الرئيسية / تقارير واخبار / قصة تدمي القلب…مواطن يروي موقف طفل يتيم مع نقطة عسكرية بلحج

قصة تدمي القلب…مواطن يروي موقف طفل يتيم مع نقطة عسكرية بلحج

لحج(حضارم اليوم) /كتب/ ماجد الطاهري

موقف حصل أمامي لطفل يتيم الأب تبدوا على ملامح وجهه علامات التعب والإرهاق..

كانت البداية حين استوقفني صباحاً قائلاً: هل باتنزل العند؟ قلت نعم فقال سوف ٱتي معك فقط لحظة سوف أحمل جونيتان من مخلفات الحديد الخردة .. مشينا طريقنا ومررنا بالعديد من النقاط حتى وصلنا إحداها كانت قريبة من مثلث العند حينها برز لنا عسكري عابس الوجه طويل الشوارب تبدوا من ملامح وجهه وكأنه قاطع طريق فابتدر القول مكانك أيها السائق، قلت:مرحبا تفضل نحن تحت أمرك فأخذ يتفحص وجوه الركاب قائلاً:فين بطايقكم؟
وقبل أن يجيب الركاب عن سؤاله أخذ نظره على مؤخرة السيارة(البودي) فرأى مبتغاه الذي جعله ينصرف عن سؤال الركاب عن هوياتهم فأخذ يقول لمن هذه (الجواني) وما بداخلها قال الطفل إنها لي وفيها خردة حديد أريد ابيعه بالكيلو ..
وسرعان ما أخرج جندي البوليس خنجره ليشق بها الجونية الأولى طولاً ليتأكد إذا ما كان فيها هروين أو ممنوعات ولكنها كانت سليمة إنها مخلفات العلب وبعض حديد الخردة ، ثم شق الجونية الأخرى وياللهول مما رأه لقد أكتشف جريمة تهريب سلاح دمار شامل كانت رأس قذيفة مدفعية فاسدة كانت ظمن قائمة الخردة ..
وهنأ قرر العسكري مصادرة الجونيتان متهماً باللفظ أنتم تبيعون القذائف ..

حينها بدى الطفل خائفاً عاجزاً عن الكلام فقلت للعسكري يافندم هذا الطفل ضروفه صعبه وابوه استشهد منذ شهور وهو الان يريد يبيع هذه الخردة ربما يوفر قيمت كسوة عيد لنفسه ولكن للأسف وكأني أخاطب جلمود صخر ، حينها همس الطفل لي قائلاً : اخبرهم يشلوا القذيفة ويعطوني باقيت الشقاديف حقي ، قلت له يابني الجواب باين من شكل وتصرف هذا الفرد العسكري ولكن إنزل هنا لربما يرق قلب بعض زملائه لك فيعيدون لك حقك وتبيعه في هذا المحل انه بجانب النقطة تماماً ..

نزل الطفل هناك وأكملت بقية رحلتي وكلي ألم وأسى على هذا الطفل اليتيم المكافح الذي لم يستسلم للفقر ولم يمد يده ليطلب المعونة من أحد ولكنه خرج في منتصف نهار الصيف وسط لهيب الشمس الحارقة ليجمع له مخلفات الخردة الحديد من جوار الدكاكين والمنازل ، كان يفكر بكسوة العيد أو ربما كانت أمه واخوته بحاجه الى كيلو من الدقيق وكان عليه أن يثبت لأمه أنه رجل البيت بعد استشهاد أبيه الذي ظل مرابطاً لسنوات في مقدمة صفوف الجيش في جبهة كرش حتى أراد له القدر ان يستشهد بسبب قضايا ثأر قبلية منذ ما يقارب العام ليترك خلفه أرملة واطفال لا حول لهم ولاقوة ..

وحسبنا الله ونعم الوكيل

شارك الخبر

شاهد أيضاً

استمرار الضربات الإسرائيلية القاتلة في غزة

حضارم اليوم /متابعات يشهد قطاع غزة الخميس غارات جوية ومعارك شرسة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين …