حضارم اليوم /متابعات
يبدو بأن ثمة ما يدور خلف الكواليس لاستكمال مخطط استهداف العاصمة عدن لإدخالها في أتون الفوضى والأزمات المتتالية، والتي لا تكاد المدينة تفيق من أزمة إلا وتتبعها أزمة أخرى أشد وقعًا من سابقتها، ولكن هذه المرة تشير المعطيات بأن الأزمة تأتي برعاية وإشراف رسمي من قبل مجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين عبدالملك.
ما الذي يعنيه صمت مجلس القيادة الرئاسي عن تنامي معاناة المواطنين جراء ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء لتصل إلى “20” ساعة في اليوم الواحد؟ سؤال يتردد بألسنة الكثيرين من أبناء العاصمة عدن الذين يتجرعون مرارة الألم والمعاناة وسط صيف ساخن وحالة صعبة لم تشهدها المدينة منذ عقود من الزمن.
بالأمس القريب وجه مجلس القيادة الرئاسي بمنع قيادة السلطة المحلية بالعاصمة عدن من التدخل في وقود الكهرباء، وألزم الحكومة بتوفير الوقود لمحطات الكهرباء بخبر رسمي، نشرته وكالة سبأ التابعة للشرعية، غير أن هذا القرار والتوجيه الرسمي بحسب مراقبون لم يكن سوى مجرد شماعة وحقنة تخدير لامتصاص غضب المواطنين ومحاولة لإعاقة أي تدخل لمحافظ العاصمة عدن لإنقاذ المواطنين من هذا الجحيم على قِرار تدخلاته السابقة وقيامه باستدانة قيمة الوقود على حساب قيادة المحافظة.
مع هذا التدهور المريع في خدمة الكهرباء ووصول معاناة المواطنين إلى حد لا يطاق، وفي ظل صمت قيادة المجلس الرئاسي على تنصل الحكومة عن القيام بواجبها بتوفير الوقود، تبرز العديد من التساؤلات عن سر هذا الصمت والمخطط الخبيث الذي يتم نسجه ضد العاصمة عدن وقيادتها وأبنائها برعاية ومباركة رسمية.
واعتبر مراقبون في تصريحات خاصة لـ”الأمناء” بأن صمت الرئاسي على فشل الحكومة بتوفير الوقود بأنه دليل على أن هناك أهدافا سياسية لإدخال عدن في أزمات وفوضى، وأن هناك من يحاول أن يصطاد في الماء العكر ويحمِّل المحافظ لملس تبعات أزمة الكهرباء ومحاولات التبرير لحكومة معين عبدالملك خوفًا من مغادرتها معاشيق، والسعي عبثا لإخفاء الحقيقة الواضحة عن ملامح المخطط القذر الذي لن يفلح ناسجوه ومدبروه، ولن تشفع لهم توسلاتهم من غضب الشعب الذي تحمَّل الكثير من خيانات تلك القوى الفاسدة وتآمرها، والتي تتلذذ بمعاناته وتحاول سرقة وسلب أبسط حقوقه.