الرئيسية / أراء وكتاب / مشاورات الرياض.. لا المشاركة ستعمق الاحتلال ولا المقاطعة ستحقق الإستقلال بقلم: عوض بن جميل

مشاورات الرياض.. لا المشاركة ستعمق الاحتلال ولا المقاطعة ستحقق الإستقلال بقلم: عوض بن جميل

بعيدا عن الشطط والتشنج، علينا أولا أن نعزز ثقتنا بأنفسنا وبحكمة قيادتنا، فنحن نستمد قوتنا من عدالة قضيتنا، التي لايمكن لكائن من كان وأدها أو تجاوزها..
 فالمؤكد أن شعبنا لن يقبل أن تفرض عليه حلولا لاتلبي طموحاته وتطلعاته ..
     ومع يقيننا أن هذا اللقاء لن يأتي بحل مرضي لشعبنا، الذي لن يرضى بأنصاف الحلول، ولن يقبل بمشاريع الأقلمة، التي تعيد إنتاج الاحتلال والعودة به لباب اليمن، لكن المشاركة في هذا اللقاء ضرورية ومهمة لإيصال صوت شعب الجنوب، وطرح مطالبه بفك الارتباط واستعادة الدولة على طاولة الحوار.. فالمقاطعة ستعطي الآخرين من المدعين بتمثيل الجنوب زورا وبهتانا، وأعداء قضيتنا الفرصة لتصدر المشهد، وسيغيب الصوت الجنوبي الحقيقي المتمسك بهويته واستعادة دولته.
وطالما سيكون هناك تجاوز لإرادة شعبنا،  فبكل تأكيد سيولد الاتفاق عن اللقاء ميتا، وسيلحق بالمبادرات والمؤتمرات السابقة الفاشلة ..
إننا نؤكد للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، أن القرارات المرتجلة والحلول القاصرة التي لا تراعي مصالح أبناء الجنوب وتتجاوز تطلعاتهم في تحرير بلدهم واستعادة دولتهم، لن يكتب لها النجاح، وستكون هدرا لجهودهم وأموالهم وضياع للفرص وهدر الإمكانات ..
لذلك ندعوهم للتشخيص الصحيح لمشكلة اليمن، ومحاولة إيجاد الحلول لها، دون المساس بقضية شعب الجنوب التواق لاستعادة دولته، والمستعد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل تحقيق هذا الهدف .
فالنظرة الواقعية تقول ألا أمل في تحرير  صنعاء من تحت سيطرة الحوثي، طالما بقي الاعتماد على هذه الشرعية الفاسدة، ولابد
من تغيير الاستراتيجية القائمة، وإلا سيستمر الفشل .
والاستراتيجية التي نرى أنها واقعية وقابلة لتحقيق النجاح، هي الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، والدخول في مفاوضات شمالية شمالية تنهي النزاع، الذي لن تستطيع قوى الشرعية حسمه، ويبدو أن شعب الشمال قد أدرك هذه الحقيقة، وبات أكثر تقبلا لحكم الحوثي.

الخلاصة، على الأشقاء في التحالف العربي أن يسارعوا في تغيير استراتيجيتهم،
   فشعب الجنوب لن يدوم صبره طويلا، وهو يتجرع المزيد من المعاناة المفتعلة وسياسة التجويع والافقار على مدى سنوات الحرب السبع العجاف، التي صارت عبثية بعد أن انحرفت عن مسارها واثبتت التجربة أن الادوات البالية التي تسمى شرعية لايمكنها  تحقيق أي نصر، فبات إسقاطها أمر حتمي وجزء من الحل .
. ولربما المرتقب حسب المؤشرات الاوليه اصلاح مؤسسه الرئاسه وانهاء هيمنه حزب الإصلاح وازاحته من المشهد ، وإنعاش الشرعيه ، وتطعيمها بلاعبين جدد ..

عوض جميل  27/3/2022

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ذكرى التفويض والتأسيس

كتب/فضل الجعدي مثل الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية وكان الخيار …