتقالي الجنوبي، وسيطرته الفعلية على الأرض عدا موارد الدولة التي تذهب إلى حكومة الشرعية التي أصبحت أيامها معدودات.
وما يثبت اضْمِحْلال “الشرعية” وقوة “الانتقالي” الحديث الذي قاله مدير مديرية المعلا فهد المشبق خلال اجتماع مجلس الوزراء وقيادة السلطة المحلية بعدن ومدراء المديريات وأعضاء المكتب التنفيذي في المديريات الأسبوع الماضي.
وقال المشبق، خلال الاجتماع: “أنتم تعقدوا اجتماعا لمناقشة ما سببته الأمطار من أضرار في وقت لم تدعم السلطة المحلية مديرية المعلا بريال واحد حتى نقوم بشفط الأمطار وفتح الشوارع”.
وأضاف: “لكننا تلقينا دعما من المجلس الانتقالي الجنوبي، وصرف لنا مليون وخمسمائة ألف ريال بناء على توجيهات من المجلس الانتقالي الجنوبي، الرئيس عيدروس الزبيدي، وتمكنا بهذا الدعم من التغلب على مياه الأمطار التي أغرقت معظم شوارع المديرية، بالإضافة إلى قيام الهلال الأحمر الإماراتي مشكورًا بعملية الشفط في كل مديريات المحافظة”.
وتابع: “خصصت السلطة المحلية لنا خمسمائة ألف ريال ولم نستلمها حتى اللحظة”.
وقالت مصادر مطلعة من داخل الاجتماع أن وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح قال إن “المجلس الانتقالي الجنوبي يستحق الشكر على هذا الدور الذي قام به”.
حرب الخدمات
في الجانب الخدمي، فالعاصمة الجنوبية عدن شهدت خلال اليومين الماضيين تدهورًا ملحوظًا في عدد من الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى أزمة مياه الأمطار التي غمرت أغلب شوارع المدينة بفعل هطول الأمطار الغزير.
وفي ظل تلك الأزمات لم تتحرك حكومة الشرعية، واكتفت بالصمت المطبق، الأمر الذي جعل قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي تقوم بالواجب تجاه المواطنين، وشكّل غرف عمليات وطوارئ في كل الأحياء بمديريات العاصمة عدن للتواصل المستمر وتفعيل دور اللجان المباشر بحياة وهموم السكان.
وقدمت لجنة الطوارئ بالمجلس الانتقالي الجنوبي دعمًا ماليًا لقيادة السلطة المحلية في عدد من المديريات عدن، بالإضافة إلى تكفلها بدفع قيمة إيجار “بوز” لشفط مياه الأمطار الراكدة في عدد من الأحياء بالمديريات.