المكلا (حضارم اليوم) متابعات
تتسم مقابلات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، بالصدق والصراحة والشفافية المطلقة ، التي عود بها سيادته شعب الجنوب وحلفائه واصدقائه، سواء كانت هذه المقابلات مع دبلوماسيين او صحفيين ، وقنوات وصحف، محلية ودولية، او في مقابلاته لجهات الإختصاص في الداخل وكل ممثلي قطاعات شعب الجنوب العسكرية والمدنية وقواه ونخبه ومجتمعه المدني .
كما تثبت إجابات الرئيس القائد عيدروس الزّبيدي في كل المقابلات التي اجريت معه ،منذ ان كان في خنادق الجبهات وثغورها وحتى اليوم، وهو يخوض جبهة اخرى واسعة عابرة للحدود ، بأنه المدرك والواثق والمقتدر والمطلع على مفاصل القضايا الأساسية وتفاصيلها، وعلى كافة الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية وعلى الصعيد الإجتماعي، والخارجي بنسقيه الإقليمي والدولي .
في المقابلة الأخيرة مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، تمحورت اجابات الرئيس على – الجنوب اولاً – ، لينطلق وببعد نظر الى المواضيع الحيوية المتعلقة بالجنوب حاضره ومستقبله وإستحقاقاته المسقبلية واستراتيجية الشراكة المصيرية في اطار التحالف العربي، ومن ثم الوضع في اليمن والمنطقة .
نظراً لتقدير الوسيلة الإعلامية مكانة واهمية ضيفها وفي استعداد منها لإنتهاز الفرصة ، كانت الاسئلة التي وجهت لسيادته مركبة في كثير من الاحيان، وكانت اجاباته ، جملاً قصيرة لمعاني ومفاهيم وحقائق ورسائل كبيرة من حيث اهميتها ودلالاتها ووقع صداها في الداخل الجنوبي والإقليم، وصولًا الى المؤسسات الدولية وهيئاتها وطاولات صناع القرار الدولي.
الجنوب اولاً
عن مصير الجنوب ، وحتمية إستعادة وبناء دولته الفيدرالية الحديثة ، لم يتوقف الرئيس القائد في اجابته على اسئلة صحفية الجارديان البريطانية ، عند ضرورة تقديم تاريخ الجنوب، كدولة كانت لها علمها ونشيدها الخاص وعضويتها في الامم المتحدة، ولها إسهامها الرائد بالمنطقة في مكافحة التطرف وتأمين شرايين وعصب الملاحة والتجارة العالمية ، بل إنتقل من تاريخ الجنوب المهم بالنسبة لمعالجة القلق الدولي عن مصالحه وامن واستقرار منطقة حيوية تمثل مصدر ومنبع الطاقة العالمية ، الى ماهو مهم ان يقوله ويطرحه، في كبريات الصحف الغربية ، وهو حاضر الجنوب الذي عاد، وباتت مقوماته على الارض ،السياسية والعسكرية وكبيئة اجتماعية وخارطة جيوسياسية ، تلبي حاجة العالم الملحة والضرورية لحسم وتصفير قلقه من مخاطر عدة تهدد مستقبل أمنه الملاحي والتجاري ومصادر حاجته للطاقة وامداداتها ،ودون شك سيجد العالم بذات الحديث الهام في صدقه وحقائقه التاريخية والراهنة واهميتها في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين ، قاعدة ومنطلق حلول لواحدة من أهم قضايا العصر.
الواثق بأهمية ما يقول
من هذا التموضع القوي، خاطب الرئيس الزُبيدي الدول الأكثر تأثيراً في صناعة القرار العالمي وتأثرًا في إستمرار تطور المهددات والمخاطر العابرة للحدود ،كإرهاب الحركات الراديكالية المتطرفة وتنظيماتها الإرهابية، التي تمثل اليمن احد اخطر بؤرها ، وذلك في تأكيده مجدداً لصحيفة “الجارديان” أن على الغرب أن يقبل بالواقع الجديد الذي تشكّل على الأرض في اليمن، كما طالب بإعادة النظر في المحادثات المخطط لها حول مستقبل البلاد، وتشكيلها وفقاً للواقع الجديد الموجود على الأرض، ووضع قضية الجنوب في إطار خاص وبشكل منفصل في طليعة المحادثات.
لم يلجأ الرئيس القائد الى لغة الإبتزاز – نحن ومن بعدنا الطوفان – رغم ان الطوفان ماثل والجنوب وقواته المسلحة مصد وسياج تصدي، بل وقبل ان يأتيه رجع الصدى ، طمأن في سياق حديثه للصحيفة، الدول الغربية، بأن الممرات البحرية والموانئ وحقول النفط في الجنوب، ستكون آمنة في إطار الدولة الجنوبية، واكد على الإلتزام بجميع قواعد الأمم المتحدة والقانون الدولي”، لكنه وانطلاقاً من حرصه وتقديراً منه للمآلات ، حذر من أن البديل للجنوبيين في السيطرة على الممرات الإستراتيجية، ليس سوى مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
الجنوب ومقومات قوة مجلسه الانتقالي
كان الرئيس ، ايضاً ، موفقاً في طرح العالم امام قوة الجنوب كدولة وفي الرهان عليه كشريك ، قادر على الإسهام الفاعل في الحرب الدولية على الجريمة المنظمة العابرة للحدود منها الجريمة الإرهابية والقرصنة ، وذلك من خلال ، إستعراضه لقوة التنظيم المؤسسي والجماهيري والدفاعي والأمني ، للمجلس الانتقالي الجنوبي، ومن حيث تمثيله لكل الخارطة الإجتماعية الجنوبية، وحضوره كممثل وكيان سياسي لكل الجنوبيين على امتداد خارطة محافظات الجنوب الثمان ،منها العاصمة عدن ، وان سر صموده وقدرته على خوض حرب ضد المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية في آن واحد محققاً إنجازات وانتصارات تتجاوز اهميتها البعد الوطني الى الإقليمي والدولي .
تأتي من التلاحم الوطني الجنوبي شعباً وقوات مسلحة ومن خصائص وسجايا ثقافية وحضارية جُبل عليها شعب الجنوب، كالمدنية ونبذ التطرف والإستشعار الذاتي بالمسؤولية في تعزيز قيم السلام والإعتدال والانفتاح والحوار ، وبرهن سيادته على ذلك، في حديثه عن الحوار الوطني الجنوبي، وما تبعه من عملية هيكلة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعيين كلا من العميد أبو زرعة المحرمي، واللواء فرج البحسني عضوي مجلس القيادة الرئاسي، كنائبين لرئيس المجلس الانتقالي، موضحاً أن هذه الخطوة، لم تكن هدفها انتزاع السلطة، ولكنها كانت ضرورية لتعزيز تماسك الجنوب والإستعداد لأي هجمات للمليشيا الحوثية، التي تعزز صفوفها بشكل يومي، ويمكن أن تعاود شن هجماتها على الجنوب في أي وقت.
الحل المصيري والمعالجات الآنية
على صعيد الحلول وعلى رأسها الحل المصيري لقضية شعب الجنوب السياسية ، أكد الرئيس ، إستعداد المجلس الإنتقالي، لإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لإستفتاء شعب الجنوب على الاستقلال، والالتزام بما تقره القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة للإستفتاءات، وكذا التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب.
وفيما يتعلق بالمعالجات الآنية لمواضيع وملفات تمس حياة المواطن ومعيشته نظراً لتفاقم الأزمات الإقتصادية والخدمية ، قال الرئيس الزُبيدي ، إنه قد حان تغيير الحكومة الحالية، لأنها باتت عاجزة وغير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية المطلوبة للمواطنين.