حضارم اليوم /متابعات
أطلق، مركز سوث24 للأخبار والدراسات، يوم الإثنين، تقريره السنوي الشامل للعام 2022، الذي يرصد أبرز التطورات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإنسانية في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بصورة خاصة.
وقال التقرير السنوي الذي حمل عنوان “اليمن: آمال فقيرة وآفاق قاتمة”، وأعده كل من الزملاء، فريدة أحمد ويعقوب السفياني، ورعد الريمي وريم الفضلي، إنّ العام 2022 في اليمن شهد تغييرات جذرية وتطورات مفصلية غير مسبوقة، على مختلف الأصعدة في البلاد، التي تعيش حربا مستمرة منذ ثماني سنوات. مشيرا بنفس الوقت من آفاق قاتمة تمضي بها هذه التطورات نحو العام الجديد 2023.
وبدأت هذه التطورات، وفقا للتقرير، مع إطلاق معركة عسكرية واسعة، قادتها ألوية العمالقة الجنوبية، لطرد مقاتلي الحوثيين من مديريات محافظة شبوة الشمالية الشرقية، ومديرية حريب في مأرب.
وفي مطلع أبريل أعلنت الأمم المتحدة ولأول مرة منذ بدء الحرب عن هدنة وقف إطلاق للنار لمدة شهرين بين الأطراف المتصارعة في اليمن، وجددتها لفترتين متواليتين انتهت في الثاني من أكتوبر، بعد رفض الحوثيين تمديدها وتوسيعها.
وفي ذات الشهر، أيضا، اختتمت المشاورات اليمنية التي دعا لها مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، وتكللت بالإعلان عن نقل السلطة من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي إلى مجلس رئاسي هو السادس في تاريخ اليمن، مكون من ثمانية أعضاء مناصفة بين الجنوب والشمال. كما شددت مخرجات هذه المشاورات أيضا على إدراج “قضية شعب الجنوب” في إطار خاص ضمن مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.”
في الجانب العسكرية والأمن، قال التقرير السنوي، إنّ حزب الإصلاح اليمني فقد نفوذه في محافظة شبوة لصالح القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، بعد اشتباكات أدت لمقتل 35 شخصا من الطرفين بينهم مدنيين. وقال التقرير إنّ هذه الأحداث وضعت، تماسك المجلس الرئاسي على المحك، مع استمرار المطالبات باستكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.
وشدد التقرير على أنّ العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات الجنوبية، بدعم دولي، ضد التنظيمات الإرهابية في محافظة أبين، مثّلت، تحوّلا أمنيا كبيرا في مجال مكافحة الإرهاب.
وبحسب التقرير السنوي، المكون من 100 صفحة، رصد مركز سوث24 ما يزيد عن 24 هجوما لتنظيم القاعدة في محافظات أبين وشبوة والضالع خلّفت 67 قتيلا وقرابة 72 مصابا بينهم مدنيين. فضلا عن عمليات اغتيال طالت قيادات جنوبية بارزة. كما بلغت عدد الهجمات التي قادتها جميع التنظيمات المسلّحة في الجنوب 41 هجمة، تسببت بمقتل 110 شخص من العسكريين والمدنيين وإصابة 120 آخرين. ولم تشمل هذ الإحصائية ضحايا المعارك المباشرة في جبهات الصراع العسكرية.
وزعم التقرير إنّ “التنازلات المقدمّة للحوثيين، في اتفاقات الهدنة الثلاثة، دفعت الجماعة المسلّحة للمطالبة بمزيد من التنازلات على حساب الحكومة في الجنوب”. إذ طالب الحوثيين “بدفع جميع رواتب موظفيها العسكريين والأمنيين والمدنيين من الموارد النفطية للحكومة في عدن.”
ولأنّ هذه المطالب، التي وصفها المراقبون الأوروبيون بـ “المتطرفة”، تم رفضها، لجأت الجماعة، كما يقول التقرير، ولأول مرة، لقصف موانئ النفط الحيوية في شبوة وحضرموت، وتهديد وكالات الشحن الدولية والشركات العابرة للبحار.
وقد قادت هذه الهجمات لوقف إنتاج وتصدير النفط في مناطق سيطرة الحكومة، وتواجه معه الأخيرة أزمة اقتصادية تنذر بتبعات كارثية.
اقتصاديا، تضاعفت، الازمات خلال العام 2022، وبقي سعر العملة يراوح مكانه، رغم الإعلان عن تقديم مليار و300 مليون دولار من المنحة السعودية الإماراتية المعلنة. قادت الحكومة ما قالت أنها جهود إصلاحية سبقت تقديم المنحة الخليجية. كما ضاعفت أسعار الغذاء المرتفعة، خصوصا، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، من معاناة السكّان. وفقا للتقرير.
وأشار التقرير بأنه “حتى اللحظة، لم تحل وعود المجلس الرئاسي الجديد أزمات الرواتب والخدمات الرئيسية في جنوب اليمن. في حين أثار الكشف عن ملفات فساد في السلك الدبلوماسي ووزارات حكومية، حالة من الغضب الشعبي والمجتمعي ضد وزراء ومسؤولين في الحكومة اليمنية.”
على الصعيد الإنساني، قال التقرير إنّ “الانتهاكات التي طالت المدنيين في وخارج مناطق النزاع العسكري من قبل أطراف الصراع، استمرت. كما رصد مركز سوث24 انتهاكات تعرضت لها النساء والأطفال، وعمليات اعتقال وخطف وقتل طالت الصحفيين والعاملين في المجال الصحفي والإعلامي. زادت عمليات الإعدام وأحكام الإعدام في مناطق جماعة الحوثيين. في حين يهدد خفض المساعدات الإنسانية الدولية لليمن، من تزايد مخاطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.
وبحسب مركز سوث24، يهدف التقرير للمساهمة في أرشفة وقراءة وتتبع الأحداث وفهم سياقات وتطورات الأزمات والقضايا في اليمن، وفي جنوب اليمن على وجه التحديد.
وقال إنه “لأكثر من أربعة أشهر عمل فريق المركز، بشكل دؤوب، على رصد الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية في اليمن”.
ويأمل سوث24 في أن “تساهم إصداراته في رفد العمل البحثي والصحفي على المستوى المحلي والخارجي. وأن تدفع أعماله الجهات ذات العلاقة للبحث عن حلول للقضايا الإنسانية بصورة خاصة والقضايا المجتمعية والسياسية بشكل عام، بهدف الحد من ترحيل الأزمات، وترسيخ قيم السلام والتعايش ووقف الحروب، وحماية الحقوق الإنسانية، والانشغال بعمليات بناء الإنسان والأوطان.”