الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ:محمد صالح عكاشة ماالذي قاله الشيخ القادر للإمام البدر

مقال لـ:محمد صالح عكاشة ماالذي قاله الشيخ القادر للإمام البدر

حضارم اليوم / خاص

هذه قصة حقيقية رواها لي أحد رجال خولان عندما كنا في صنعاء عام 2001م حينما كنا نتحاور عن كتاب التاريخ العسكري لليمن للمؤرخ سلطان ناجي ، كان الكتاب من الحجم الكبير شمل كل الجوانب العسكرية منذو عهد الأتراك ، تحاورنا حول جزئية معينة في الكتاب وهي :
التي طلب عبد الرحمن الإيراني من الجنوبيين المساعدة على فك الحصار عن صنعاء كان الارياني بادي ذي بدء متعنتا رفض الاعتراف بالدولة الجنوبية الوليده فوضع له المرحوم قحطان الشعبي شرطا مهما لفتح الحصار عن صنعاء وهو الاعتراف بدولة الجنوب …

كان مبعوث الرئيس قحطان الشعبي لمقابلة الارياني هو عبدالله الخامري وكان حينها يدير الدولة من الحديدة والفريق حسن العمري يدير القيادة العامة للجيش من صنعاء وحينها بلغت القلوب الحناجر ،لم يجد الارياني بدأ من الاعتراف بدولة الجنوب بينما كانت الإذاعة في صنعا تحت تصرف الفريق حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة ، ارسل الارياني مبعوث الرئيس قحطان الشعبي  إلى صنعاء عبر الطرق المؤمنة التي ماتزال مع الجمهوريين لكن العمري رفض إذاعة البيان فاشتد الخناق على صنعا بعد انسحاب المصريين من آخر معاقلهم في ذمار ..

يقول الكولونيل البريطاني ديفيد سمايلي مستشار الإمام البدر لمحمد بن الحسين قائد جيوش الملكيين المحاصرة لصنعاء :
انها الفرصة الأخيرة لأقتحام صنعاء خاصة بعد أن رفض العمري إذاعة البيان .

ثم يستطرد في مذكراته ( لكن الأمير محمد بن الحسين أضاع الفرصة وكان متلكئا في اقتحام صنعاء فاستغلها العمري واذاع البيان وماهي إلا أيام حتى ارسل قحطان الشعبي العديد من الأفواج القتالية بتسليح الحامية المصرية في الحوبان فدارت معركة نقيل يسلح الشهيرة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء خولان..)

كانت خولان هي الثقل الكبير الذي اعتمد عليه الإمام البدر ودفعت ثمنا باهظا من دماء أبنائها ..

يقول صديقي الخولاني : حتى وصلت القوات الجنوبية إلى دار سلم وفتحت الحصار من الجهة الجنوبية للعاصمة صنعاء .. بكى الإمام البدر بكاء شديدا كان القتال شرس للغاية في اسبوعين فتحوا الحصار على صنعاء وذهبت جماجم كثيرة ، كان بجواره الشيخ القادر وضع كفه على خده مطئطئا رأسه قائلا :إنها النهاية
قال الإمام البدر: لا ..كنا على وشك دخول صنعاء هل ذهبت أحلامنا إدراج الرياح نفسي اشوف صنعاء وقصر البشاير .

فقال له الشيخ القادر : الليله احملك على ظهر الجمل لترى صنعاء وقصر البشاير من جبل نقم .

حمله الشيخ القادر حتى اوصله ليلا إلى جبل نقم حينها كان جبل نقم مايزال بقبضة قبائل خولان حتى أراه صنعا وقصر البشاير .

قائلا: اترى صنعا اترى قصر البشاير اترى حجرتك التي كنت تنام فيها والشرفة التي تطل منها..؟
وفي كل كلمة وسؤال يقوله القادر للإمام البدر كان الإمام البدر يتمتم بكلمة نعم حتى اجهش بالبكاء
فصاح فيه القادر: لاتبكي سأعود انا إلى قبيلتي بعد أن تحطمت جماجم الرجال في نقيل يسلح سأبقى في خولان أما أنت فقد حرمت عليك صنعاء كما حرمت عليك امك فخذ الأمير الكسول محمد بن الحسين ومستشارك الافرنجي واذهبوا إلى الأبد .

يقول المستشار البريطاني الكولونيل ديفيد سمايلي في مذكراته لمحمد بن الحسين :
لن تستطيع بعد اليوم دخول صنعاء ولو زائرا
فانصرفت من الحيمة على ضهر الجمل حتى القارة في حجة حيث كانت سيارتي وعدت إلى إلى نجران وقدمت استقالتي للملك فيصل وعدت إلى بلدي .

انتهى الحديث

التاريخ لن يتكرر ولن يدخل الجنوبيين صنعاء ليعود إليها من هرب مبرقعا ليحكمها جاهزة لكن من خرج منها هاربا لايحلم أن يعود إليها حاكما متجبرا فقد حرمت عليهم إلى الابد…وكما هرب الإمام البدر ومحمد بن الحسين بأتجاه نجران سيهرب من بقي منهم في سيئون ومارب وتعز إلى أحضان محمد بن سلمان حينها سيعرف محمد بن سلمان منهم انذل الرجال وأفى الرجال…

شارك الخبر

شاهد أيضاً

حل قضية الجنوب مفتاح الاستقرار الشامل

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أظهرت التطورات القائمة على الساحة في الفترة الحالية، أنه لا مجال …