الرئيسية / تقارير واخبار / تقرير .. ما دلالات تفعيل “العسكرية الأولى” لوضعية الحرب؟

تقرير .. ما دلالات تفعيل “العسكرية الأولى” لوضعية الحرب؟

حضارم اليوم /متابعات

بات سيناريو تحالف ثلاثي الشر (حوثي – قاعدة – إخوان) لاستهداف حضرموت وسط حشود عسكرية وتحركات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، تشير بوضوح إلى قرب اشتعال فتيل المعركة.

وحشدت المنطقة الأولى قواتها فوق قمم الجبال باتجاه القطن والمكلا بعشرات الأطقم.

وتقول مصادر إن: “30 طقما اتجهت إلى فوق قمم الجبال باتجاه القطن والمكلا، مما يؤكد اقتراب حسم المعركة لتحرير وادي حضرموت”.

وأكدت المصادر أن “هناك اتفاقا بين المنطقة الأولى وتنظيم القاعدة بإشراف الإرهابيين خالد العرادة وباطرفي يرافقهم طيران مسير وصواريخ حوثية سوف تستخدم بالمعركة”.

تفجير الوضع

وبات الوضع مقلقًا للسكان، فالهدف من القوات الشمالية – اليمنية المعززة بعناصر إرهابية ودعم حوثي تفجير الوضع باتجاه عاصمة المحافظة، مديرية المكلا، والسيطرة عليها وعلى مطار الريان ونسف مبنى العمليات في المكلا.

وكذلك من الأهداف إطلاق طيران مسير حوثي باتجاه العاصمة عدن ولحج لتمرير الهدف وهو حرف الأنظار لتنفيذ ما يُخطط له باتجاه حضرموت.

وقالت المصادر إن هذه التحركات العسكرية السافرة هي رسالة تحدٍ للجنوب، تؤكد أن الوقت حان لرجال المقاومة الجنوبية وقبائل حضرموت لتطهير وادي محافظتهم من القوات الشمالية اليمنية الغازية.

حالة حرب

وأكدت ذات المصادر أن المنطقة العسكرية الأولى نشرت معداتها الثقيلة بل ووصل الأمر إلى استحداث نقاط عسكرية جديدة، فيما توصف هذه الحالة بأنها انتقال إلى وضع “حالة حرب”.

وقال الباحث السياسي خالد سلمان بأن المنطقة العسكرية تستطيع في لحظة حلاوة الروح، أن ترسل رسائل سياسية، وأن تمارس الترويع، مؤكدًا أن هذه المنطقة العسكرية عدائية منبوذة من الناس، وبالتالي محكوم عليها بالرحيل سلماً أو حرباً أو بإحلال قوة بديلة كحل وسط.

تفعيل المنطقة العسكرية الأولى وضع “حالة الحرب” له دلالات عدة مختلفة، فميليشيا الإخوان معززة بشقيقتها الحوثية تريد أن تبعث للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية ومجلس القيادة الرئاسي أنها باقية ولو “بسفك الدماء” خصوصًا بعد تزايد الحديث عن ضوء أخضر لإنهاء تواجدها، ولكن ما غفلت عنه الميليشيا اليمنية في الوادي أن أبناء حضرموت والجنوب فور حصولهم على ضوء من الرئيس الزُبيدي فإنهم سيمسحون المنطقة العسكرية الأولى الحوثية من خارطة المناطق العسكرية باليمن.

تقارب حوثي إخواني

ومن مصلحة الجنوب ‏الخلاص النهائي من مشروع الحوثي التوسعي الهيمني، ما يعني انتهاء مصالح حزب التجمع اليمني للإصلاح – الذراع الرئيسي لتنظيم الإخوان – الذي ظل وتحت يافطة الوحدة اليمنية يمتص ثروات الجنوب لمدة ثلاث عقود ونيف.

وفي نقطة ما من تسارع الأحداث واصطدام المشاريع، ونتيجة لكل ما سبق سيحدث تقاربًا حوثياً إخوانياً – أو قد حدث- وقوة ثالثة موارية تحلم باستعادة سلطة الاستبداد، وإن لم تفصح عن نفسها بعد.

في مقابل هذا الفرز يجب خلق اصطفاف بين مختلف مكونات الجنوب القوي القادر، وهو ما يسعى له المجلس الانتقالي الجنوبي فعليًا.

يجعل التقارب الإخواني الحوثي – عبر ميليشيا المنطقة العسكرية الأولى – اليمنيين يستمرون في خطيئة التاريخ التسعيني وتحديدًا 22 مايو، بحيث أن قوات المنطقة العسكرية- وهي قوات شمالية- تعيد التاريخ نفسه فتحاول قوى الشمال جعل نفسها ممراً آمناً للحشد ومحاولة غزو الجنوب مرةً ثانية، ولكن من لم يستوعب الدرس في 2015 فعليه انتظار الخسارة الساحقة على يد رجال جنوبيين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

ورقة أخيرة

وتشير تحركات المنطقة العسكرية الأولى إلى أن نهايتها باتت قاب قوسين أو أدنى، ومن عاش الوضع السياسي العسكري باليمن سيفهم ذلك.

الرئاسي اليمني الذي تحول نائبان منه إلى نواب لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “نائب الرئاسي” الرئيس عيدروس الزُبيدي، أعطى الضوء الأخضر بدحر المنطقة العسكرية الأولى، وعقد الدورة السادسة في المكلا وما تلاها من تحركات جادة لتوحيد حضرموت، كلها دلالات تشير الى أن “بداية النهاية” للميليشيا الشمالية في وادي حضرموت قد حانت.

وتهدف ميليشيا الحوثي إلى دعم المنطقة الأولى بكل الخبرات الحوثية، وذلك لأن أي زعزعة أمنية جنوبًا تخدم الحوثي شمالًا الذي يحاول جاهدًا زرع عناصر له في الجنوب، فأذرع الحوثي في حضرموت والمهرة متشعبة عبر قوات عسكرية ميليشاوية بعد أن خسر الجنوب كاملًا في عام 2015 وها هو اليوم نرى ملامح عودة وادي حضرموت إلى الحضن الجنوبي ثم سيليها عودة المهرة، ولإفشال أي مد حوثي وأي تقارب عدواني – سواء أكان مع الإخوان أم القاعدة- يجب التفكير بمقاربة مختلفة ومزيدًا من الضربات الموجعة، فمصلحة الجنوب وتحرير أراضيه هي مصلحة عليا.

شرعية جنوبية وجاهزية عسكرية

عسكريًا فالمجلس الانتقالي الجنوبي وحَّد حضرموت وقبائلها وقواتها العسكرية، ولديه نخبة حضرمية وقوات عمالقة أرعبت ودكت معاقل إرهابيي صنعاء؛ لذلك فإن أي معركة بوادي حضرموت محسومة تمامًا لصالحه فصاحب الأرض “يعرف شعابها” وعلى الغازي تدور دوائر الهزائم.

سياسيًا وكما قال الكاتب عبد الله ابن الوزير العولقي: “لن يحتاج الانتقالي لدعم المجتمع الدولي، الذي يتمسك برفض مبدأ الانفصال للحفاظ على سيادة ووحدة الدول، كما حدث في حالات كثيرة طالبت بفكرة الانفصال بطريقة أو أخرى”.

ويعتمد ‎الانتقالي لتثبيت مشروعه عبر استراتيجية القضم والتسلل الهيكلي للشرعية المعترف بها دوليا وبذلك قد يتمكن من تحقيق أهدافه حتى نسبيًا، بدون حاجة إلى اعتراف المجتمع الدولي، ولا حتى بإعلان بيان رقم واحد، مبدئيًا.

بالنظر للحالة اليمنية، نجد أن الحوثيين في الشمال هم القوة الحاكمة التي انقلبت على الثوابت الدستورية والوحدة الوطنية التي بنيت عليها الدولة القائمة (الجمهورية اليمنية) بنظامها وحدودها في ظل تخاذل النخب هناك والتماهي مع مشروعه.

بالمقابل، يسعى الانتقالي للسيطرة على غالبية الأرض في الجنوب وتمثيلها. يمكننا رؤية كيف أن القضم يلعب دورًا رئيسيًا في هذا السيناريو بداية باتفاق الرياض إلى نقل السلطة وانضمام عضوي المجلس الرئاسي للانتقالي مؤخرًا.

يتجاوز الانتقالي العقبات والصدامات المحتملة التي قد تنسف مشروعيته ويستغل الفراغ السياسي والموارد المتاحة في الجنوب بطريقة ذكية ومنهجية لتثبيت مشروعه.

يستند بإرادة جماهيرية وقوة عسكرية وفرقاء مشتتين، بالإضافة للتصدي لحوثنة وزيدنة الجنوب والمشروع التوسعي للحوثي المدعوم إيرانيا،‏ وكشريك فاعل لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

بهذه الدوافع يستطيع الانتقالي توظيفها لتحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه وتسويق قضيته داخليا وخارجيًا، وباختصار، فالانتقالي يخدمه الوضع ويستغله بشكل ذكي، ويحيد أي أطراف خارجية وداخلية من الانصدام معه، ولا ينتظر لمشروعية قانونية خارجية تمنحه الضوء الأخضر للاستمرار بنشاطاته وتحركاته، ويحقق أهدافه بطرق مبتكرة غير تقليدية.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: إعادة الإعمار في غزة قد تستغرق 80 عاما

المكلا (حضارم اليوم) خاص أفاد تقرير أصدرته الأمم المتحدة اليوم الخميس بأن إعادة بناء المنازل …