عدن(حضارم اليوم ) متابعات
اعتداءات تطال معالم أثرية في عدن ولحج
تشهد الكثير من المعالم الأثرية في مدينة عدن ومحافظة لحج اعتداءات متكررة تهدد بمحو معالمها التاريخية، جراء الاضرار التي تطالها، وسط غياب الحماية للعديد من المعالم ، من قبل الجهات المسؤولة ، الأمر الذي يعرض المواقع الأثرية لمخاطر فقدانها لقيمتها التاريخية وإخراجها من قوائم التراث.
طالب مدير عام مكتب هيئة الآثار بلحج عارف عبدالعزيز الصبيحي بوقف الاعتداءات المتكررة والعبث الحاصل بالمواقع الأثرية بالمحافظة.
وفي تصريحه لمراسل صحيفة عدن تايم في لحج “محمد السلامي” ، أكد الصبيحي إن الاعتداء على المواقع الأثرية تركزت مؤخرا في منطقة الرعارع وكدمة امشعيبي والموقع الاثري بمنطقة صبر بمديرية تبن وباقي المواقع الأثرية الموجودة بالمديريات الأخرى بالمحافظة .
واكد أن هذه المواقع تعد ذات تاريخ قديم، إذ يعود البعض منها إلى حقب زمنية غابرة تمتد لآلاف السنين، وعاصرت الدويلات القديمة، وكانت تشتهرت بصناعة الفخار والنشاط التجاري.
وطالب بوقف الاعتداء على المواقع الأثرية التي تتعرض للعبث والتخريب من قبل بعض الأشخاص والنافذين، من خلال قيامهم بالبسط على الأراضي التي تقع فيها تلك الاثار، وكذا قيام البعض أيضا بعمليات نبش للعملات القديمة والحلي والأواني والادوات الأثرية بهدف بيعها دون وعي بقيمتها التاريخية.
وأشار إلى أن مكتب الهيئة العامة للآثار كان قد تقدم بعدد من البلاغات إلى السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات والجهات الأمنية والهيئة العامة للآثار بغرض وقف هذه الاعتداءات وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لها وضبط المعتدين وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، غير أن تقديم كل تلك البلاغات و المتابعات لم تلقى استجابة حتى الان، الأمر الذي مهد للمعتدين بالتمادي والاستمرار في تلك الاعتداءات.
وشدد مدير عام هيئة الآثار على ضرورة جميع الجهات المعنية القيام بدورها، تجاه المواقع الأثرية وحمايتها من العابثين والناهبين لها حد وصفه.
المعالم الأثرية بعدن
إلى ذلك تشهد العديد من المعالم الأثرية في مدينة عدن اعتداءات وأعمال تخريب تعرض معالم المدينة للمزيد من الاضرار كما تهدد قيمتها التاريخية.
ونظم ناشطو مبادرة هويتي التابعة لمركز رؤى للدراسات الإستراتيجية و الاستشارات و التدريب ، اليوم الثلاثاء، زيارات ميدانية لعدد من المعالم التاريخية في مديرية التواهي بالعاصمة عدن، للاطلاع على بعض المعالم الأثرية.
وفي الزيارات التي شارك فيها مدير عام مديرية التواهي كتبي عمر كتبي، تفقد فريق المبادرة ميناء عدن التاريخي وقام بجولة بحرية لتلمس وضع الميناء العريق الذي يعاني نتيجة الإهمال ما أدى إلى تقليل فرص تطويره وتوسعته، و الحد من قدرته التنافسية.
وتقول الدكتورة جاكلين منصور البطاني رئيس مبادرة هويتي ان ميناء عدن بحاجة لتطوير واهتمام وتوسعة بما يليق بموقعه الاستراتيجي، وكذا وقف التصرف باراضيه من قبل المنطقة الحرة.
وتشير البطاني إلى أن رصيف السواح المحاذي لميناء عدن لا زال قيد الترميم و حتى يكتمل يجب وقف تصريف مياه الصرف الصحي الغير معالجة للبحر نظرا لما تسببه من تلوث وما تنبعث عنه من روائح مزعجة تنفر الزائرين .
معالم أثرية مهملة
وخلال الزيارة رصد فريق المبادرة الانتهاكات التي تعرض له حرم ساعة ليتل بن التي تم بنائها بين العامين 1894 – 1895م, والتي تقف شامخة على تلة عالية وسط مدينة التواهي, ليذكر الأجيال مدى الارتباط الوثيق بينه وبين مدينة التواهي.
تعديلات لبعض المعالم
ويقول الدكتور عوض الشعبي أستاذ التاريخ القديم بأنه تفاجأ بالتعديلات التي حدثت في حرم بعض المعالم الأثرية بما فيها ساعة ليتل بن و التي تعد من أهم وأشهر المعالم السياحية والتاريخية التي تركها الإنجليز في مديرية التواهي، إذ خدشت المباني المحيطة بها بجمالها وحجبت الرؤية عليها.
واستغرب صمت الجهات المعنية و المخولة بحماية المعالم التاريخية والأثرية بما فيها الهيئة العامة للآثار والمتاحف ، لما يتعرض له هذا المعلم التاريخي جراء ما حدث له من انتهاك ، إذ وجب التدخل وإيجاد حلول عاجلة.
حديقة الملكة فكتوريا وفندق كريسنت.
ويضيف الشعبي بان النصب التذكاري للملكة فكتوريا الواقع في قلب الحديقة بحاجة للتنظيف والتلميع حيث ان الاوساخ المتراكمة على جوانبه افقدته جماله ورونقة.
ويحز في النفس ما وصل له فندق كريسنت من تدمير متعمد لطمس وإفراغ عدن من هويتها الجنوبية ، حيث وجه فريق مبادرة هويتي نداء للجهات المسؤولة والمنظمات الداعمة بما فيها الصندوق السعودي للتنمية والاعمار بوضع فندق كريسنت ضمن خططهم لإعادة إعماره ورد الاعتبار التاريخي له، كما فعلت لقصر سيئون.
وناشد فريق المبادرة الجهات المعنية بسرعة التدخل و ايقاف العبث الحاصل بحرم المعالم التاريخية و التدمير الذي تعرضت له نتيجه البناء العشوائي الذي قضم مساحات كبيرة كان من المفترض أن تكون مزارا سياحيا وواجهة يرتادها الناس، مؤكدة على ضرورة قيام الجهات المسؤولة بواجبها في الحفاظ على تلك المعالم، لما تمثله من قيمة تاريخية ورمزية للمدينة .