حضارم اليوم /متابعات
في خطوة أثارت غضبا واسعا، التقى السفير الألماني لدى اليمن هوبرت ييقر، المدعو هشام شرف المعين من قبل المليشيات الحوثية وزيرا للخارجية في الحكومة غير المعترف بها.
المليشيات الحوثية تلقفت هذه الخطوة الاستفزازية، وروجت لها على صعيد واسع، وقالت إن اللقاء بحث ما أسمته المليشيات الوضع الإنساني المتدهور، وذلك على الرغم من أن المليشيات هي المتسبب الرئيسي في الأزمة الراهنة.
هذا اللقاء، يعتبر الأول من نوعه الذي يجمع دبلوماسيا أوروبيا، بمسؤول في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، وذلك منذ مغادرة جميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة عقب إشعال المليشيات الحوثية الإرهابية حربها العبثية في صيف 2014.
إقدام دبلوماسي أوروبي بارز بحجم وزير الخارجية الألماني مع أحد القيادات الحوثية بصبغة رسمية، خطوة من شأنها أن تحمل الكثير من الاستفزاز، كونها تعطي صبغة تشرعن وجود المليشيات الحوثية.
ومع إصرار المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب وتعمدها إحداث أزمة إنسانية متفاقمة، فمن غير المنطقي أن تُقدم القوى الدولية على التعامل مع المليشيات على هذا النحو.
فمن الضروري أن يُظهر المجتمع الدولي ما يعرف بتسميتها “العين الحمراء”، وذلك في إطار تشكيل حالة من الضغط على المليشيات لإجبارها على وقف جرائمها العدوانية.
لكن في الوقت نفسه، فإن إظهار هذا التراخي مع المليشيات الحوثية الإرهابية من شأنه أن يشجع هذا الفصيل على تصعيد الحرب وارتكاب المزيد من الجرائم التي من شأنها أن تدفع نحو إطالة أمد الحرب في الفترة المقبلة.
وهذه المواقف المتراخية لن تدفع المليشيات الحوثية كذلك للالتزام بالهدنة الأممية، باعتبار أن هذا الأمر يبعث لها برسالة مفادها أنها ستكون في مأمن من العقاب على الجرائم العديدة التي ترتكبها.