المكلا (حضارم اليوم) درع الجنوب
عقب إنطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في مارس 2015، اعلن مباشرة عن بناء وفتح عشرات الجسور البحرية والجوية والبرية التي تدفقت من خلالها وبدون انقطاع قوافل الإمدادات والدعم والإسناد الإنسانية الغذائية والدوائية والإيوائية والخدمية التي اسهمت في الحد من وطأة الحصار الذي فرضته المليشيات الإرهابية الحوثية على الشعب الجنوبي ، على أمل إخضاعه وزعزعة صمود ابطال المقاومة الجنوبية وإشغالهم بالظرف المعيشي وبقوت ودواء اسرهم .
هذا الدعم و الإسناد الإنساني والخدمي الذي إطلعت به دولة الإمارات بدرجة رئيسية، لا سيما في الجنوب من خلال برنامج الهلال الأحمر الإماراتي ، عزز من إمكانية وقدرات الشعب الجنوب ومقاومته على الصمود والإستمرار و المقاومة , الى جانب الدعم والإسناد المادي واللوجستي العسكري، بل ان هذا الدعم والموقف شكل وبكل المعايير أحد اهم المتطلبات والشروط والعوامل الحاسمة في إنتقال المقاومة الجنوبية من الدفاع الى الهجوم وإجتراح الإنتصار تلو الإنتصار .
إن للحديث عن إسهام ودور الإمارات في الجانب الإنساني بل والخدمي في الجنوب أرقام خالدة في سجل وضمير ووجدان شعبنا الجنوبي وأجياله ، وهي في الوقت نفسه مادة حية متجددة في التناول الصحفي والبحثي في إعلامنا الوطني والعربي والدولي.
في هذا التقرير سنسرد جانبا من الدعم والدور الإماراتي والخدمي ومن مصادر ومراكز ابحاث دولية تعنى بالبحث الإستقصائي .
معهد “أميركان ميديا إنستيتيوت” الأمريكي، والمتخصص في التحقيقات الصحفية، أكد أن “المساعدات الإماراتية للجنوب واليمن شملت جميع قطاعات الدولة، ابتداءً من الغذاء، وصولًا إلى الصحة والتنمية والتعليم”، كما نشر المعهد الأمريكي خريطة تفصيلية للمساعدات الإماراتية ، ابتداءً من شهر نيسان/إبريل 2015 وحتى شهر مايو/أيار 2018، وقال إن “المساعدات جاءت كما يلي: القطاع التعليمي (39,5) مليون دولار، والخدمات الإجتماعية (133,9) مليون دولار، ومؤسسات المجتمع المدني (163,2) مليون دولار، وقطاع توليد الطاقة (287,2) مليون دولار، وبرامج المساعدات العامة (1,62) مليار دولار، ووسائل النقل والمواصلات (156,5) مليون دولار، وقطاع الصحة (209,8) مليون دولار، والمساعدات الغذائية (1,01) مليار دولار، والمساعدات الأخرى (56) مليون دولار”.
هذه الأرقام كانت إحصائية لثلاثة اعوام فقط ، بما يعني ان هناك ما يفوقها بكثير في الأعوام الخمسة التالية وحتى اليوم ، لا سيما وان الدعم الإنساني السخي لم يتوقف ، بل توسعت برامجه نحو تمويل مشاريع إنسانية إنمائية مستدامة كمشروع محطة كهرباء بالطاقة الشمسية وبقدرة 120 ميجا وات بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومن صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتعد المحطة التي من المتوقع بدء تشغيلها في غضون الاشهر القليلة القادمة ، اكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في بلادنا، بالإضافة إلى نزول فريق فني لشركة مصدر الإماراتية لمعاينة موقع إقامة محطة كهربائية بالطاقة الشمسية في عتق عاصمة محافظة شبوة والتي سوف تحقق جملة من الفوائد والنتائج الإيجابية في مجالي الكهرباء والطاقة، والبيئة، وكذلك تمويل دولة الامارات مشروع سد حسان ، وهو واحد من أهم المشاريع الإستراتيجية الزراعية، ستفيد سكان دلتا أبين ارضاً وانساناً بكثير من المنافع الإقتصادية خاصة أن أكثر من70%في الدلتا يشتغلون بالزراعة وما تخلقه من فرص عمل وتؤمن دخول في كل مراحل العملية الزراعية.
أينما كان الدور الإماراتي وجد الأمن والتنمية
حسب ما نشرته الأيادي البيضاء الإماراتية في تقريراً بمناسبة حلول الذكرى الأولى لرحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نيهان ، عن الأعمال الإنسانية والخدمية التي إطلعت بها مؤسسة خليفة بن زايد في محافظة سقطرى ، منها اربع محطات كهرباء في مختلف المديريات والمناطق النائية ” وزودت مؤسسة خليفة بن زايد الشوارع إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، إضافة إلى إنشائها محطتي توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في “حديبو” بقدرة 2.2 ميغا واط وفي ”قلنسية” بقدرة 800 كيلو وات، وتركيب محطات تعقيم خزانات المياه، وبناء خزانات جديدة بسعة 50 ألف لتر، وإمداد الآبار بمولدات كهربائية بالإضافة إلى حفر 48 بئراً ارتوازية وتركيب مضخات إستخراج المياه باستخدام الطاقة الشمسية.
صحيًا، شيدت الإمارات من خلال مؤسسة خليفة، العديد من المستشفيات والمرافق الطبية، أبرزها مستشفى خليفة الذي يُعد بمثابة مدينة طبية وليس مشفى عادياً، فضلاً عن نقل حالات حرجة للعلاج المجاني في المستشفيات الإماراتية والتكفل برعايتهم الكاملة مع مرافقيهم.
تنمويا، أعادت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان تشييد المطار الرئيسي لسقطرى وفقًا لأرقى المواصفات العالمية ليصبح قادرا على استقبال أي رحلات سياحية أو تجارية ومن أي دولة، مما جعله يتحول إلى بوابة للتنمية والسياحة في سقطرى.
يأتي ذلك إضافة إلى توسعة الميناء الرئيسي لاستقبال أكثر من 7 إلى 10 سفن كبيرة في آن واحد، بعد أن كان يستقبل سفينة واحدة فقط، إضافة إلى رصيف بحري بطول 90 متراً زيادة الغاطس لعمق أربعة أمتار ونصف للسماح برسو السفن الكبيرة.
في مجال التعليم، عملت مؤسسة خليفة، على إبتعاث أكثر من 80 طالباً لتلقي التعليم في العاصمة المصرية القاهرة سنوياً، و40 آخرين نصفهم إناث تحصلوا على منح في الجامعات الإماراتية، فضلاً عن تشييد العديد من المدارس التعليمية وإعادة ترميم 17 أخرى.
وشيدت مؤسسة خليفة بن زايد كلية تعليمية بكافة إمكانياتها ومعاهد متخصصة لتعليم اللغات في مديريتي حديبو وقلنسية، لأول مرة في سقطرى، فضلاً عن التكفل بدفع رواتب شهرية لأكثر من 250 معلمًا ومعلمة من التربويين المتقاعدين، بالإضافة للتعاقد مع قرابة 440 مدرسة على مستوى الجزيرة، واستقدام 17 مدرساً من مصر في التخصصات العلمية.
وتشير تقارير رسمية إلى أن إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة إلى جزيرة سقطرى بلغت منذ عام 2015 إلى 2021 أكثر من 110 ملايين دولار؛ منها مشاريع مستدامة كتشييد مدينة زايد 1 ومدينة زايد 2 في المنطقة الجنوبية من الجزيرة، وتشيد مدينة ومباني أخرى للأرامل في مدينة حديبو.