عدن(حضارم اليوم ) وكالات
عاد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، الدكتور، نجيب العوج، لإثارة الجدل مرة أخرى، بتصريحاته المتخبطة التي أظهرت جهله بأساسيات مجال الاتصالات الفنية والتقنية.
نجيب العوج خلال حديثه في برنامج قضايانا على قناة الغد المشرق، أمس، كشف عن اعتزام وزارته إطلاق صفر دولي جديد للمحافظات المحررة على الرقم (009678)، لا يخضع لرقابة وتحكم ميليشيا الحوثي، ذراع إيران.
لكن وزارته أصدرت تصريحا عقب المقابلة أوضحت فيه حقيقة الصفر الدولي، وأشارت إلى أن المقصود بتصريحات العوج هو العمل من خلال البوابة الدولية التي تدار من عدن نت وأن الصفر الدولي الحالي هو 00967 ويمر عبر هذه البوابة بشكل آمن، وأن ما تعلق بالرقم 8 فإنه يتعلق بالمنظومة الداخلية للبوابة وأن هذا الأمر لم يتم الاستفاضة فيه خلال المقابلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتخبط فيها العوج خلال حديثه عن قطاع الاتصالات في المحافظات المحررة، حيث تسببت تصريحاته أواخر الشهر أمام البرلمان بموجة غضب عارمة بعد قوله، “إنّ مؤسسات الاتصالات ليست منزلا حتى يتم نقله بسهولة وأنها عبارة عن استثمارات ولنقلها يجب أن يكون هناك بيئة حقيقية وسليمة”.
واعتبر نشطاء وصحفيون تصريحات الوزير العوج المتضاربة مع البيان الصادر عن الوزارة، تأكيدا على جهل الأول بالأساسيات الفنية والتقنية للاتصالات.
وقال الصحفي ماجد الداعري في منشور مطول على حسابه في الفيسبوك، إنه ليس عيباً ولا انتقاصاً بحق وزير الاتصالات نجيب العوج أن لا يكون فاهما بما يعنيه الصفر الدولي وجاهلا بالأساسيات الفنية والتقنية للاتصالات، كون هذا المجال، جديدا عليه وبعيدا تماما عن تخصصه، وقذفته إليه تقيؤات المحاصصة السياسية العقيمة، بدون اختبار، كما ظهر ذلك عليه جليا، خلال المقابلة.
وأضاف، “لكن العيب برأيي، أن يطلق وعودا وتصريحات عن أمور لا يفهمها ويبقى هكذا وحيدا بوزارته، دون الاستعانة بأي خبير اتصالات ينوره أو فريق من الفنيين التقنيين والمهندسين بهذا المجال حتى يستطيع استيعاب الأمور أولا وقبل الخروج للإعلام لإطلاق وعود وتصريحات محرجة له وحكومته ووزارته أيضا، سيما إصراره على الادعاء بتفعيل وزارته صفرا دوليا جديدا من عدن بنفس كود أرقام الصفر السابق للاتصالات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثي مع إضافة فقط رقم 8 لشركة سبأفون، وهو المعروف بأنه بوابة محلية خاصة بالشركة ولا علاقة له بالصفر الدولي”.
ويرى الداعري أن زعم العوج بكلام تخبطي خطير -أن شركة عدن نت- أصبحت تمر عبر بوابة هذا الصفر الدولي، يضع ألف علامة استفهام عن إمكانية توريطه في إضافة مفتاح التحكم لشركة عدن إلى المليشيات الحوثية دون علم.. مشيراً إلى أن الشركة ليست مجرد إنترنت فقط كما يعتقد البعض وإنما مشروع اتصالات وطني متكامل عبارة عن: (اتصالات وانترنت سلكية ولا سلكية أيضا) قدمته الإمارات بشكل كامل مع أكثر من 70 برجا لتغطية العاصمة عدن ومثلها أيضا لإيصال تغطية عدن نت إلى المكلا وشبوة وأبين في قادم الأيام.
ويعتقد الداعري أنه كان الأولى بوزير الاتصالات أن يتحدث عن فشل الدولة برمتها في استعادة التحكم بقطاع الاتصالات وموارده الهائلة التي تذهب للحوثي بدلا من خطأ السعي لشخصنة القضية التي تتحمل مسؤوليتها كل الجهات الحكومية ورئاسة الشرعية معا، وليس مجرد وزير الاتصالات السابق لطفي باشريف، الذي حاول رمي التهمة بشكل مباشر عليه، وهو الذي يتحمل فعلا وبكل تأكيد، جزءا من مسؤولية المنظومة الحكومية للشرعية بشكل كامل التي تقاسم فيها مافيات النفوذ والفساد، مصالح مشتركة من عوائد الاتصالات مع الحوثي، مقابل إخلاء جو التحكم بها ومواردها لصنعاء كما كانت قبل الحرب.
فيما قال الصحفي ياسر اليافعي، إنه فهم من نقاشه مع الوزير العوج أن الرقم 009678 هو كود لربط شركات الاتصالات الجديدة بالبوابة الدولية الموجودة في سنترال عدن حتى تكون منفصلة بشكل كامل عن صنعاء، فيما ستظل الأرقام الأرضي والشركات التي مقرها في صنعاء مثل ام تي ان ويمن موبايل كما هي.
بدوره استغرب الأكاديمي والصحفي، نشوان العثماني في تدوينة على حسابه في تويتر، تصريحات الوزير العوج، وقال: “وزير الاتصالات هذا إما أنه يجهل العصيد أو أنه حاول ابتكار طريقة جديدة لم يأت بها أحد. فالمفتاح الدولي لـ اليمن هو ذاته لم يتغير والرقم 8 لا يخص الصفر الدولي إنما هو بوابة محلية منفصلة لا تخضع لسيطرة المليشيا”.. متسائلاً بقوله: “فهل جاء يكحلها ونسى؟ أم جاء يعورها برضاه؟”.
الناشط خضر محمد الوليدي، استعرض في منشور على حسابه في الفيسبوك، نتائج تواصله مع خبراء الاتصالات، الذين قالوا إن النت الأرضي لا يحتاج إلى جهد حفريات وتركيب وخلافها فقط تغير اتجاه خط النت بدل ما يكون إلى صنعاء يكون إلى بوابة عدن (سنترال المعلا في عدن).. مشيراً إلى أنه يوجد في الجنوب ما بين 60 إلى 80 سنترالا، إعادة البرمجة للربط مع المركز الرئيسي سنترال عدن يديرها إلى هذه اللحظة الحوثيون من صنعاء وهم من يدفع مرتبات موظفيها وتوفير كافة احتياجاتها من ديزل وخلافه.