حضارم اليوم / متابعات
انتهاكات حوثية مستمرة للهدنة الأممية في اليمن تعددت أساليبها، فيما ظل هدفها إفشال أي مساعٍ لانتشال هذا البلد من أزمته.
فرغم مد حكومة المناصفة يد السلام لتثبيت الهدنة الأممية في عيد الأضحى، إلا أن مليشيات الحوثي ما زالت على ديدنها الذي يستغل أي فترة سلام، لتنظيم صفوفها، وإعادة تذخير أسلحتها، وتوجيه فوهتها نحو اليمنيين.
ديدن أكدته القوات البحرية الملكية البريطانية مؤخرا، معلنة ضبط صواريخ أرض – جو ومحركات لصواريخ “كروز” وأسلحة إيرانية متطورة كانت متجهة للحوثيين.
وإلى ذلك، قال المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد بولوك في مقطع مصور، إن المليشيات الحوثية تستعد لموجة جديدة من الهجمات على الحكومة الشرعية والشعب اليمني بأسلوب الأسلحة المتنوعة المرسلة من إيران.
منع التهريب
وبشأن الموقف الأمريكي تجاه استمرار تدفق الأسلحة إلى المليشيات الحوثية رغم الهدنة الأممية، قال الخبير الأمريكي إن التفاصيل لا تزال ذلك غير مكتملة؛ فرغم أن الرئيس جو بايدن رحب بوقف إطلاق النار في اليمن في مقال نشره على صحيفة “واشنطن بوست” مؤخرا، معتبرًا ذلك دلالة على نجاح الاستراتيجية الأمريكية، إلا “أننا ننتظر تصريحات أوضح من قبل واشنطن بشأن التحرك العسكري الأمريكي والعربي والبريطاني”.
وأشار إلى أنه لوحظت فاعلية الدور البريطاني مؤخرا بعد ضبط سفينة تهريب إيرانية كانت متجهة للحوثيين، متوقعًا عمليات مشابهة من قبل الأسطول الأمريكي ومن التحالف العربي لمنع أنشطة تهريب الأسلحة للحوثيين.
من جانبها، قالت الخبيرة الأمريكية المتخصصة بشؤون الأمن القومي أرينا تسوكرمان في تصريحات صحفية إن “الهدنة التي أبرمت مع مليشيات الحوثي لم تكن أكثر من فرصة للانقلابيين لإعادة التموضع والتعافي بعد خسائر عسكرية فادحة”.
تحريك الحوثيين
واعتبرت الخبيرة الأمريكية إعلان البحرية البريطانية ضبط سفينة إيرانية تحمل صواريخ متطورة للحوثيين أنها خطوة جاءت بعد صمت طويل وبمثابة رد على احتجاز إيران نائب السفير البريطاني وسفراء أجانب آخرين رهائن في خضم مفاوضات الاتفاق النووي.
وأضافت: “يمكن الاستنتاج بأن إيران مستمرة في تحريك الحوثيين في العملية السياسية والعسكرية، وأن الآخرين يعتمدون بشكل كامل عليها، بل إنهم أصبحوا وكيلها وليس مجرد شريك”، مشيرة إلى أن “شيئًا لن يتغير في اليمن ما دامت هذه العلاقة قائمة”.
وفيما أشارت تسوكرمان إلى اعتماد إيران على تطمين المجتمع الدولي بهدف المراوغة، حذرت من استعدادات حوثية لخوض جولة جديدة من الحرب بمساعدة إيرانية وثيقة.
وأضافت: “بدلاً من إضاعة الوقت في المفاوضات السياسية، مع إيران بينما تواصل تطوير برنامجها النووي، يجب أن تركز الجهود على جمع المعلومات الاستخباراتية ومنع المزيد من العدوان الحوثي وتدفق الأسلحة”.
أسواق سوداء
وأكدت الخبيرة الأمريكية وجود أسواق سوداء في صنعاء ما يشير إلى أن تدفق الأسلحة إلى اليمن لا يزال يلبي الطلب، كاشفة عن استعداد المليشيات لحملة عسكرية، رغم سريان الهدنة المدعومة أمميًا.
ووفقا لمدير السياسات في منظمة “متحدون ضد إيران النووية” الخبير الإيراني جيسون برودسكي، فإن إغراق “الأسواق السوداء في صنعاء بالأسلحة الإيرانية هو دليل على استمرار تقديم طهران العدة والعتاد للحوثيين”.
وأضاف الخبير الإيراني، أنه رغم الهدنة، فإن الأسواق السوداء للسلاح في صنعاء صارت أكثر نشاطا، فيما لا تزال الأسلحة الإيرانية تساهم في عدم استقرار اليمن وتهدد السلام والأمن.
الخبير الأمريكي المختص بالشأن اليمني بمعهد الشرق الأوسط للدراسات جوشوا كونتز، كشف عن رصده انتشار 7 صواريخ إيرانية في الأسواق السوداء للسلاح منذ مطلع العام الجاري بصنعاء، مؤكدًا أن هناك عدة أسلحة إيرانية لدى مليشيات الحوثي لم تظهر في نشراتهم الدعائية، لكنها وجدت في الأسواق.
أسباب عدة
من جانبه، أرجع الضابط الإيراني السابق والخبير في الشؤون العسكرية والدفاعية بابك تقوايي ظهور الأسلحة الإيرانية في السوق السوداء بصنعاء إلى أسباب عدة منها “عدم قدرة الحوثيين على دفع المرتبات لعناصرهم، الأمر الذي ربما أجبرهم على بيع أسلحتهم في السوق السوداء لكسب المال”.
ويتفق معه الخبير فرناندو كارفاخال الذي عمل ضمن فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن والمعني باليمن منذ أبريل 2017 إلى مارس 2019، قائلا إن العناصر الحوثية “تبيع الأسلحة إثر عدم تلقيهم الرواتب..المهربون يغمرون الأسواق بالأسلحة”.
وأشار الخبير الدولي في تصريحات صحفية إلى أن ما تم رصده من أسلحة إيرانية متطورة هي تلك التي يملكها القادة الأثرياء، وتأتي ضمن مساع إضافية للمليشيات بالحصول من وراء بيع السلاح في الأسواق على مزيدٍ من المقاتلين والدعم.