حضارم اليوم /متابعات
في أول هجوم من نوعه هذا العام، أودت غارة شنتها طائرة بدون طيار، يرجح أنها أمريكية، بحياة مسئول في تنظيم القاعدة الإرهابي مع اثنين من مرافقيه في مأرب شرقي اليمن والخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد أودت الغارة التي استهدفت سيارة في منطقة “الصمدة”، بوادي عبيدة، إلى مقتل مسؤول صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات في تنظيم القاعدة “حسان الحضرمي”، واثنين من مرافقيه.
وتعيد هذه الغارة تسليط الضوء على العلاقة المشبوهة بين التنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان في اليمن، خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ اندلاع الحرب في مارس 2015م، إلى وضع باتت معه العلاقة بين الطرفين أشبه بتحالف متين.
فخلال سنوات الحرب تحولت المناطق المحررة من قبضة مليشيات الحوثي إلى قبضة تشكيلات عسكرية وأمنية مسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان، لمعاقل للتنظيمات الإرهابية تحظى فيها بحرية كاملة في التحرك والتنقل والنشاط.
ورغم محاولات جماعة الإخوان نفي هذه العلاقة المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية، إلا أن تكرار الغارات الأمريكية التي تستهدف قيادات هذه التنظيمات في مناطق سيطرة الجماعة، يصعب من مهمتها في ذلك.
وخلال السنوات الماضية حصدت غارات للطائرات الأمريكية المسيرة في مناطق سيطرة الإخوان رؤوس قيادات بارزة في تنظيم القاعدة الذي يطلق على نفسه “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” والذي تصنفه أمريكا بأنه أحد أخطر فروع القاعدة في العالم.
حيث لقي زعيم التنظيم قاسم الريمي مصرعه بغارة أمريكية في مأرب في يناير 2020م، في مؤشر على مدى قوة العلاقة بين التنظيم وجماعة الإخوان، بتوفير الملاذ الآمن لقيادات القاعدة في مناطق سيطرة الإخوان، مقابل أن يتفرغ الأول لمواجهة خصوم الأخير.
ومثلت محافظة أبين أنصع مثال على ذلك، حيث تشهد اليوم حرباً مفتوحة بين القوات الجنوبية وعناصر التنظيمات الإرهابية، بعد أن ظلت هذه العناصر لثلاث سنوات متواجدة في مناطق سيطرة القوات المحسوبة على الإخوان دون أي اعتراض أو صدام بين الطرفين.
ورغم كثرة الشواهد والحقائق التي تؤكد هذه العلاقة المشبوهة، إلا أن محاولات جماعة الإخوان لنفيها لا تزال مستمرة، بل إنها تلجأ أحياناً إلى الزعم بأنها ضحية من ضحايا الإرهاب، كان آخرها ما نشره خلال الأيام الماضية الموقع الرسمي للذراع السياسي في اليمن “حزب الإصلاح”.
حيث نشر موقع “الإصلاح نت” ملفاً مطولاً على مدى 4 حلقات عن “الاغتيالات السياسية”، مؤكداً أن حزب الإصلاح “في مرمى جماعات العنف والإرهاب”، من خلال قائمة بحوادث الاغتيالات التي تعرض لها عناصر الحزب خلال السنوات الماضية، في مناطق جماعة الحوثي ومناطق سيطرة خصوم الحزب كالانتقالي.
وبعيداً عن مناقشة هذه الحوادث وخلفياتها، إلا أنها لا تخرج عن إطارها السياسي أو الجنائي، مع الإشارة إلى أن بعضها في مناطق سيطرة حزب الإصلاح كتعز، ولم يثبت أيضاً تبني تنظيم القاعدة أو تنظيم إرهابي لأي من هذه العمليات، وهو ما يجعل منها محاولة يائسة من قبل الإخوان باستغلال دماء عناصرهم للتغطية على العلاقة المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية.