حضارم اليوم / متابعات
لعبت قناة الجزيرة القطرية دوراً أساسياً في حرف بوصلة الإنسان العربي، واختطافه من هويته ضمن مخطط طويل الأمد يهدد سلامة تفكيره ويخرجه عن فطرته السليمة.
ودفعت قناة الجزيرة من خلال مكاتبها المنتشرة في الدول العربية والعالم منذ تدشينها قبل أكثر من 20 عاماً بسياسة إعلامية تحريضية تدور في فلك المخطط القطري لتفتيت الشعوب العربية والتدخل في قراراتها وتحديد مصيرها ما دفع
بعض الدول للرد بإغلاق مكاتب القناة فيها.
أوكار للمخابرات تحولت مكاتب قناة الجزيرة في الدول العربية إلى “أوكار للمخابرات” القطرية تصور وتؤرشف وتخزن في الدوحة، مزينة التحريض ومشجعة على العنف تحت عنوان “الربيع العربي”.
مع استمرار قناة الجزيرة بالتحريض على الشعوب وإشعال نار الكراهية بين مكونات المجتمعات، قرّر المجلس العسكري السوداني أخيراً إغلاق مكتب شبكة الجزيرة القطريّة في الخرطوم، وسحب تراخيص العمل لمراسلي وموظّفي القناة لتحريضها وتلفيقها أخبار تناهض مسار الإصلاح وخارطة الطريق للخروج بالسودان من محنته واتهم المجلس العسكري قناة الجزيرة بالعمل على تنفيذ أجندات “الإخوان المسلمين” لشق الصف وبث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد.
وهذه الخطوة التي لن تكون الأخيرة، هي بالتأكيد لم تكن الأولى أيضاً، فقط أغلقت مكاتب القناة، وتم طرد مراسليها من عدة عواصم عربية، فقد أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، في 2017 إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في المملكة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” وجاء قرار الإغلاق عقب قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا والمالديف، علاقاتها مع قطر، بسبب رعايتها لجماعات إرهابية، ودعمها لمخططات إيران في المنطقة.
وقامت الجمهورية المصرية بإغلاق مكاتب الجزيرة في الأعوام 2010 و2011 و2013 و2016 وأصدرت المحكمة الإدارية العليا في القاهرة “الإغلاق النهائي” لقنوات ومكاتب الجزيرة في مصر في 2017.
ولا يخفى على الجميع الدور التحريضي الذي لعبته قناة الجزيرة خلال الثورات المصرية وقتالها ببسالة إلى جانب تنظيم الإخوان الإرهابي.
وفي الأردن عمدت قناة الجزيرة إلى تأجيج الشارع خلال مظاهرات مطالبة بالإصلاح ما دفعه إلى إغلاق مكتب قناة الجزيرة في مناسبتين، الأولى في 2002 والثانية في 2017. وصرح وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني في ذلك الوقت لوكالة الأنباء الأردنية “بترا” قائلاً “هذا القرار أتى بعد دراسة أسباب الأزمة القائمة بين السعودية ومصر ودول أخرى من جهة ودولة قطر من جهة ثانية”. وأعلن المغرب في الأعوام 2010 و2013 و2017 إغلاق وسحب ترخيص عمل القناة “لانتهاكها قواعد العمل الصحفي” بحسب ما نقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، “ماب”.
بلطجة وكذب
تسمية الأشياء بغير مسمياتها ميزة في قناة الجزيرة القطرية، الإرهاب لديها بطولة، والتحريض ضد الجيوش في الدول العربية يبرره الغضب الشعبي ضد الأنظمة الحاكمة، وتصنيع رموز إرهابية وتلميعها إعلامياً يعني حرية الرأي والرأي الآخر، وتلفيق الإشاعات يعني “مصادر سرية” تأبى الجزيرة دائماً كشف هويتها.
هذه اللعبة الخطرة مارستها الجزيرة على مدى عقود وأدارها خبراء إسرائيليون وأمريكيون وفقاً لوثائق كثيرة، كان هدفها في السنين الأولى كسب ثقة الجمهور، لأن دورها اللاحق يفرض عليها في البدايات رفع سقف تغطياتها وتصعيد لغتها الإعلامية والظهور بصورة القناة المنحازة للشعوب في كل ظروفها.
مزاعم كاذبة وعلى الرغم من كل ما سبق زعمت قناة الجزيرة القطرية أخيراً أنها ما تزال تتصدر القنوات الاخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة، في وقت تؤكد فيه بعض الدراسات أنها فقدت أغلب مشاهديها في العالم العربي.
ونفت “فرانس برس” هذة النتائج المنسوبة إلى دراسة مشتركة لمعهدي استطلاعات إيبسوس وسيغما لتبين أن الدراسة جرت في 11 بلداً الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يجر أي استطلاع مشترك مع أي معهد آخر حول نسبة المشاهدة للقنوات العربية بحسب ما ذكرت صحيفة الوطن السعودية.
الجزيرة تدرك طبيعة دورها غير الإعلامي باعتبارها أداة للمشروع التوسعي القطري ومع بقاء سياساتها التحريرية أو تغيرها وسواء بقيت أو تم إغلاقها، هي وسيلة إعلامية متورط بلعبة الدم، أبطالها إعلاميون شركاء في حروب أمنية إقليمية ودولية، يتسترون بعناوين وشعارات كاذبة، ويحملون على كاهلهم وزر الشعوب الذبيحة نتيجة تنفيذهم مخطط الدوحة السري.
-المصدر “24”