حضارم اليوم /متابعات
لا تقتصر المآسي التي خلقتها ممارسات الحوثي في اليمن على الأوضاع الإنسانية فقط، بل امتدت إلى البيئة التي تتعرض لعملية دمار غير مسبوقة، خاصة في ما يتصل بالغطاء النباتي، حيث أصبح بيع الحطب وسيلة لمواجهة الفقر المتزايد، سواء لتشغيل الأفران في المدن الرئيسة أو في الطبخ لدى سكان الأرياف نتيجة ارتفاع أسعار الوقود وندرته بسبب احتكار ميليشيا الحوثي تجارته وبيعه.
ولأن 70 % من السكان يعيشون في الأرياف، فإن حالة الفقر الشديد التي يعيشها السكان هناك، وارتفاع أسعار الغاز المنزلي إلى ثلاثة أضعاف وندرته بالذات في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، إلى جانب تكاليف نقله بسبب وعورة الطرقات، جعلهم يعودون لقطع الأشجار لاستخدامها في عملية الطبخ، بعد أن كانت تراجعت خلال العقود الثلاثة الأخيرة عملية الاحتطاب الجائر بسبب توفر غاز الطبخ ورخص أسعاره، حيث كان سعر الأسطوانة 1200 ريال، لكن سعرها اليوم يصل إلى عشرة آلاف ريال.
وأكد تقرير حديث للأمم المتحدة أن ميليشيا الحوثي تختلق عمداً أزمات وقود متواصلة حتى يتسنى لها رفع أسعاره. وفي المقابل فإن الكثير من مخابز المدن لجأت إلى استعمال الحطب بدلاً عن الديزل بسبب ذلك، وفق ما يقوله علي محمد، أحد ملاك المخابز في صنعاء والذي يورد سبباً آخر لاستخدام الحطب، ويقول إن ارتفاع سعر الطحين وإصرار مندوبي الميليشيا على تحديد سعر الرغيف شكل عاملاً إضافياً حيث يسعى ملاك المخابز لتقليل كلفة الإنتاج.
ويقول عبد الرحمن إن كل الأفران في أنحاء صنعاء تتكوم عند بوابتها كميات كبيرة من الحطب، فيما تظهر البيانات الرسمية أن في مدينة صنعاء وحدها 700 فرن ويقدر احتياجها من الحطب سنوياً حوالي17 ألف وخمسمئة طن، حيث ينعكس ارتفاع سعر الغاز المنزلي وانعدامه، على سعر الحطب وزيادة الطلب عليه، كما أن الفحم أصبح مصدر دخل مهماً لكثير من الأسر في الأرياف، حيث يبلغ سعر جوال عشرة كيلو، 10 آلاف ريال فيما يصل بعض الأنواع الجيدة إلى 13 ألفاً.