الرئيسية / تقارير واخبار / تحليل خاص يسرد ثمار سهام الشرق وسهام الجنوب

تحليل خاص يسرد ثمار سهام الشرق وسهام الجنوب

المكلا(حضارم اليوم ) تحليل/ العميد الركن: ثابت حسين صالح/متابعات

لماذا كانت “سهام الجنوب” أكثر دقة؟

ما المراحل التكتيكية لتخليص أبين والجنوب من أخطر معاقل القاعدة في الجزيرة العربية؟

معاقل جبلية أطلقت أولى أجيال التنظيم بالتسعينيات برعاية نظام صنعاء وشركائه

استطاعت قوات الجنوب المسلحة تأمين أكثر من (12 ألف كيلو) بأبين

في هذا التحليل، نحاول تسليط الضوء على ثمار عملية “سهام الشرق” و”سهام الجنوب” ومراحلهما التكتيكية لتخليص محافظة أبين خاصة والجنوب عامة من أخطر وأكبر معاقل تنظيم القاعدة في اليمن وفي شبه الجزيرة العربية وشكلت لعقود منطلقا للإرهابيين.

رغم الأرض الوعرة وتكويناتها المعقدة، إلا أن عملية “سهام الشرق” نجحت في توجيه ضربات موجعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي ظل لعقود ينهش جسد محافظة أبين الجنوبية العربية.

فهذه المعاقل الجبلية انطلقت منها أولى أجيال تنظيم القاعدة في تسعينيات القرن الماضي “الأفغان العرب” برعاية ودعم من نظام صنعاء وشركائه الإقليميين والدوليين.

انطلقت العملية العسكرية “سهام الشرق” في 23 أغسطس، بمشاركة قوات الحزام الأمني وشرطة ومحور أبين والمقاومة الجنوبية لتتمكن خلال 4 مراحل من الانتشار والسيطرة على مناطق ومعسكرات رئيسية في 6 مديريات: خنفر، وأحور، ولودر، والوضيع، ومودية، والمحفد.

وخلال شهرين فقط من انطلاق العملية العسكرية، استطاعت القوات المسلحة الجنوبية، تأمين 12 ألف و615 كيلومتر مربع وذلك من المساحة الإجمالية لمحافظة أبين البالغة نحو 15 ألف كيلومتر مربع.

المرحلة الأولى: مساء يوم 23 أغسطس / أيار 2022، أعلنت القوات المسلحة الجنوبية انطلاق عملية “سهام الشرق” واستهدفت مرحلتها الأولى توحيد القوات العسكرية والأمنية في المقاومة الجنوبية والحزام الأمني وشرطة ومحور أبين.

وتمكنت هذه القوات خلال وقت قياسي من فرض السيطرة الأمنية ومكافحة الإرهاب في المناطق المحيطة بـ”العرقوب” وحتى مناطق “الخضر” في إطار مديرية خنفر وصولا إلى مديرية أحور، كبرى مديريات محافظة أبين الساحلية.

وركزت القوات المسلحة الجنوبية خلال هذه المرحلة على تصفية أوكار العناصر الإرهابية والسيطرة على عدد من المخازن والأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصالات لا سيما في أودية “الخضر”؛ أحد أوكار تنظيم القاعدة.

كما بدأت في مواجهة مباشرة مع عناصر تنظيم القاعدة في الخط الساحلي في أحور والتوجه صوب أولى معسكرات التنظيم في وادي موجان بالمديرية وهو من المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وفي أول رد على “سهام الشرق”، شنّ تنظيم القاعدة الإرهابي بواسطة 8 عناصر انتحارية، هجوما مباغتا على حاجز أمني لقوات الحزام الأمني في مديرية أحور الساحلية في 6 سبتمبر الماضي، ما خلف 21 قتيلا و18 مصاب من القوات المسلحة الجنوبية.

المرحلتان الثانية والثالثة

وخلافا لتوقعات القاعدة، زاد الهجوم الإرهابي القوات المسلحة الجنوبية إصرارا على استئصال سرطان التنظيم والتي أطلقت خلال وقت قياسي من الهجوم، المرحلة الثانية من عملية “سهام الشرق”.

واستهدفت هذه المرحلة التكتيكية مديريتي “الوضيع” و”لودر” وتوجت بالفعل بفرض السيطرة الكاملة على معسكر “عكد” في لودر ومعسكر “السرى” بين شقرة ومودية. كما أمنت “مفرق الوضيع” و”عزان” و”وادي النسيل”.

وفي المرحلة الثالثة، زحفت القوات المسلحة الجنوبية صوب مديرية مودية، لتأمين “آل باقيناش” والمدارة” ثم تطويق أكبر معاقل تنظيم القاعدة الإرهابي المتمثل بـ”وادي عومران”، والذي يوصف بأنه “تورا بورا اليمن”.

في هذه المرحلة، دافع تنظيم القاعدة باستماتة كبيرة عن معقله، حيث لجأ لتفخيخ الوديان والطرقات وشن في يوم 12 سبتمبر، نحو 4 عمليات تفجير إرهابية بالعبوات الناسفة.

عملية السيطرة على وادي “عوامران” شرق مودية، انطلقت تحت غطاء ناري مكثف من المحورين الشمالي والجنوبي بعد إحكام سيطرة القوات على بلدتي “شعب شقير” و”الحميمة”.

وفي يوم 18 سبتمبر، أعلنت القوات المسلحة الجنوبية رسميا السيطرة على معسكرين للقاعدة بـ “وادي عومران”، قبل توقف العملية لأيام لإغلاق المنافذ الحدودية مع المحافظات لا سيما محافظة البيضاء الشمالية.

في 24 سبتمبر 2022، بدأت القوات المسلحة الجنوبية المرحلة الرابعة من عملية “سهام الشرق” واستهدفت تحرير مديرية المحفد شمالي المحافظة المطلة على البحر العربي.

وتوجت هذه المرحلة بتأمين كافة مناطق ومعسكرات مديرية المحفد بما فيه إحكام السيطرة التامة على “وادي الخيالة” و”وادي ضيقة” والانتشار والتموضع في السلسلة الجبلية الممتدة الواصلة لحدود محافظة شبوة.

سهام الجنوب

وانطلقت عملية “سهام الجنوب” في شبوة بعد نحو أيام من انطلاق سهام الشرق وتحديدا في 10 سبتمبر2022م، وحققت خلال مرحلتها الأولى التي استمرت يومين فقط العديد من الأهداف في المحافظة.

عملية “سهام الجنوب” كانت أكثر دقة وتمتعت بخطة مدروسة نجحت خلالها في استئصال أوكار القاعدة في وادي “سرع” و”الطفه” و”مذاب” في المصينعة بمحافظة شبوة خلال وقت قياسي.

حذرنا في تصريح سابق لـ”العين الإخبارية”، بعد انتهاء عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب “أن السيطرة المعلنة للقوات المسلحة الجنوبية لا تكفي وأنه لابد من ملاحقة هذه العناصر الإرهابية، والقضاء عليها وشل قدرتها على معاودة الهجوم، لأن القاعدة العسكرية العامة في الجيش والحروب تقول أن الأهم من السيطرة على الأرض، هو الحفاظ على هذه الأرض وتأمينها تأمينا كاملا من كل النواحي”.

وبالفعل عمل تنظيم القاعدة الإرهابي بعد التقاط أنفاسه على شن حرب أطلق عليها “حرب العبوات لناسفة” ضد القوات المسلحة الجنوبية، وذلك بعدما شلت قدراته في شبوة وأبين خلال الشهور الماضية.

حيث صعّد تنظيم القاعدة خلال شهر ديسمبر المنصرم من هجماته بالعبوات الناسفة، ونفذ 3 هجمات إرهابية استهدفت قوة دفاع شبوة، والحزام الأمني، وشرطة محور أبين، وهي قوات لعبت دورا محوريا في دك معاقله منذ أغسطس/آب الماضي.

وخلفت هذه الهجمات الإرهابية 11 شهيدا وجريحا بصفوف القوات الجنوبية.

لذلك كان على القوات المسلحة الجنوبية أن تبدأ مرحلة جديدة أعلن عنها في مطلع العام الجديد 2023م، ينتظر أن تكون هي الحاسمة لتخليص محافظة أبين خاصة والجنوب عامة من جرائم الإرهاب القاعدي وأعوانه.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

حملة تفتيش على مخازن الغذاء في خورمكسر

عدن (حضارم اليوم) خاص شنت السلطة المحلية في مديرية خورمكسر، بالعاصمة عدن، يوم الأحد، حملة …