الرئيسية / أراء وكتاب / لقاء الرياض ..ضرورة وضرر

لقاء الرياض ..ضرورة وضرر

المكلا (حضارم اليوم) كتبه:صالح علي الدويل باراس

يعتزم مجلس التعاون الخليجي تنظيم لقاء موسع “بمن حضر”!! في دلالة صريحة على عقم استراتيجية التحالف عسكريا وسياسيا لمناقشة الحالة اليمنية التي وصلت الى شبه موت سريري في كل المجالات وصارت المجاعة شبحا يهدد المواطن اكثر مما هددته حرب السنوات الثمان وفي ظل حرب روسية اوكرانية لا يستطيع احد التكهن بافاقها المؤكد انها ستلغي التوافق الدولي ومرجعياته الخاصة باليمن كما كانت قبل الحرب الاوكرانية.

ان ضرر وضرورة اللقاء ستعتمد على مقاربات الاطار التي سوف يناقشها المجتمعون فاما شرعنة نفس الاطار بنفس المقاربات التي انتجت حوارهم الوطني وتكرار مرجعياتها او ما يشابهها وفرض نفس المقاربات فانه من المحال ان ينتج كتلة تاريخية كما يتمنى البعض تمنع الانهيار وتمنع التمدد الايراني الذي استطاع ان يجعل من الحوثي ذراع تصل اينما تريد في دول التحالف!! ومن يبشرون بها بنفس المقاربات وحماية مصالح ادوات “الخردة السياسية والحزبية” انما يكررون هرقطة نظرية ليس الا.

فأي اطار مرجعي يخرج به اللقاء لن يكون احسن حالا من المبادرة الخليجية والحوار والقرارات الدولية التي افرزت الانقلاب ثم الحرب ثم طول الحرب الا في حالة اذا تناولت مقاربات جديدة وسمّت الازمات والقضايا وحددتها باسمائها كما هي وليس بالالتفاف عليها لترضية قوى سياسية لاترى الحل الا بضمان مصالحها!! فالسلق حسب الطلب جعل عفاش يقول انه هو من صاغ المبادرة الخليجية وهو محق فقد عدّلها بما يتلاءم ومصلحته لكنها ظهرت مبادرة ممسوخة ويظهر ذلك في نتائجها التي تراكمت من فشل الحوار ثم الانقلاب ثم الحرب ثم فشلها وكان اول من تمرد عليها عفاش وسلم البلاد بجيشها وامنها واقتصادها للحوثي/ ايران !! ولم تسطيع حرب الثمان السنوات ولملمة الغير قابل للملمة من القوى الهلامية ان تكسر المعادلة التي فرضها عفاش في تحالف / الحوثي/عفاش /ايران حتى بعد محاولة تمرده التي انتهت بقتله.

ان مقاربة الازمة اليمنية ليست في الانقلاب بل اعمق والانقلاب ليس الا احد مظاهرها.

لا فائدة تُرجَى من شرعية عاجزة ما نجحت سلما ولا حربا وهذه حقيقة من الصعب تضليلها او الهروب منها ولا فائدة في لقاء نخب سياسية اكثر عجزا ، اما التحالف فيتخبط جراء اطاره للحل الذي افرزت انقلابا وحربا مازالت تداعياته مستمرة.

ان اللقاء لن ينهي الانقلاب لانهم لن يناقشوا ويضعوا اطار مرجعي لقضايا ما قبله ومسبباتها وقضاياها بل يريدون للحرب ثم اللقاء ان تعيد انتاج نفس وضع ماقبل الانقلاب ومصالح شخوصه واحزابه وهذا لم يعد واقعيا مهما حاولوا من عمل تنفس صناعي له.

ان نجاح المشروع الايراني بانه اختار مشروعه بادوات فتيّة غير ملوّثة واستبعد كل تلك القوى التي ظلت تعيد انتاج نفسها طيلة عقود والتي هي سبب الازمة وتعقيد القضايا.

ان لاتحضر القضية الجنوبية اللقاء بافق استقلالها ولا يحضره الحوثي فان لقاء “بمن حضر ” سيكون كمن يفسر الماء بالماء.

28مارس2022م

شارك الخبر

شاهد أيضاً

تحرير وادي وصحراء حضرموت مطلب حضرمي لا يقبل التأجيل أو التسويف… مقال لـ محمد الشعيبي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: محمد ناصر الشعيبي مطالب أبناء حضرموت والجنوب تحرير وادي وصحراء حضرموت …