المكلا (حضارم اليوم ) كتبه/ د. عيدروس نصر
تعود قوات العمالقة الجنوبية مرة أخرى إلى مديرية حريب بمحافظة مارب، للمواجهة مع مليشيات الجماعة الحوثية، التي تعلن الشيء وتفعل نقيضه، إذ يردد إعلاميوها التمسك بالهدنة لكنها تقوم بالتجييش على العديد من الجبهات في الضالع وفي حريب الشمالية التي كانت قد حررتها قوات العمالقة الجنوبية منذ أكثر من عام.
نعم عادت المواجهة بين قوات العمالقة الجنوبية وبين قوات المليشيات الحوثية، وتقول الانباء أن خسائر هائلة وهزائم كبيرة تتعرض لها قوات الحوثيين.
ومع إنني لست ميًّالاً إلى التفاخر بالانتصارات على الضحايا المخدوعين، أو التباهي بالخسائر البشرية، لكن بالنظر إلى الجرائم التي ارتكبتها جماعة الحوثي منذ انقلابها في العام ٢٠١٥م في عدن وأبين ولحج وفي عتق وعسيلان، فضلا عما ترتكبه من جرائم في صنعاء وإب وتعز والحديدة وعتمة وحجور وبقية مناطق الشمال، فإننا نستطيع استخلاص العبر والدروس من المآسي المرة التي تصنعها الحروب، لكن من أين للقتلة والمجرمين أن يستوعبون هذا.
المواجهة بين قوات الحوثيين والوية العمالقة الجنوبية ربما تدخل في إطار محاولة الجماعة الحوثية تعزيز مكاسبها الميدانية وتعزيز موقفها التفاوضي على طريق التسوية المزمع إنجازها بين الحوثيين والسعودية بعد أن تبخَّر ما سمي (بالجيش الوطني) ولم نعد نسمع له صوت ولا خبر ولم يعد يطلق حتى طلقة رصاص تدريبية، . . . وفي ظل سبات مجلس القيادة الرئاسي وانتقاله إلى موقع المتفرج المحايد المؤدب الذي لا يزعج الآخرين بصوت أو كلمة ولو حتى من باب الصراخ والأنين
من أطرف المواقف عند الحديث عن معركة حريب، ما جرى منذ أيام من حديث بين صديقين سياسيين من أبناء الشمال كان أحدهم يتحدث بإيجابية عن ألوية العمالقة ودورها في العام المنصرم في تحرير مديريات بيحان الجنوبية الثلاث ومديرية حريب الشمالية التابعة لمحافظة مأرب وكذا ما تؤديه من دور مشرف في ردع الجماعة الحوثية من محاولة إعادة احتلال حريب، بينما كان الصديق الآخر يتحدث بغضب عن توقف قوات العمالقة عند ما أسماها الحدود الشطرية.
لم يتحدث الزميل (الغاضب) عن (الجيش الوطني) وغيابه عن المشهد، ولا عن تخليه عن حوالي ثلث مساحة الجمهورية العربية اليمنية (السابقة) من شرق محافظة صنعاء إلى محافظتي مأرب والجوف ونصف محافظة البيضاء، وتسليم هذه المساحات الواسعة للحوثيين في أقل من شهر ، أقول لم يتحدث الزميل عن كل هذا بل راح يندد بعدم قيام قوات العمالقة الجنوبية بتحرير المحافظات الأربع الشمالية من سيطرة قوات الحوثي الشمالية.
موقف الزميل هذا ذكرني بتلك الطرفة الشعبية التي تقول بأن أحد (الرجال الناقصين) كان بصحبة بعض النسوة في جمع الحطب أو جلب المياه عندما واجهن افعى كبيرة قال:
لو كان معنا رجل كان سيقتل لنا الافعى.
تحية من الأعماق لألوية العمالقة الجنوبية وكل من يؤازرها من أبناء القبائل الشمالية في حريب وغيرها من المناطق ممن لا يتاجرون بقضيتهم ولا يتخاذلون في الدفاع عن أرضهم وحريتهم وكرامتهم.
ولا عزاء للمتخاذلين وتجار المواقف والسياسات