حضارم اليوم /العين
رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها اليمن، إلا أن السكان ما زالوا متمسكين بعادات العيد وتقاليده المرتبطة بالفرح والسرور.
“جعالة العيد”، كما يحلو لليمنيين تسميتها، وهي الحلويات والمكسرات، إحدى تلك العادات التي يحرص عليها اليمنيون خلال الأعياد، ويحرصون على تجهيزها وشرائها قبيل حلول العيد بأيام، وتمثل أساسًا من أساسيات هذه المناسبة.
وتنتعش الحركة التجارية في محال بيع المكسرات والحلويات في مختلف المدن قبيل ليالي العيد، وتمثل “الجعالة” بندًا رئيسيًا من المتطلبات والاحتياجات العيدية، وإن كانت الظروف المعيشية قد أثرت على إقبال اليمنيين عليها.
حرص رغم الظروف
احتياجات العيد كثيرة ومتعددة، ويؤكد السكان تشبثهم ببهجة العيد وسعادته في ظل الحرب عبر توفير جميع تلك الاحتياجات، حتى وإن ارتفعت أسعارها نتيجة الظروف المعيشية والاقتصادية التي يكابدها اليمن.
الحلويات والمكسرات وغيرها من أنواع “الجعالة” لم تكن بمنأى عن تعاظم كلفتها وارتفاع أسعارها، تحت وطأة تأثيرات انخفاض سعر العملة المحلية، وارتفاع صرف العملات الأجنبية، والتي ألقت بظلالها على قيمة هذه الحاجيات.
إلا أن بعض المواطنين ما زالوا متمسكين بعادات وتقاليد توفير المكسرات والحلويات في منازلهم، باعتبار أنها تعكس فرحة العيد، خاصة في أوساط الأطفال، بحسب المواطن محمود الضالعي.
ويضيف الضالعي لـ”العين الإخبارية”، أنه من المعلوم ارتفاع أسعار المكسرات بشكل كبير، كأي سلعة أخرى تعرضت للارتفاع خلال الفترة الأخيرة، إلا أن العيد في بيوتنا لن تتعزز طقوسه إلا بوجود “الجعالة”.
وأكد الضالعي أن هذه الحلويات هي من تعطي نكهة العيد، خاصة عند الأطفال، الذين يستحقون أن يفرحوا بالعيد ويستشعروا كل تفاصيله، رغم الظروف الاقتصادية وظروف الحرب التي تعيشها البلاد.
نكهة العيد
يصف اليمنيون “الجعالة” بأنها نكهة العيد، لكن هذه النكهة لم تعد في متناول الجميع، وإن كان هناك من يحرص على توفيرها وشرائها، حتى ولو في حدها الأدنى.
يقول مختار البعداني، وهو مالك محل لبيع المكسرات والزبيب والحلويات في كريتر، بمديرية صيرة، في مدينة عدن: إن الإقبال على “الجعالة”، لم يكن كما في السابق، مشيرًا إلى الكثير من الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع.
ويُعزي البعداني هذا التراجع إلى ضعف القوة الشرائية للمواطنين ؛ نتيجة ارتفاع أسعار السلع، بما فيها المكسرات والحلويات، وهذا يعود إلى ضعف العملة المحلية وقلة استيراد مثل هذه الأنواع من الحلويات، بالإضافة إلى أن ما يزرع في اليمن من مكسرات لا يرتقي إلى الكميات التجارية الضخمة، ولهذا فإن أسعارها مرتفعة.
ويستدرك بائع المكسرات قائلا: “لكن هذا الوضع لا يعني أن هناك من لا يشتري الجعالة، فالإقبال تراجع لكنه مستمر، ويشتد أكثر كلما اقترب حلول يوم العيد، وحتى لو ارتفعت أسعار الحاجيات التي تصنع الفرحة في البيوت إلا أن المواطنين حريصون على استشعار نكهة العيد، مهما كان ثمنها”.