حضارم اليوم /خاص
أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الجفري أنَّ هناك تحركات وصفها بـ”المريبة” لقوى معادية للجنوب وللجنوبيين، بدأت بالظهور مؤخرا في محافظة شبوة، تحاول زعزعة الأمن والاستقرار وإعادة العجلة إلى الوراء، وهو الأمر الذي ينبغي على الجميع التنبه لخطورته والوقوف صفًا واحدًا مع قيادة المحافظة وقوات العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة للتصدي لهذه التحركات.
وأكد الجفري في حوار قصير مع “الأمناء” بأن القيادة السياسية الجنوبية – ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي – تولي محافظة شبوة كل الاهتمام والرعاية، وتدرك تماما حقيقة ما يدور في شبوة وما تخطط له القوى المأزومة التي لا ترغب بأن يعم الأمن والاستقرار والتنمية في مديريات المحافظة كافة.
تحركات مريبة وخطيرة
وقال الأستاذ عبدالعزيز الجفري: “بالنسبة للتحركات الأخيرة في شبوة فهي بالطبع مريبة وخطيرة للغاية، ونعلم تمامًا خلفياتها، فهي تعبر عن رغبة أطراف يمنية بتقويض الاستقرار في المحافظة وإثارة القلاقل وتعكير السلم الأهلي، انظر إلى عودة الثارات والقتل بين الإخوة بعد أن تم إخمادها أثناء انتشار قوات النخبة الشبوانية وخلال مدة وجيزة، ولكن لم يرُق هذا الإنجاز لأعداء الجنوب”.
وأضاف قائلا: “بالتزامن مع ذلك فقد بدأت عمليات التنظيمات الإرهابية – كالقاعدة وداعش – بالظهور من خلال المسيرات والتفجير والمفخخات التي تستهدف قوات دفاع شبوة وتسفك دماء أبناء المحافظة بعد أن قطعنا أشواطًا كبيرةً وحققنا نجاحًا لا ينكره إلا جاحد أو فاقد للبصيرة في مكافحة الإرهاب، إلا أن الجهات الداعمة للإرهاب والفكر الإخواني الذي هو أساس ومنبع التطرف الديني في العالم لم يرُق لها هذه الإنجازات العظيمة فقررت تنفيذ مؤامرتها في القضاء على قوات النخبة الشبوانية وعودة الجرائم الإرهابية التي تستهدف الإنسان والوطن الجنوبي”.
تحركات سياسية مشبوهة
وأكد الجفري في سياق حديثه لـ”الأمناء” بأن عودة نشاط الجماعات الإرهابية جاء بالتزامن أيضا مع تحركات سياسية أخرى بدأت بالظهور في شبوة دون غيرها من المحافظات، وهي تحركات قال بأنها مفتعلة وبالمقابل مرصودة تحت مسمى أنشطة صيفية للمكتب الوطني للمقاومة.
وتساءل الجفري: “هل الأولوية لتحرير المناطق من قبضة الحوثي ورفد جبهات القتال بالمجهود والسلاح والمال أم لإقامة أنشطة ومراكز صيفية؟”.
وأرجع الجفري تنامي هذه التحركات مجتمعة في شبوة لتخفيف الضغط شرقًا، حيث تتجه إرادة أبناء حضرموت لإخراج المنطقة العسكرية الأولى من سيئون وتداعيات المكاسب التي حققتها القوات الجنوبية في ملاحقة الإرهاب في أبين وكل هذا يصب في قالب واحد وهو أن منظومة المصالح اليمنية تتمسك بكل الوسائل بما تتوهمه مناطق نفوذ تابعة لها”.
وأكد عبدالعزيز الجفري بأن الأوان قد فات على تلك القوى لتحقيق ما ترجوه وتحلم به في شبوة، مشيرا بأن أبناء شبوة كانوا ولا يزالون سباقين في مختلف ميادين النضال الجنوبي منذ بداية الثورة السلمية مرورا بالمقاومة الجنوبية والآن في مرحلة التأسيس لبناء الدولة الجنوبية القادمة بإذن الله تعالى.
موقف المجلس الانتقالي مما يدور
وفي رده عن سؤال “الأمناء” حول موقف رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي مما يدور في شبوة وعلاقة المجلس بقيادة السلطة المحلية بالمحافظة أكد الجفري بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يعتبر ما يدور استهدافًا مباشرًا للاستقرار وللأرض والإنسان في شبوة، مؤكدا بأن استهداف شبوة هو استهداف للجنوب ومشروعه التحرري في سبيل التحرير والاستقلال؛ لأن شبوة خاصرة الجنوب وقلبه النابض لما تشغله من موقع استراتيجي ولما تحتويه من ثروات طبيعية وإنسانية.
علاقة الانتقالي مع قيادة شبوة وقوات العمالقة وحدكول علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي مع قيادة السلطة المحلية وقوات العمالقة الجنوبية قال الجفري: “بخصوص التنسيق مع السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ الشيخ عوض بن محمد الوزير – حفظه الله – وفريقه في قيادة المحافظة، فهناك تنسيق وتعاون مشترك في سبيل نجاح قيادة السلطة المحلية في مهامها الكبيرة والتي ليست بالسهلة في خضم المؤامرات المحيطة والتي تحاك ضد البلاد، ونحن في قيادة المجلس الانتقالي نقف مع المحافظ والسلطة المحلية في مواجهة هذه التحديات؛ لأننا في لحظة مصيرية وقد تصدينا جميعا لكل محاولات التركيع والاستلاب وإعادة مراكز الاحتلال لتحكم وتتحكم، فشبوة أصبحت لأبنائها وهم الأحق بها وقدموا الغالي والنفيس في سبيل هذا الهدف، أما قوات العمالقة فهي قوات جنوبية أصيلة سطرت ملاحم عظيمة وأسهمت في طرد مليشيات الإخوان الإرهابية والحوثي الذي عاد في مناطق محدودة إبان سيطرة الإخوان على القرار وتحكمهم في شبوة، كما أن أبطال العمالقة لم يكونوا بمنأى عن الاستهداف فهم يتعرضون لعمليات جبانة بين الحين والآخر؛ لأن خصوم الجنوب يدركون أن قوات العمالقة قد قلبت المعادلة وأصبحوا هم في موقف صعب عسكريا وشعبيا”.
هؤلاء هم من يقفون خلف ما يحدث
وفي رده عن سؤال “الأمناء” حول الجهات التي تقف خلف محاولات إثارة الفوضى والاغتيالات قال الجفري: “ما يحدث تقف خلفه بعض القوى اليمنية التي لا تزال متمسكة بوحدة الفيد والغنيمة، والتي تريد الجنوب أرضًا من دون شعب، ولا ترى شبوة سوى من زاوية أطماعها وشراهتها في تقاسم ثرواتها وحرمان المحافظة من حقوقها المشروعة، كل هذه الأطراف تعمل بتنسيق واضح وضوح النهار سواء كان حوثيا أو إصلاحيا أو تحت لافتة القاعدة والإرهاب”.
وتساءل الجفري بالقول: “أين الشعارات التي تبجح بها إرهابيو الإخوان ومن يتبعهم من قاعدة وأخواتها في مواجهة المشروع الإيراني المذهبي؟ تفاجأنا بأنها تبخرت دفعة واحدة حين طرح المشروع الجنوبي بشكل جاد أمام الطاولة الدولية، وتحولت البوصلة بدل التوجه لتحرير بلادهم من الحوثي إلى محاولة غزو شبوة ثم الجنوب المحرر وأسموها معركة خيبر ونادوا بالجهاد ضد أبناء الجنوب”.
وختم عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي عبدالعزيز الحفري حديثه بتوجيه الشكر لصحيفة “الأمناء” قائلا: “أشكر صحيفة الأمناء وكل الإخوة القائمين عليها لإتاحة الفرصة واستضافتي في منبرهم الإعلامي الذي أصبح من أهم المنابر والوسائل الإعلامية في الجنوب”.