حضارم اليوم /متابعات
بعدما قطعت روسيا التكهنات بشأن مصيره بعد غموض استمر لأسابيع، بتأكيد على إعفائه من منصبه، عاد الجنرال سيرغي سوروفيكين، ليثير الجدل مجددا.
لكن سوروفيكين، الذي يوصف أحيانا بـ”المجنون”، واشتهر بلقب “جنرال يوم القيامة” جراء “أساليبه الوحشية واستراتيجيته العسكرية الصارمة”، ظهر هذه المرة بعيدا عن روسيا وعن ساحات القتال، وتحديدا في مسجد بالجزائر.
سوروفيكين في مسجد
الزيارة كشف عنها الجامع الرئيسي القطب عبد الحميد بن باديس في وهران غربي الجزائر، الثلاثاء الماضي، لكنها ظلت خارج التغطية الإعلامية حتى تداولتها وسائل إعلام غربية وروسية خلال الساعات الماضية.
ونشرت الصفحة الرسمية للمسجد على “فيسبوك”، 20 صورة للزيارة، طالعتها “العين الإخبارية”، وأرفقتها زيارة بتعليق كتبت فيه: “وفد روسي رفيع المستوى إلى الجامع الرئيسي القطب عبد الحميد بن باديس”.
وأضافت “كان في استقبالهم مدير الشؤون الدينية والأوقاف وإمام الجامع الرئيسي – أبو عبد الله زبارـ حيث زاروا مرافق المسجد وأبدوا إعجابهم”.
وكشفت الصور عن ارتداء سوروفيكين زيا غير عسكري، لا يحمل أي شارات، ورغم ذلك رافقه خلال الزيارة ضباط روس يرتدون الزي العسكري.
وتبادل سوروفيكين مع إمام المسجد الهدايا، فيما ظهر الضباط المرافقون له وهم يحملون مصاحف كهدايا.
الظهور الثاني
وكان سوروفيكين، الذي شغل منصب قائد القوات الروسية في أوكرانيا، توارى عن الأنظار منذ ليلة تمرد صديقه يفغيني بريغوجين زعيم فاغنر، الذي لقي مصرعه رفقة فريقه إثر تحطم طائرته بروسيا.
لكنه ظهر في 5 سبتمبر/أيلول الجاري في صورة نشرتها صحفية “كسينيا سوبتشاك” الروسية، عبر تطبيق “تليغرام”.
وعلقت عليها قائلة: “الجنرال سيرغي سوروفيكين حي وبصحة جيدة في منزله مع عائلته في موسكو”.
من هو سوروفيكين؟
هو أحد القادة المخضرمين، في الكثير من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءا من الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، مرورا بالتدخل العسكري في سوريا، وصولا إلى العمليات في أوكرانيا.
وهو معروف أيضا لدوره في الانقلاب الفاشل ضد ميخائيل غورباتشوف عام 1991 الذي أذِن ببدء سقوط الاتحاد السوفياتي.
ولد سوروفيكين بسيبيريا، والتحق بالقوات المسلحة الروسية عام 1982، وتخرج في الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة، عام 2008، بالموازاة مع خدمته العسكرية الميدانية، كما أن له خبرة في قيادة العمليات العسكرية خارج حدود البلاد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013 شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الشرقية، وتدرج في مراتب الجيش الروسي.
وكان سوروفيكين، أوثق حلفاء فاغنر في وزارة الدفاع، حتى تمّ تعيينه في مايو/أيار 2022 وسيطا رسميا بين الجيش ومجموعة فاغنر في أعقاب اتهام بريغوجين للقيادة العسكرية بالإخفاق في تزويد مقاتليه بالذخيرة التي يحتاجونها للقتال في أوكرانيا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، عيّن سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا، في مهمة لم تدم سوى 3 أشهر، قبل أن يُعهد بقيادة هذه القوات إلى رئيس الأركان غيراسيموف.
وانسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تحت إمرته، فيما اعتبر انتكاسة عسكرية لموسكو.
وعلى أثر ذلك خطط لحملة قصف جوي وصاروخي خلال الخريف والشتاء على بنى تحتية أوكرانية، وبقي حاضرا حتى بعد إبعاده من منصبه رسميا.
وهو مدرج على قائمة العقوبات بالاتحاد الأوروبي منذ 23 فبراير/شباط 2022.