حضارم اليوم / العين الإخبارية
غاب احتفاء المعلمين اليمنيين بيومهم الوطني الذي يوافق 5 مايو/أيار من كل عام، في ظل وضع مأساوي، فمنذ أعوام ما زال آلاف المعلمين ممن يعملون في مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين، لا يستلمون رواتبهم الشهرية، بالإضافة إلى نزوح غالبيتهم من مناطقهم الرئيسية ومدنهم إلى القرى النائية، فراراً من بطش الانقلابيين.
ورغم أنه مربي الأجيال وعمود العملية التربوية، إلا أن المعلم اليمني يفتقر لأبسط المقومات التي تدفعه نحو تأدية دوره التنويري والتعليمي، بل إن وضعه الحالي لا يشجع على قيام عملية تعليمية متوازنة أصلاً، مع حرمانهم عشرات الآلاف منهم من المرتبات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
دعم من التحالف وحرمان حوثي
ولولا تدخل دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديمهم منحة مالية بمبلغ 70 مليون دولار، لكان وضع هؤلاء المعلمين أكثر مأساوية.
تدهور نفسي وفكري
وقال مستشار المنظمة العربية للتربية في اليمن، طاهر الشلفي، إن وضع المعلم اليمني وصل إلى حد لا يطاق.
وقال الشلفي لـ”العين الإخبارية”: “نستطيع القول إن ما يمر به معلمو اليمن من أوضاع نفسية ومعيشية مأساوية قد أفقدهم التوازن الفكري وحتماً أثر على مخرجات التعليم” .
وتساءل الشلفي، الذي كان يشغل أيضاً منصب المسؤول الإعلامي لمركز الإعلام التربوي في اليمن: “كيف لمعلم أن يؤدي مهنته في ظل توقف المرتبات لأكثر من عامين؟ وكيف له أن يستقر في ظل مقتل العديد من زملائه جراء الحرب وهم يؤدون واجبهم التعليمي؟ وكيف لمعلمي اليمن أن يؤدوا واجبهم دون وجود احترام معاهدات ومواثيق الأمم المتحدة، القاضية بحماية التعليم؟ وكيف يمكنهم ذلك وهم يرون طلبتهم يتعرضون للموت جراء قصف مدارسهم وفصولهم الدراسية من قبل مليشيا الحوثي دون أدنى ذنب ارتكبوه؟”.
90 ألف معلم متضرر
وتقول إحصائيات إن ما يقارب 90 ألف معلم ومعلمة، أو ما نسبته 64% من الكادر التعليمي في اليمن، تضرر من الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، كما حُرم 195 ألف معلم ومعلمة من مرتباتهم، ما يعني تضرر مستقبل أربعة ملايين ونصف طالب وطالبة، بنسبة 76%، منهم نحو مليوني طالب وطالبة أصبحوا خارج المدارس تماماً.
ويؤكد الشلفي أن وضع المعلم اليمني فاق القدرة على التحمل في ظل تعرض المدارس للدمار جراء الحرب؛ حيث تسببت الحرب، بحسب إحصائيات رسمية، بتضرر نحو 3526 مدرسة، 11% منها دُمرت تدميراً كلياً، فيما نحو 42% منها تضررت جزئياً، و19% من تلك المدارس مغلقة نهائياً، و28% منها تستخدم لإيواء النازحين.
إضراب المعلمين
تلك الأرقام أكدتها تقارير منظمة اليونيسف الأممية، التي قالت إن 4.5 مليون طالب وطالبة في اليمن حُرموا من مواصلة التعليم منذ عام 2017، نتيجة إضراب المعلمين المطالبين بمرتباتهم التي لم تدفع منذ أعوام.
وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس، بدوره تحدث في تصريحات إعلامية عن أن توقف مرتبات 70% من المعلمين أثر بشكل مباشر على العملية التعليمية؛ حيث تلقى ما يقارب 4 ملايين ونصف المليون طالب فقط، في مدارس المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، نصف الساعات الدراسية التي حصل عليها زملاؤهم في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية.