كانت لحظة قاسية وصعبة تلك التي مرّت على الجنوبيين وإذ تعلن دولة الإمارات وفاة رئيسها المغفور له خليفة بن زايد آل نهيّان، تاركًا وراءه إرثًا طويلًا من العطاء والدعم من قِبل دولته لصالح الجنوب.
وفاة الشيخ خليفة بمثابة الفاجعة التي نزلت على الجنوبيين، الذين سيستذكرون طويلًا حجم العطاء، عبر المواقف الأخوية الصادقة للشيخ المغفور له، وهي مواقف وصفها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بأنها تؤكد أصالة وصدق وشهامة هذا البلد وقيادته وشعبه.
وقال الرئيس الزُبيدي في بيان أصدره اليوم الجمعة: “لقد خسرت الأمة العربية والاسلامية وخسر العالم أجمع، برحيل الشيخ خليفة بن زايد، قائدًا ورجلًا حكيمًا، مضى بحكمة على خطى الخير والبناء التي اختطها والده المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،رحمة الله عليه ليجعل من بلده العزيز، دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة النموذج في المنطقة والعالم، في نهوضها وتطورها، وفي إعلائها لقيمة الإنسان، ولثقافة التعايش، والسلام، بين الشعوب والأديان والحضارات”.
وأضاف الرئيس الزُبيدي: “إن شعب الجنوب، يتذكر باعتزاز كبير، المواقف الاخوية الصادقة لسمو الشيخ الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، ولقيادة دولة الامارات العربية المتحدة، وهي المواقف التي أكدت أصالة وصدق وشهامة هذا البلد وقيادته وشعبه، ومن هذا المنطلق فإننا نشاطرهم قيادة وشعبا، أحزانهم بهذا المصاب الأليم”.
دعم الإمارات بقيادة الشيخ خليفة للجنوب تجلّى في كل المجالات، ولأن شعور المواطن الجنوبي بالأمن هو الغاية التي لا تضاهيها غاية، فلن ينسى الجنوبيون أبدًا حجم الدور الذي لعبته دولة الإمارات في سبيل مكافحة الإرهاب بالجنوب، وقد كان تحرير العاصمة عدن في 2015 من المليشيات الحوثية، خير شاهد على هذه الجهود الإماراتية التي قادت في نهاية المطاف إلى تحرير العاصمة من براثن الإرهاب.
جهود الإمارات امتدت كذلك إلى مناطق واسعة بالجنوب، فتحرير محافظات مثل شبوة وأبين من إرهاب تنظيم القاعدة تم بمساعدة إماراتية سواء لوجستية أو عبر تدريب القوات المسلحة الجنوبية بما منحها قوة وجسارة صنعت أعظم الفارق ومن ثم تحقيق نجاح مذهل في الحرب على الإرهاب.
الجهود العسكرية رافقتها كذلك دعم سياسي أيضًا من قِبل دولة الإمارات التي أظهرت حاضنة قوية وميتنة لتحقيق السلام والاستقرار وتغليب أطر الحلول السياسية ومكافحة التطرف.
مجرد ذكر اسم “الشيخ خليفة” ينقل بذاكرة الجنوبيين سريعًا إلى المؤسسة الإغاثية والإنسانية التي تحمل اسمه، وهي مؤسسة مثّلت خير غوث ودعم لصالح الجنوبيين في وقت واجهوا فيه أعباء إنسانية بالغة القسوة.
مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تأسست بقانون رقم 20 في يوليو 2007، أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتحمل المؤسسة رؤية “مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية”.
وتتركز استراتيجية المؤسسة في مجالي الصحة والتعليم محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وتتضمّن استراتيجيتها التعليمية دعم مشروعات التعليم المهني في دول المنطقة، كما تشمل الإحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية وحماية الأطفال ورعايتهم إضافة إلى توفير المياه الآمنة عالميًّا.
يضاف إلى ذلك دعم المجتمعات الفقيرة والمحتاجة في توفير البنى التحتية الأساسية مثل المدارس والمستشفيات وغيرها، ولتنفيذ استراتيجيتها دخلت المؤسسة في شراكات مع منظمات عالمية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات النفع العام، وقد وصلت مساعداتها المختلفة حول العالم لأكثر من 87 دولة منذ بداية نشأتها حتى تاريخه.
وتعمل المؤسسة على خدمة البشرية من خلال برامج مساعدات جادة لأهل العوز والكفاف، كما تساهم في نشر روح التسامح بين البشر لخدمة المحتاجين في مختلف أنحاء المعمورة، ومد جسور التعاون مع المنظمات المحلية والعالمية المشتركة في العمل الإنساني، توفير الدعم المادي لبرامج البِر المختلفة.
كما تعمل المؤسسة على توفير الدعم المادي لبرامج البِر المختلفة، ونشر ثقافة التكافل الاجتماعي في مجتمع الإمارات، وتشجيع العمل التطوّعي في مختلف جوانبه الإنسانية، وتقديم الدعم المعنوي لأصحاب المبادرات الإنسانية المتميزة وتشجيع أهل الخير للمبادرة والإقدام.
المؤسسة لعبت دورًا إغاثيًّا كبيرًا في الجنوب، وقدّمت مساعدات إنسانية لمواطنيه في مختلف القطاعات سواء التنموية أو الصحية أو الإغاثية أو التعليمية وغير ذلك من القطاعات التي لامست كل مجالات الحياة، وهو دعمٌ مكّن الجنوبيين من تجاوز مراحل قاسية ومكّن الشعب من تجاوز الكثير من الأعباء.