المكلا (حضارم اليوم ) متابعات
لا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا بالبقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة؛ بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وتجسّد هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والتعايش التي تتبناها.
واحتفظت الإمارات منذ أعوام بالمراكز الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الخارجية في العالم، والتي تستهدف قائمة من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، وسنستعرض خلال هذا التقرير بعض تلك المساعدات في عدد من الدول ومنها؛ اليمن والسودان وأوكرانيا والصومال وباكستان وأفغانستان.
ساهمت دولة الإمارات بالتخفيف عن الشعب اليمني الذي ذاق الأمرّين خلال العام الجاري بسبب إرهاب ميليشيات الحوثي التابعة لإيران، بتقديم المساعدات المباشرة وغير المباشرة التنموية والإغاثية، منها الوديعة المالية الإماراتية المشتركة مع السعودية المقدمة لليمن والبالغة (3) مليارات دولار، والتي قدّمت الإمارات منها مؤخراً ملياراً و(102) مليون و(500) ألف درهم، استمراراً لدعم منقطع النظير.
الدعم الإماراتي الاقتصادي والإنساني لليمن لم يقف عند هذا الحد الذي توّج بالوديعة المالية عام 2022، ولكن بدأ منذ أعوام الحرب، نتيجة إدراك عميق بأهمية الوقوف الإنساني إلى جانب اليمنيين، في كل موقع طالته أيادي التخريب الحوثية.
وكانت ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حاضرة دائماً، فقد قدّمت مساعدات غذائية في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، ضمن جهودها الإنسانية الواسعة التي تنفذها لإعانة المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية، عقب الخلاص من سيطرة ميليشيات الإخوان على المحافظة، وقدّمت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (85) طنّاً و(600) كغم من المواد الغذائية للمواطنين في المصينعة، لتساهم في مساعدتهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وزع الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من (85) طنّاً من المواد الغذائية والاستهلاكية المتنوعة على أكثر من (11) ألف نسمة من أهالي مديرية عرماء النائية بمحافظة شبوة.
أيادي الخير الإماراتية وجدت بشكل كبير في محافظة أرخبيل سقطرى، من خلال عشرات المشاريع الإنسانية الصحية والتعليمية والتنموية
وقدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بذراعها الإنسانية، مساعدات غذائية عاجلة للسكان والأهالي من الأسر الأشد فقراً وذوي الدخل المحدود في مديرية دهر شرق محافظة شبوة.
وبلغت المساعدات الغذائية المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال 2022 في شبوة فقط ما يزيد على (50) ألف سلة غذائية، ومن المقرر أن يستفيد منها أكثر (252) ألف مواطن يمني.
كما شيدت الإمارات مطار المخا الدولي وطريق (المخا – الكدحة) لكسر حصار تعز، فضلاً عن تدخلات إنسانية حاسمة نفذتها الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، شريك الهلال الأحمر الإماراتي على الأرض.
ووصل الدعم الإماراتي إلى أماكن كانت تعاني الكثير من الحرمان خدمياً وتنموياً، وعملت الأذرع والمؤسسات الخيرية الإماراتية على إحيائها وإنهاء حالة العزلة التي كانت تعيشها بسبب الحرب.
أحد هذه الأماكن التي أحياها الدعم الإماراتي الإنساني كانت محافظة أرخبيل سقطرى، التي وجدت فيها أيادي الخير الإماراتية بشكل لافت وقوي، من خلال عشرات المشاريع الإنسانية الصحية والتعليمية، وفي مجال البنى التحتية.
هذا، إلى جانب أعمال مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، حيث أنشأت المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق الجزيرة، وفي مقدمتها مستشفى خليفة الخيري في حديبو، إضافة إلى تنفيذ رحلات جوية وبحرية للإغاثة، وبعث الطلبة السقطريين المتفوقين للدراسة في الإمارات ودول أخرى.
أمّا في أفغانستان، فقد أرسلت الإمارات في حزيران (يونيو) 2022 طائرة مساعدات تحمل (30) طنّاً من المساعدات الإغاثية لمساعدة متضرري الزلزال.
أرسلت الإمارات في حزيران 2022 طائرة مساعدات، تحمل (30) طنّاً من المساعدات الإغاثية، لمساعدة متضرري الزلزال في أفغانستان
وجرى إرسال المساعدات الإماراتية من خلال مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبالتنسيق اللوجستي مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
أمّا عن أيادي الخير الإماراتية في باكستان، ففي تشرين الأول (أكتوبر) 2022 أرسلت الإمارات إلى باكستان سفناً تحمل (200) حاوية مزودة بمواد غذائية وطبية لدعم (500) ألف أسرة باكستانية، تضرّرت من الفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق عدة فيها.
وقامت بتسيير جسر جوي مباشر يضم (62) طائرة محملة بأطنان من الإمدادات الغذائية والطبية والخيام لإيواء المتضررين.
وفي الصومال أيضاً قامت الإمارات في أيار (مايو) الماضي بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة (35) مليون درهم إلى دولة الصومال لدعم جهود التنمية في هذا البلد الشقيق، في إطار العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، في مبادرة تؤكد حرص دولة الإمارات على دعم الأشقاء ومساندتهم، وسعيها لتطوير علاقاتها الثنائية مع الصومال.
وتهدف مبادرة الإمارات إلى المساهمة في تلبية احتياجات الشعب الصومالي في مجالات تنموية متعددة، سعياً لتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتعزيز قدرات الحكومة على التعامل مع التحديات الإنسانية التي تواجه الصومال.
من الصومال إلى السودان حيث وصلت أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي إلى مطار الخرطوم في آب (أغسطس) 2022، محملة بـ (30) طنّاً من المواد الإغاثية المختلفة والموجه للشعب السوداني الشقيق، من المتضررين جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من المدن والولايات السودانية، وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
ويأتي تسيير الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعة ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حمدان بن زايد آل نهيان.
الإمارات أرسلت إلى باكستان سفناً تحمل (200) حاوية مزودة بمواد غذائية لإغاثة متضرري الفيضانات، وسيّرت جسراً جوياً يضم (62) طائرة محملة بالمساعدات
وقامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتسيير جسر جوي إلى العاصمة الخرطوم لنقل كميات كبيرة من مواد الإيواء للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان الشقيق، تتضمن نحو (10) آلاف خيمة يستفيد منها أكثر من (50) ألف أسرة من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثراً.
وتتوالى رحلات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي المحلمة بالمساعدات تباعاً إلى العاصمة السودانية الخرطوم، بما يسهم في مساندة الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية.
ولم تتوقف المساعدات الإماراتية على آسيا وأفريقيا، بل تجاوزتها لتصل إلى أوروبا، فقد أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في نيسان (أبريل) الماضي إرسال طائرة تحمل (50) طنّاً من المساعدات الإنسانية إلى بولندا لدعم اللاجئين والنازحين الأوكرانيين.
وقالت الخارجية الإماراتية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: إنّ طائرة المساعدات تحمل أيضاً سيارات إسعاف مجهزة طبياً.
وفي آذار (مارس) الماضي سيّرت دولة الإمارات جسراً جوياً من المساعدات الإنسانية، يحمل أطناناً من المواد الطبية والغذائية الأساسية تم تسليمها إلى السلطات الأوكرانية في بولندا لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين.
وهذا غيض من فيض ممّا قدّمته دولة الإمارات من مساعدات إنسانية وإغاثية خلال العام الجاري، بتوجيهات من القيادة الحكيمة التيع تعمل وفقاً لمنهجية تُعتبر إرثاً متأصلاً في سياسة الدولة الخارجية، التي استهلها المغفور له، الباني المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كذلك رؤية الإمارات 2021، ومساهمتها في تعزيز مكانة الدولة على الساحة الدولية.
وقال موقع المشهد العربي إن المساعدات الإماراتية للجنوب ظلت سببا لتمكين الشعب المحاصر بحرب الخدمات، من مجابهة واحدة من أخطر صنوف الاستهداف.
أحد أهم أشكال المساعدات الإماراتية، تجلت في تقديم فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة شبوة، مئات الأطنان من المساعدات الغذائية إلى الأسر ذات الدخل المحدود والأشد فقراً، وذلك ضمن الخطة الإنسانية والإغاثية التي تنفذها دولة الإمارات.
وتقدر المساعدات بحوالي 214 طنًا من المواد الغذائية حيث من المتوقع توزيعها على ما يزيد عن 27 ألفا و500 مستفيد من أبناء وأهالي مديرية عتق في المحافظة.
وتواصل الأذرع الإغاثية الإماراتية دعمها الإنساني للأسر ذات الدخل المحدود والأشد فقرًا في العديد من مديريات المحافظة.
من جانبه، ثمن عبدالله صالح العمياء مدير عام عتق جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الإنسانية والإغاثية والتنموية تخفيفا عن أشقائهم في محافظة شبوة، مشيدا بالجهود الخيرية والإنسانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
بدوره، أكد ناصر مقلم الخليفي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية عتق، أن هذه المساعدات تساهم في التخفيف من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود والأشد فقرا، لافتا إلى الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة.
محافظة شبوة نالت حصة كبيرة من الغوث الإماراتي ضمن جهود بدأت بتحرير أراضيها من الإرهاب الذي شكلته المليشيات الإرهابية ضد الجنوب، ثم ركز الغوث على صعيد الجهود الإنسانية.
ففي أكتوبر الماضي، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، 85 طناً و600 كيلو جرام من المواد الغذائية للمواطنين في المصينعة، لتساهم في مساعدتهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة.
وفي نوفمبر، وزع الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من 85 طنا من المواد الغذائية والاستهلاكية المتنوعة على أكثر من 11 ألف نسمة من أهالي مديرية عرماء النائية بمحافظة شبوة.
وحرك الهلال الأحمر الإماراتي، قافلة إنسانية وإغاثية إلى مناطق عرماء المختلفة بمدنها وريفها وشريطها الصحراوي الطويل، حيث وزع فريقه الميداني تلك المساعدات على الفقراء وذوي الدخل المحدود وسط ارتياح من قبل أهالي المديرية.
وقدمت دولة الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر أيضا، مساعدات غذائية كمساعدات عاجلة للسكان والأهالي من الأسر الأشد فقراً وذوي الدخل المحدود في مديرية “دهر” شرق محافظة شبوة.
ووزع فريق الهلال الأحمر الإماراتي، أكثر من 64 طناً و200 كيلو جرام، من المواد الغذائية للأهالي من المستفيدين من المساعدات الإنسانية في مديرية دهر، والتي من المتوقع أن يستفيد منها حوالي 8250 شخصاً.
المساعدات الإماراتية تحمل أهمية كبيرة كونها تصب في صالح تمكين الشعب الجنوبي من التصدي لحرب الخدمات، وتعينه على حجم الأعباء التي تتم صناعتها بشكل متعمد من قبل قوى صنعاء الإرهابية.
ونال الجنوب العربي واليمن قسطا كبيرا من حجم الجهود الإماراتية سواء على صعيد الدعم الإغاثي المالي أو تقديم المساعدات، إلى جانب جهود عسكرية ساهمت بشكل رئيسي في القضاء على الإرهاب.
وكانت دولة الإمارات قد قدمت وديعة مالية بالمشاركة مع السعودية بمبلغ ثلاثة مليارات دولار، حيث قدمت أبو ظبي مليارا و102 مليون و500 ألف درهم.