المكلا (حضارم اليوم ) متابعات
استغلت مواقع محسوبة على الإخوان المسلمين وقطر نقاشا في البرنامج ذائع الصيت “أمير الشعراء” حول رسم الهمزة لشن حملة على رئيس لجنة التحكيم علي بن تميم وعلى الإمارات، في موقف يوحي بأن التهدئة التي حصلت في الأشهر الماضية لم تكن التزاما بالمصالحة بين قطر وشركائها الخليجيين، ولكن هدنة ظرفية تنتظر الحملات المغرضة انتهاءها لتعاود الظهور.
وأثارت الحملة استغرابا واضحا ليس فقط في الإمارات، ولكن لدى متابعي البرنامج وأنصاره من الشعراء الذين شاركوا في دورات سابقة أو الذين يستعدون للمشاركة بقصائد جديدة.
وانطلقت القصة من جدل بسيط حول رسم الهمزة في بيت تضمنته قصيدة لشاعر شاب ليبي اسمه عبدالسلام أبوحجر.
يقول أبوحجر “ويعجبني في الذكريات سخاؤُها إذا شحت الأوقات في الذهن تغدقُ”.
وفيما قرأ الشاعر الهمزة بصيغة الرفع، قال علي بن تميم إنها منصوبة، وقال عضو آخر من لجنة البرنامج إنها مجرورة، وجرى جدل لغوي داخل اللجنة حول الصيغة الأصح.
بعد ذلك، قال علي بن تميم إنه أراد امتحان الشاعر وقدراته اللغوية بتغيير الشكل من الرفع إلى النصب، وأن الأمر ليس لحنا ولا تعسّفا على اللغة. علما أن علي بن تميم حاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية، والدكتوراه في النقد الأدبي.
وأضاف “نحن في مسابقة والطبيعي امتحان قدرات الشاعر بأسئلة مختلفة. وما طلبناه منه لون من اختبار الأعصاب بعد إجازته للتثبت، فالمسابقة هي امتحان لقدرات المتسابقين ويبدو أنها نجحت في أن تكون امتحاناً لاختبار قدرات المتعالمين”.
لكن توضيح رئيس لجنة التحكيم في برنامج “أمير الشعراء” لم يلق آذانا صاغية لدى الذباب الإلكتروني القطري والإخواني، واعتبر أن كلام علي بن تميم يحمل “تعاليا”، وأنه إذا كان المسؤول عن البرنامج لا يتقن اللغة العربية، فما مصداقية البرنامج.
وقال متابعون للجدل الذي أثير حول هذه القضية إن المسألة تبدو -وبشكل واضح- أبعد من حكاية الغيرة على اللغة العربية والدفاع عنها، وإن الحملة الكبيرة على علي بن تميم وعلى البرنامج تظهر أن هناك أجندة أكبر وراء ما يجري تستهدف ضرب البرنامج والمكاسب التي حققها والمصداقية التي صارت له بين الشعراء العرب.
وأشار المتابعون إلى أن “أمير الشعراء” حقق نجاحا كبيرا، وتمكّن من استقطاب جمهور الشعر والشعراء، وأن الإمارات صارت قبلة لهذا الجمهور، وأن الذباب القطري الإخواني المغتاظ من هذا النجاح يحاول استثمار حادثة الهمزة لضرب صورة البرنامج ومن ورائه صورة الإمارات كراعية للثقافة العربية من خلال جوائز في الشعر والرواية والترجمة والإعلام.
يشار إلى أن البرنامج شهد قصائد ببعد سياسي تنتقد الإخوان، كما أن علي بن تميم كان من أشد منتقديهم، وهو ما يفسر شدة الحملة على “أمير الشعراء” بالرغم من أن حادثة الهمزة لا تستحق كل هذا الهجوم لكونها حادثة عرضية.
ويبدو أن الذباب الإلكتروني، الذي طلب منه أن يصمت بشكل كامل خلال الأشهر الماضية للمساعدة في إنجاح مونديال قطر، يبحث عن العودة إلى الواجهة في أقرب وقت، وقد بدأ بإحياء عناصر الخلاف الخليجي – القطري في اليمن من خلال حملة على التحالف العربي، والآن تحرك لاستهداف الإمارات ولو بشكل غير مباشر عبر الهجوم على البرنامج الثقافي الأكثر شهرة في السنوات الماضية “أمير الشعراء”.
وفي تغريدة له على تويتر، اعتبر علي بن تميم أن الحملة التي تشن ضده تأتي “ضمن مساعي جماعة الإخوان، وأذرعها مثل الجزيرة وعربي 21 والخليج الجديد، لإثارة الفتن ونشر الكراهية ومحاولاتها تشويه سمعة كل من يقف ضدها ويرفض أفكارها”.
وقال تركي الشلهوب، أحد النشطاء المتخصصين في التحريض ضد السعودية والإمارات، “علي بن تميم، المدير العام السابق لشركة أبوظبي للإعلام وأحد أعضاء لجنة التحكيم في برنامج ‘أمير الشعراء’ لا يُفرّق بين الفاعل والمفعول به، وبدل أن يعتذر عن الخطأ، أسرع إلى اتهام الإخوان ليصرف الأنظار عن خطئه البدائي”.